واشنطن- (أ ف ب)
يشكل القرار الذي قضى بتعليق العمل بمرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي منع رعايا سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة لثلاثة أشهر، حلقة جديدة من معركة قضائية سياسية لا تزال في بداياتها.
في ما يلي بعض ما هو معروف عن هذه القضية:
- ما هو القرار الذي اتخذه القاضي الفدرالي؟
أمر القاضي الفدرالي جيمس روبارت الذي يتخذ من سياتل (شمال غرب) مقرا له، بوقف تنفيذ المرسوم حول منع رعايا سبع دول من دخول الأراضي الأمريكية بشكل موقت، بانتظار النظر بشكل معمق في شكوى قدمها وزير العدل في ولاية واشنطن بوب فرغسن.
كما تم تعليق العمل بقرار منع اللاجئين من دخول الولايات المتحدة وأصدر قضاة فدراليون في ولايات أخرى أيضا قرارات ضد مرسوم ترامب، خصوصا في كاليفورنيا وولاية نيويورك، إلا أن قرار القاضي روبارت كان له التأثير الأكبر.
- هل يحق للمسافرين المعنيين دخول الولايات المتحدة بتأشيرة؟
نعم، أعلنت وزارة الخارجية أن "بإمكان الأشخاص الذين يحملون تأشيرة دخول السفر في حال كانت تأشيراتهم صالحة". من جهتها أعلنت وزارة الأمن الوطني الأمريكية التي لها سلطة على شرطة الحدود العودة إلى "الإجراءات العادية" التي كانت سارية قبل المرسوم.
وسارع عدد من شركات الطيران إلى استئناف نقل الأشخاص المتوجهين إلى الولايات المتحدة من الدول السبع، شرط تزودهم بتأشيرات الدخول.
وتراجعت وزارة الخارجية عن قرارها بوقف العمل بتأشيرات الدخول لرعايا الدول السبع والتي قالت إنها تعني نحو 60 ألف شخص.
- هل ستبقى أبواب الولايات المتحدة مفتوحة طويلا؟
قال بيتر سبيرو أستاذ الحقوق في جامعة تمبل في فيلادلفيا "من المستحيل توقع ما قد يحصل غدا أو بعد غد" في هذه المعركة القضائية.
وأضاف "لو كنت أحمل تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة لسارعت إلى أقرب مطار للسفر على أول رحلة".
- ماذا بإمكان البيت الأبيض القيام به؟
لا بد للبيت الأبيض من استئناف قرار القاضي روبارت لدى محكمة استئناف فدرالية. وفي حال تمسكت هذه المحكمة بقرار القاضي قد يرفع الأمر إلى المحكمة العليا، بحسب بيتر سبيرو. وأضاف "قد تجري الأمور بسرعة كبيرة جدا"، إلا أن البيت الأبيض يبدو مكبل اليدين لأن وزارة العدل التي يفترض بها أن تدخل هذه المعركة باسمه لا تزال شاغرة، ولم يوافق مجلس الشيوخ بعد على اسم الشخص الذي عينه ترامب لهذا المنصب جيف سيشونز.
- ما هي الحجج التي قدمها معارضو مرسوم ترامب؟
في شكواه اعتبر وزير العدل في ولاية واشنطن أن الحظر الذي أعلنه ترامب يتعارض مع الحقوق الدستورية للمهاجرين وعائلاتهم لانه يستهدف بشكل خاص المسلمين.
- هل هو أمر استثنائي أن يقوم قاض فيدرالي بتعليق العمل بقرار وطني؟
لا، إن العثرات التي تواجه تطبيق قرار ترامب تذكر بشكل أو بآخر بما حصل لمرسوم أصدره الرئيس السابق باراك أوباما في نوفمبر 2014 لمنع طرد ما بين أربعة إلى خمسة ملايين مهاجر سوري، في حال مضى زمن طويل على وجودهم على الأراضي الأمريكية.
وكان قاض فيدرالي من تكساس اعتبر أن الرئيس أوباما تجاوز صلاحياته وألغى المرسوم. وصادقت المحكمة العليا على قرار القاضي الفيدرالي ما أجبر أوباما التخلي عن قراره.
-ما هي العبرة من هذه القضية؟
يعتبر كثيرون أن تعليق العمل بمرسوم ترامب إنما يكشف الخلل في العمل داخل فريق ترامب، وانتهاج البيت الأبيض لسياسة متهورة من دون تشاور كاف مع مختلف الإدارات.
وأفادت عدد من المقالات الصحفية أن رئيس دائرة الأمن الداخلي جون كيلي المعني مباشرة بهذا الملف، اشتكى لأن البيت الأبيض وضعه أمام أمر واقع.
واعتبر بيتر سبيرو أن الرئيس ترامب ارتكب خطأ كبيرا عندما سخر عبر تويتر من القاضي روبارت واصفا إياه بـ"من يسمى قاضيا"، مضيفا أن "هذا أمر لا يستسيغه القضاة على الإطلاق مهما كان لونهم السياسي".