مسقط –
عند مدخل القرية التراثية بمتنزه العامرات العام لا بد أن يتوقف الزائر ولو قليلا لمشاهدة فن من فنوننا العمانية التقليدية التي يؤديها عدد من الرجال في صفين متقابلين ألا وهو فن المالد الذي يعد من الفنون العمانية التقليدية والمنتشرة بكثرة في منطقة الباطنة.
يسمى المالد أيضاً بفن المولد، وهو شكل من أشكال الأغاني الدينية الإسلامية. يقوم بتأديته صفين من الناس يحملون بأيديهم دفوفاً ويضربون عليها فتنبعث نغمة موحدة يتخللها نشيد ديني يتحدث عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مقابل هذا الصف يجلس عدد من المنشدين وقد تلاحقت أكتافهم يتمايلون يميناً وشمالاً وهم يرددون وراء المنشد كلمات عن الرسول صلى الله عليه وسلم. أما المناسبات التي يقام فيها المالد فهي متعددة أهمها الأفراح والأعراس، وختان الأطفال والوفاء بالنذور.
وحتى يتم المالد يجب توفر ثلاثة عوامل: الأول: النص، وهو عبارة عن منظومة طويلة موضوعها قصة النبي محمد عليه الصلاة والسلام والسيرة النبوية. والثاني: المنشد، وعادة ما يكون من الفقهاء الذين تتوفر فيهم القدرة على فهم السيرة وحفظها عن ظهر قلب. أما العمل الثالث فهم المنشدون، وهؤلاء ينقسمون إلى مجموعتين، الأولى حملة الدفوف، ويقومون بالضرب عليها برفقة المنشد، وأحيانا يشاركون المنشد في النشيد جماعياً، والمجموعة الثانية ويكون عددها أكثر من المجموعة الأولى حيث يقوم أفرادها بترديد البيت الذي يمثل لازمة للنشيد كله.