غزة – – وكالات
استبعد محللون سياسيون فلسطينيون، أن تشن «إسرائيل» حرباً جديدة على قطاع غزة، بسبب ما وصفوه بـ«الكوابح السياسية»، التي من شأنها أن تمنع أي مواجهة عسكرية على المدى المنظور، وذلك بحسب ما جاء في تقرير لوكالة الأناضول التركية، نشر يوم أمس السبت.
وتزايدت مؤخراً، حدة التهديدات الإسرائيلية، بإمكانية شن حرب على القطاع عقب إعلان كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن استشهاد سبعة من عناصرها أثناء عملهم بترميم نفق، قرب حدود غزة مع «إسرائيل».
الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، استبعد أن تشن «إسرائيل» حرباً جديدة على قطاع غزة، على الأقل في المنظور القريب، وفق قوله. وذكر شلحت في حديثه لـ«الأناضول» أن «قرار الحرب ليس سهلاً، صحيح أن الواقع هش، وغزة عبارة عن رمال متحركة، لكن ثمة موانع سياسية، تمنع أو تؤخر أي مواجهة قريبة بين “إسرائيل” والمقاومة في غزة».
وتابع: «حركة حماس التي تتصدر مشهد المقاومة من خلال جناحها المسلح، لا يبدو أنها متحمسة لحرب، خاصة في ظل الحصار، وعدم إعمار ما خلفته الحرب الأخيرة»، وقال إن «الجراح لم تندمل بعد، المقاومة تحتاج إلى استعداد أكبر، وهناك عوامل أخرى قد تمنع حدوث هذه المواجهة قريباً».
ومن شأن العامل الدولي، كما يرى شلحت، أن يكون «مانعاً»، أمام أي مواجهة، مستدركاً بالقول «الوضع ليس مثالياً، أيضاً بالنسبة لـ”إسرائيل” كي تشن حرباً على غزة، لا توجد مبررات».
ويقول شلحت، إنّه في حال جرت مصالحة بين تركيا و”إسرائيل”، قد يكون دافعاً أمام الأخيرة لتحسين الوضع الإنساني في غزة، ما قد يمنع تدهور الأمور الأمنية. ويؤكد مسؤولون أتراك إن تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، مرهون برفع الحصار عن غزة.
ويرى تيسير محيسن، المحلل السياسي، ومدرس العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، أن المقاومة في غزة و”إسرائيل” «تتبادلان الرسائل السياسية، من خلال التهديدات المتبادلة». ويضيف محيسن لـ «الأناضول»: «في الوقت الراهن، وأمام هذه المعطيات، لا يوجد أي مؤشرات تقول إن هناك حرباً في الأفق».
وأكمل «ما يتم تبادله بين حماس و”إسرائيل” عبارة عن رسائل سياسية، قد يكون الهدف منها، هو التذكير من قبل الطرفين، أن هناك استحقاقات لم يتم إكمالها فيما يتعلق بشروط التهدئة».
ومن بين العوامل التي قد تؤخر الحرب بحسب محيسن، أن حركة حماس، تدرك جيداً معاناة قطاع غزة، مستدركاً بالقول «ركام الحرب الأخيرة، لا يزال يذكّر الجميع بأن آثار العدوان المدمر لم يندمل».
وأضاف أن «حركة حماس تدرك جيداً، أنها في مرحلة الإعداد والتجهيز، وسكان القطاع يعانون نفسياً واقتصادياً (..) باعتقادي أن المقاومة في غزة، معنية بالتخفيف من هذه المعاناة، ومن مصلحتها أن تحافظ على الهدوء لأطول وقت ممكن».
ويتفق مخيمر أبوسعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مع سابقيه في أن الوقائع على الأرض، لا تستدعي شن حرب جديدة على القطاع. ويقول أبوسعدة إنّه من غير المقبول أن تقوم “إسرائيل” بشن حرب، مقابل ما تقول حركة حماس إنها «معركة إعداد».
ويتابع أبوسعدة في حديثه لـ «الأناضول»: «إسرائيل تعلم أن حماس ترمّم قوتها بعد الحرب، وتقوم بتجهيز الأنفاق تحت الأرض، والقيام بتجارب صاروخية، لكن أيضاً هي تدرك أن الحركة تريد التخفيف من معاناة مليوني فلسطيني يقبعون في ظل حصار خانق يستمر للعام العاشر على التوالي». ويرى المحلل السياسي، أن حكومة الاحتلال، لن تغامر بشن حرب قد لا تؤدي إلى النتائج المطلوبة والمتمثلة بالقضاء على بنية حركة «حماس» العسكرية.