القدس المحتلة – زكي خليل
دعا زعيم حزب «المعسكر الصهيوني» الإسرائيلي المعارض يتسحاق هيرتصوغ، إلى إكمال المشروع الذي بدأ فيه رئيس الوزراء الأسبق أريئيل شارون، بتجسيد خطة «الانفصال عن الفلسطينيين».
ونقل موقع صحيفة «معاريف» الإلكتروني عن هيرتصوغ قوله أمام معهد الأمن القومي «أريد أن أقول؛ وداعاً لأكبر عدد من الفلسطينيين في أقرب وقت ممكن، هم هناك ونحن هنا وسنعمل على إنشاء جدار كبير بيننا وبينهم، هذا هو التعايش الممكن الآن». وأضاف «ما فعله شارون حين بنى السور هو الفعل الصحيح، نجح بمنع تسلل منفذي العمليات، لكنه فشل في إتمام هذه المهمة التي نسعى نحن إلى إنهائها.. وضع الأمن خط أحمر».
ورأى هيرتصوغ «أن خطة الانفصال عن الفلسطينيين يجب أن ترتكز أولا، على استكمال بناء الجدار حول الكتل الاستيطانية، لنجاحه مسبقاً في منع وقوع هجمات، وثانياً؛ على فصل القرى الفلسطينية بالقدس.
واعتبر أن ما يجري حالــياً «انتفاضــة ثالثة»، قد تكون أخطــر في المســتقبل القريب، معتبراً «أن حكومة نتنياهو قد فشلت في تقديم حلول عملية من أجل حفظ أمن الإسرائيليين».
في غضون ذلك، قالت أسبوعية «يروشاليم» العبرية، إن مشروعاً استيطانياً جديداً من المخطط له أن يقام على أرض تتبع للكنيسة الأرثوذكسية - اليونانية في منطقة أبو طور شرقي مدينة القدس المحتلة.
ووفقاً لما أوردته الصحيفة في عددها الأسبوعي، فإن المخطط يتضمن بناء وحدات استيطانية بطراز معماري فاخر لجذب المزيد من المستوطنين من الخارج، خاصة أنه في حال بنائه سيتمتع بإطلالة جميلة على أحياء مدينة القدس المحتلة، كما أن الحي سيقام بين دير قديم ومنطقة يدّعي الاحتلال أنها تتضمن مكان دفن كاهن كبير.
وبحسب المخطط، ستتم إقامة مساكن وفندق على مساحة تزيد عن عشرة دونمات، تملكها الكنيسة اليونانية وأجّرتها لمدة مئة عام لمستثمرين يهود يعيشون في الخارج.
وفي أعقاب بدء الحديث عن المخطط الاستيطاني الجديد، أصدر قرابة 400 شخصـــية من سكان المنطقة عريضة يحتجون فيــها على المسّ بالمكان التاريخيّ، والتأكيد على أن المنطقة التي ينوي إقامة الحي الاستيطاني بها لا تتمتع بأي بنية تحتية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من المستثمرين لأسبوعية «يروشاليم» أن المخطط في مراحل الإعداد الأولى، ويجري التنسيق مع سلطة الآثار الصهيونية، وستبذل مجهودات لحل مشاكل المواصلات.
وتعمد قوات الاحتلال وعبر العديد من المؤسسات الاستثمارية أو الجمعيات الاستيطانية على تنفيذ مخططات استيطانية بمدينة القدس المحتلة تحت مسميات مختلفة تحاول من خلالها إخفاء نوايا الاحتلال الاستيطانية.
وبرزت في الآونة الأخيرة الحديث عن بعض الصفقات التي قامت عليها شخصيات مسيحية من بيع أو تأجير أراض لجمعيات استيطانية صهيونية، حيث أثارت مثل هذه الصفقات حالة من الجدل بين الأطياف المسيحية التي ترفض الاحتلال وممارساته على الأرض.
ويطالبون في مستوطنة «ارمون هنتسيف» منذ فترة طويلة إقامة جدار يفصلهم عن جبل المكبر. واكتفت البلدية حتى الآن بوضع آلات تصوير على طول شارع مئير نكر الفاصل تقريباً بين الحيين.
ويطالبون في مستوطنة جيلو أيضاً بإقامة جدار فاصل وتأتي هذه المطالب خصوصاً من سكان تلة كندا المجاورة لبلدة شرفات. وقال عوفر أيوبي رئيس الإدارة السكانية في مستوطنة جيلو بأنه لا حاجة لإقامة مثل هذا الجدار بين المستوطنة وبلدة شرفات لأنها بلدة هادئة، ومع ذلك يؤيد إقامة جدار فاصل بين المستوطنة وبين الوادي الذي يفصلها عن بلدة بيت جالا.
رام الله – نظير طه
أفاد رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين، وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤون الهيئة في قطاع غزة، عبدالناصر فروانة، أن الاحتلال الإسرائيلي صعّد من استهدافه للنساء الفلسطينيات خلال «انتفاضة القدس»، واعتقل منذ اندلاع الانتفاضة في الأول من أكتوبر وحتى نهاية يناير الفائت نحو (100) من النساء والفتيات من كافة المناطق الفلسطينية، ومن كل الفئات العمرية، بينهن فتيات وقاصرات وأمهات وكبيرات في السن.
وأعرب فروانة عن قلقه الشديد جراء الاستهداف الخطير للنساء الفلسطينيات، وارتفاع أعداد المعتقلات بشكل لافت وغير مسبوق خلال «انتفاضة القدس» مقارنة بالسنوات الخمس الفائتة. وكذلك جراء ما يُقترف بحقهن من انتهاكات جسيمة وجرائم فظيعة. وقال فروانة: إن أعلى نسبة من تلك الاعتقالات كانت في الشهر الأول من «انتفاضة القدس» حيث سجل خلال أكتوبر الفائت (38) حالة، فيما تراجعت الأعداد تدريجياً ووصلت في نوفمبر (29) حالة، وفي ديسمبر (25) حالة، فيما لم تُسجل خلال الشهر الفائت سوى (8) حالات اعتقال من النساء. وبالمقابل شهدت الفترة المستعرضة تصاعداً خطيراً في الانتهاكات والجرائم المقترفة بحقهن، لا سيما بحق القاصرات والجريحات بعد إصابتهن بالرصاص. وأضاف: أن تلك الأرقام تحمل معاناة كبيرة، وأن خلفها تقف حكايات مريرة وقاسية، إذ أن جميعهن تعرضن للتنكيل والتعذيب والإهانة والمعاملة القاسية، أثناء وبعد الاعتقال، فيما لا تزال بعضهن رهن الاعتقال، ويحتجزن في ظروف قاسية في سجني هشارون والدامون، ومراكز التوقيف. يذكر بأن الاحتلال يحتجز في سجونه نحو (55) أسيرة، بينهن قاصرات وجريحات وأصغرهن الطفلة «كريمان سويدان» (14 سنة). فيما أقدمهن «لينا الجربوني» وهي من المناطق المحتلة العام 1948 ومعتقلة منذ أبريل 2002.