أمريكا تؤجلُ عملياتها ضد داعش في ليبيا

الحدث الاثنين ٠٨/فبراير/٢٠١٦ ٠١:٣٠ ص
أمريكا تؤجلُ عملياتها ضد داعش في ليبيا

واشنطن – ش – وكالات
يقول مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة وحلفاءها ربما أمامهم أسابيع كثيرة أو حتى أشهر قبل شن حملة عسكرية جديدة ضد تنظيم داعش في ليبيا على الرغم من تزايد القلق من تمدد التنظيم هناك وهجماته على البنية الأساسية النفطية.
وحذرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في الأسابيع الأخيرة من الأخطار التي يشكلها نمو التنظيم في ليبيا. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة تضع خيارات عسكرية وإن هذه الخيارات نوقشت خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي بين الرئيس باراك أوباما وكبار مساعديه الأمنيين ولم يتوصل لنتيجة حاسمة.
ويقول المسؤولون إن من بين هذه الخيارات زيادة الغارات الجوية ونشر جنود من قوات العمليات الخاصة الأمريكية وتدريب قوات أمنية ليبية. لكن المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم قالوا إن عقبات ضخمة تقف في طريق زيادة المشاركة العسكرية الأمريكية. وأكبر هذه العقبات هي تشكيل حكومة ليبية موحدة قوية بما يكفي للدعوة لمساعدات عسكرية خارجية والاستفادة منها.
وقال المسؤولون إن الاستعانة ببعض الحلفاء قد يتطلب أيضا تفويضا جديدا من الأمم المتحدة. وقال مسؤول أمريكي "لم نصل لذلك بعد." وقال هو ومسؤولون آخرون على دراية بالمناقشات الداخلية إن من السابق لأوانه تقدير متى قد يبدأ تحرك عسكري لكنهم نبهوا إلى أن ذلك قد يستغرق أسابيع كثيرة أو حتى أشهرا.
وقال دبلوماسي غربي "على حد علمي لا توجد نية واضحة للمضي قدما في القيام بعمل من النوع العسكري. هناك كثير من التفكير وكثير من التخطيط." ووصف مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وجود تنظيم داعش في ليبيا بأنه مثير للقلق على نحو متزايد وإن لم يكن بنفس حجم سيطرته على مساحات واسعة في العراق وسوريا.
وهاجم تنظيم داعش البنية النفطية الأساسية في ليبيا وسيطر على مدينة سرت مستغلا فراغ السلطة حيث تتصارع حكومتان متنافستان. وتتراوح تقديرات عدد مقاتلي تنظيم داعش في ليبيا بين ثلاثة آلاف وستة آلاف مقاتل. ويبدي المسؤولون قلقهم علانية من أن يستغل التنظيم وجوده في ليبيا لتخفيف ضغط الغارات الجوية الأمريكية والقوات المحلية على قاعدته الرئيسية في العراق وسوريا.
من المتوقع بموجب خطة انتقال سياسي تدعمها الأمم المتحدة أن تشكل الإدارتان المتنافستان حكومة وحدة. لكن بعد مرور أكثر من شهر على توقيع اتفاق بهذا الصدد في المغرب لا يزال تطبيقه متعثرا بسبب الاقتتال الداخلي.
وقال بن فيشمان وهو مساعد سابق في البيت الأبيض عمل تحت إدارة أوباما وتعامل مع السياسة المتعلقة بليبيا إن هناك قلقا في الإدارة من أن يعطل التحرك العسكري الآن عملية تشكيل الحكومة. وأضاف أن الأمر قد يؤدي لانسحاب القوى المعتدلة في ليبيا.
وبدا أن الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة كان يشير لهذه المخاوف الشهر الماضي حين قال "نريد اتخاذ تحرك عسكري حاسم لكبح توسع داعش وفي الوقت ذاته نريد أن نقوم بذلك بشكل يدعم عملية سياسية طويلة المدى."
لكن فيشمان قال "أعتقد أننا ينبغي أن نقوم بشيء على الأرض قريبا لأنهم (مقاتلي داعش) يتصرفون بلا رادع." وقد يمهد تشكيل حكومة ليبية موحدة الطريق لأن تطلب طرابلس رسميا مساعدة دولية أكبر. لكن مسؤولين رجحوا في ظل الفوضى في ليبيا أن تأخذ الحكومة الجديدة وقتا قبل أن تقف على قدميها.
وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الأسبوع الفائت إن تركيز المجتمع الدولي على ليبيا له طابع سياسي وليس عسكري. وأضاف أنه بمجرد تشكيل حكومة "أشرنا لاستعدادنا مع دول أخرى لأن نساعدهم في تأمين البلاد." وذكر أن الإيطاليين "لمحوا إلى أنهم قد يقودون هذه الجهود وليس الولايات المتحدة وليست لدينا مشكلة في ذلك."

*-*
مجلة أمريكية: عدد مسلحى داعش يتضاعف في ليبيا

واشنطن – ش – وكالات
كشفت مجلة "نيوزويك" الأمريكية يوم أمس السبت عن تقديرات الاستخبارات الأمريكية بأن عدد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا تضاعف في وقت أدى فيه تشديد الرقابة على الحدود، وشن حملة ضربات جوية منسقة إلى إلحاق خسائر بأعداد المقاتلين في سوريا.
ونقلت المجلة - عن تقديرات الاستخبارات الأمريكية التي كشف عنها العديد من المسؤولين الأمريكيين - أن ثمة اعتقاد بأن عدد مقاتلي التنظيم الإرهابي يبلغ حوالي 6 آلاف و500 مسلح في ليبيا، وهو ضعف التقديرات السابقة.
وقالت المجلة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الالكتروني إن ليبيا توشك أن تصبح دولة فاشلة مطلة على البحر المتوسط أكثر من أي وقت مضى، منذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011.
وفى السياق ذاته، قال أحد المسؤولين الأمريكيين أن "داعش ينمو بكثافة في ليبيا"، فيما توخى غيره من المسؤولين الحذر حيال هذه الأرقام، قائلين أنه من الممكن أن يكون عدد مقاتلي داعش نصف ذلك الرقم.
ووفقا للمجلة، فقد أصدر البيت الأبيض تفاصيل تقرير للاستخبارات الأمريكية كشفت عن انخفاض عدد مسلحي داعش في سوريا والعراق، حيث بلغ عددهم حوالي 25 ألف مسلح في الأراضي الواقعة تحت سيطرته في كلا البلدين، مما يمثل انخفاضا يقدر بحوالي 6 آلاف مقاتل، أي بنسبة 19.3% عن التقديرات السابقة.