طوابير من الباحثين عن عمل في "تقنية المعلومات" رغم حاجة سوق العمل لهم

مؤشر الأربعاء ٠٨/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
طوابير من الباحثين عن عمل في "تقنية المعلومات" رغم حاجة سوق العمل لهم

خاص - ش

انتقد عميد كلية كالدونيان د.أحمد بن حسن البلوشي وجود طوابير من الباحثين عن عمل بتخصص تقنية المعلومات. وفي تصريح لـ"الشبيبة" قال البلوشي: "العماني متعلم ومتمكن في تقنية المعلومات وغيرها من المجالات، وهناك نماذج تثبت كفاءة المواطن. ولكن، ما تنقص العماني هي الفرصة والثقة من أرباب العمل". وأضاف: "إذا أعطي العماني الفرصة، تأتي بعدها محنة تعرّضه للعراقيل التي توضع أمامه. فأبناؤنا الطلبة يشكون كثيراً من تعرّضهم لتلك العراقيل، وينبغي على الشركات أن تظهر جدية أكبر تجاه مسؤولياتها في التعمين".
وحول ما إذا كانت الشركات تلجأ إلى تعيين الوافدين لتقليص التكلفة، ذكر البلوشي: "تكلفة الوافد أكثر من تكلفة العماني إذا ما أخذت جميع التكاليف في الحسبان. فالوافد يستهلك الخدمات العامة التي تقدمها الدولة، وهو يحتاج إلى تأشيرة وتذكرة سفر وتأمين صحي وغيرها من التكاليف. وعلاوة على ذلك، فإن أجور مختصي تقنية المعلومات ليست متدنية".

وتابع: "كثير من الوافدين في تخصص تقنية المعلومات إنما قدموا إلى السلطنة لتطوير أنفسهم مهنياً، حيث إن هذا التخصص يلقى إقبالاً كبيراً في مختلف دول العالم ويتميّز بأجوره المرتفعة. إذن، فالذين يقدمون إلى السلطنة غالباً ما تقل مهاراتهم عن نظرائهم في بلدانهم، والعماني أولى بهم في وطنه".
واستغرب البلوشي قول بعضهم إن التخصص "متشبع"، مبيِّناً أن "الاتجاه العالمي اليوم في مختلف المجالات، كالخدمات والطب وغيرها، يعتمد على تقنية المعلومات. فكيف يدّعي هؤلاء أن هناك اكتفاء والطلب يتزايد على تقنية المعلومات كل يوم؟".
ويقول خريج أمن تقنية المعلومات من كلية العلوم التطبيقية بصور ناصر البوسعيدي، عن معاناته في البحث عن وظيفه في نفس تخصصه، فيقول: "درجتي العلمية "البكالوريوس" أصبحت إحدى العراقيل في قبولي على وظيفة؛ لأنه بدرجتي على حسب النظام في القوى العاملة لا يقل الأجر عن 600 ريال؛ لذلك الشركات تقبل بخريجي الدبلوم لكون راتبهم أقل، هذا بالنسبة للقطاع الخاص. أما القطاع الحكومي فلا فرص لنا فيه؛ لكوننا نعتبر من الخريجين الجدد والأولى للخرجيين القدامى".
ويقول خريج نظم المعلومات خليفة اليعقوبي، عن تجربته في الحصول على وظيفة: أنا موظف بدرجة "الدبلوم" وبعد حصولي على الوظيفة أكملت دراستي وحصلت على درجة "البكالوريوس"، وأكثر التحديات التي واجهتني أثناء البحث تكمن في طبيعة الامتحانات المقدمة لكونها تختلف عن محتوى الدراسة، وأيضاً طبيعة العمل مختلفة تماماً عن دراستي، فكانت هذه أحد الأسباب في عدم حصولي على الوظيفة التي أطمح إليها وحصلت على هذه الوظيفة بصعوبة بالغة.
وكانت مديرة دائرة مسح الخريجين بوزارة التعليم العالي د.فاطمة بنت سعيد الحجرية قالت في تصريح سابق إن عدداً من الجهات أخذت بتوصيات مسح الخريجين الأول الذي تم إنجازه العام الفائت، فوزارة التعليم العالي أخذت بنتائج مسح الخريجين، والتوصيات التي خرج بها، لتوزيع بعض المقاعد لبعض التخصصات المعيّنة. وأوضحت الحجرية أن هناك جهات أخرى أخذت بتلك التوصيات منها البرنامج الوطني «تنفيذ»، فبعض المبادرات التي عرضت فيه كانت مستقاة من نتائج مسح الخريجين والتوصيات التي جاء بها، وهناك توصيات بدأت ترى النور ووضعت موضع التنفيذ.
وأضافت الحجرية: "إن مسح الخريجين الأول ساهم في إعادة دراسة أعداد المبتعثين في بعض التخصصات، ومنها تخصص تقنية المعلومات، فهناك خريجون في هذا التخصص لم يحصلوا على وظائف، فكانت التوصيات بإعادة دراسة وضع خريجي هذا التخصص، لكن عندما قمنا بعمل مسح أرباب العمل تبيّن لنا أن سوق العمل بحاجة إلى هذا التخصص، حيث كشفت لنا المعطيات أن الإشكاليات ليست في التخصص بل في السياسات التي من الممكن أن تسهّل عملية توظيف الخريجين العمانيين بتخصص تقنية المعلومات".