«تويتر» يُواجه إرهاب «داعش»

الحدث الاثنين ٠٨/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٤٠ ص

لوس أنجلوس –

قال موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إنه كثّف جهوده لتطهير عضويته من مؤيدي الإرهاب، وقام بتعليق 125 ألف حساب منذ منتصف العام 2015.

وأوضح الموقع في تدوينة أن معظم الحسابات المعلقة كانت على صلة بتنظيم داعش الإرهابي.
وجاء في التدوينة «نحن ندين استخدام تويتر لتشجيع الإرهاب وقوانين تويتر توضح أن هذا النوع من السلوك، أو أي تهديد عنيف، غير مسموح به على خدمتنا.. وكما تغيرت طبيعة التهديد الإرهابي، تغير عملنا المستمر في هذا المجال».
وفي الأشهر الأخيرة، تعرض تويتر لانتقادات من جانب مسؤولين وخبراء أمن لفشله في منع المنظمة الإرهابية المسلحة من استخدام خدمة المدونات القصيرة للدعاية والتجنيد.

دراســــة

فــــي مــــارس الفائــــت أفادت دراســـــة أمريكية بأن ما لا يقل عن 46 ألف حســــاب على «تويتر» مرتبط بتنظيم «داعش» حتى نهاية 2014، وحذرت الدراسة من التوجه إلى الرقابة المعممة جدا لهذه الحسابات.

وجاء في الدراسة، التي أعدها معهد «بروكينج» ومولها «جوجل ايدياز»: «نعتقد أنه بين سبتمبر وديسمبر 2014، استخدم 46 ألف حساب على تويتر من قبل أنصار داعش«.

وبحسب تحليل للمعطيات الجغرافية للتغريدات (الموقع المُعلن والمنطقة الزمنية)، فإن أغلب المشتركين يقيمون في مناطق تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق.
وثلاثة أرباع الحسابات المؤيدة للتنظيم ناطقة بالعربية و20 % بالإنجليزية و6 % بالفرنسية. ويتبع الحسابات المؤيدة للتنظيم 1000 مشترك في المعدل، ما يعني أنها «أكثر من حساب عادي».
وأضاف التقرير أن الكثير من نجاح التنظيم على الشبكة الاجتماعية «يمكن نسبته إلى مجموعة صغيرة نسبيا من المستخدمين ناشطة جدا».
وفي الفصل الأخير من 2014، تم إقفال ما لا يقل عن 1000 حساب من قبل «تويتر»، لكن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، بحسب الدراسة.
لكن معدي الدراسة دعوا «تويتر» إلى عدم الإفراط في الغلق رغم ضغط بعض الحكومات أو المسؤولين السياسيين الغربيين.
وقال التقرير إنه بالتأكيد من الممكن أن يكون لاستهداف الحسابات أثر «مدمّر» بالنسبة لحضور التنظيم. لكنه لا ينصح بهذه المقاربة لأنها قد تؤدي خصوصا إلى «عزل» أنصار تنظيم «داعش» على «تويتر» وتدفعهم لاستخدام منصة مغلقة تؤدي إلى مزيد من التطرف.
ودعا التقرير المواقع الاجتماعية والإدارة الأمريكية إلى العمل معا لتحديد قواعد غلق الحسابات. وقال إنه حتى الآن تطبق المواقع الاجتماعية عمليات غلق الحسابات «دون أية رقابة أو محاسبة».

تهديدات

في الشهر نفسه هدد تنظيم «داعش» بتصفية مؤسس الشبكة الاجتماعية «تويتر» والعاملين في الشركة، ردا على إغلاق الموقع مجموعة من الحسابات التابعة لأعضاء التنظيم.
وذكرت قناة «سي إن بي سي» الأمريكية نقلا عن جاك دورسي مؤسس «تويتر» قوله إن فريق الأمن الخاص بالشركة يعمل مع الشرطة والجهات المختصة على تحليل مدى جدية التهديد والتأكد من صفة من أطلقه.
وظهر التهديد والدعوة للقتل، على موقع متخصص موجــــه أساسا للعاملين في مجال البرمجة وتبادل المعطيات في بولندا، قبل أن تتناقله مواقع أخرى.
وأفادت الرسالة التي تتوعد الموقع بأن «تويتر» «لم يرتدع بعد التهديدات السابقة التي وجهها التنظيم، إثر إغلاق حساباته وحسابات المناصرين والمؤيدين له، ما جعل الموقع والعاملين فيه هدفا مشروعا للتنظيم، ليكتم أنفاسهم».
ودعا التنظيم أنصاره إلى «ضرب تويتر ومصالحه في كل مكان، بما في ذلك الأشخاص والمباني والمقرات، فلا تتركوا ملحدا على قيد الحياة».
وتأتي هذه التهديدات بعد أن تراجعت شعبية التنظيم على موقع «تويتر» والذي كان يستغله بشكل كبير في حربه الدعائية، ومن أجل استقطاب عناصر جديدة.
يذكر أن «تويتر» نجح في إيقاف 18 ألف حساب مرتبط بالتنظيم منذ خريف سنة 2014 بالإضافة إلى 800 حساب تأكد أنها تابعة لـ »داعش»، حسبما أظهرت دراسة أعدها موقع «جوجل».
وتعود أغلب الحسابات التي تم إلغاؤها لأشخاص مؤيدين لـ »داعش»، كانوا يدونون تغريدات باللغة الإنجليزية عبر الموقع الاجتماعي.

قائمــــة

وكانت 3 جماعات قرصنة إلكترونية أكبرها «أنونيموس»، قــــد أصـــــدرت قائمـــة تضم حسابات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم «داعش»، بلغ عددها 9200 حساب.

وتلقت مجموعة «أنونيموس» المعروفة بقدراتها الكبيرة في مجال القرصنة، مساعدة من مجموعتي «غوست سيك» و »سترلسيك»، في تعاون نادر بين المجموعات الثلاث المتنافسة.

وقال عضو في مجموعة «أنونيموس» لموقع «إنترناشيونال بيزنس تايمز» الأمريكي، إن القائمة التي صدرت حديثا أعدها مئات «الهاكرز» في المجموعات الثلاث، وتعد القائمة الأكثر مصداقية لحسابات «تويتر» المرتبطة بتنظيم «داعش».

والقائمة التي أصدرتها المجموعات تأتي ضمن حملة يشنها قراصنة إلكترونيون منذ مطلع العام الجاري، لاختراق أو حذف مواقع وحسابات تنتمي إلى «داعش» أو تروج للتنظيم المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا.
وتمكنت الحملة من إغلاق أو تعطيل نحو ألف موقع أو حساب أو بريد إلكتروني مرتبط بـ«داعش».