هل تكون نوبل للسلام 2017 من نصيب ترامب؟

الحدث الأحد ٠٥/فبراير/٢٠١٧ ٢١:٠٦ م
هل تكون نوبل للسلام 2017 من نصيب ترامب؟

أوسلو – أ.ف.ب
في وقت تواجه خطوات دونالد ترامب في البيت الأبيض بتنديد في صفوف المدافعين عن الحريات، هل تأتي جائزة نوبل للسلام هذه السنة بمثابة طعن في سياسة زعيم "أكبر ديمقراطية في العالم"؟
فمن الترشيحات النادرة التي عرفت عند انتهاء مهلة تقديم الاقتراحات للجنة النرويجية لجوائز نوبل الأربعاء الفائت، اقتراحات تحمل شعار التصدي للرئيس الأمريكي الجديد المرشح هو أيضاً لهذه الجائزة المرموقة.
وفي هذا السياق، يأتي الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في طليعة توقعات مدير معهد أوسلو للبحوث حول السلام كريستيان بيرغ هاربفيكن، أحد كبار مراقبي جوائز نوبل، ولو أن توقعاته كانت مخطئة في أحيان كثيرة في السابق.
وتصدرت المنظمة التي تأسست قبل نحو قرن، هذا الأسبوع الحملة ضد ترامب بتقديمها طعناً في قراره المثير للجدل بفرض حظر مؤقت على الهجرة والسفر إلى الولايات المتحدة من سبع دول ذات غالبية مسلمة، وقد حكم قاضٍ فدرالي الجمعة بتعليق العمل بهذا الحظر ورفضت الأحد محكمة استئناف فدرالية طلباً قدمته وزارة الدفاع لمعاودة العمل فوراً بقرار الحظر.
وكتب هاربفيكن على موقعه الإلكتروني أن "منح جائزة السلام إلى الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية سيفسر بالتأكيد على أنه انتقاد للرئيس ترامب" لكن "الأهم أنه سيكون تكريماً لنشاط (المنظمة) القضائي بمواظبة وثبات وكفاحها من أجل الحقوق المدنية، في الولايات المتحدة بالدرجة الأولى، إنما كذلك ضمن كفاح عالمي".
وإلى الجدل حول هذه القيود على الهجرة والسفر، طبع الأسبوعان الأولان من ولاية ترامب بتصعيد هجمات الإدارة الجديدة على وسائل الاعلام، وأصدار الرئيس مرسوماً يقضي ببناء الجدار الذي وعد به على الحدود مع المكسيك، وفق خط يثير مخاوف دعاة الحريات والحقوق.
وما يزيد من صعوبة التوقعات في ما يتعلق بنوبل السلام، أن معهد نوبل يبقي قائمة المرشحين سرية طوال ما لا يقل عن خمسين عاماً، ولا تعرف منها سوى أسماء الذين تفصح عنهم الجهات التي تطرح ترشيحهم.
وثمة آلاف الأشخاص في العالم، من برلمانيين وأساتذة وحاملي جوائز نوبل، مخولون طرح ترشيحات، غير أن لجنة نوبل غير ملزمة بالأخذ بأي منها بالضرورة، بل يمكن أيضاً لأعضائها الخمسة تقديم اقتراحاتهم الخاصة خلال اجتماعهم الأول المقرر في 16 فبراير.
وتم ترشيح البابا فرنسيس مجدداً هذه السنة تكريماً لجهوده من أجل السلام والمصالحة.
وقال نوت اريلد هاريدي، زعيم حزب نرويجي صغير طرح ترشيحه: "إنه من الأشخاص النادرين الذين يتحدون دونالد ترامب"، متحدثاً لشبكة "تي في 2" التلفزيونية.
وكان البابا حذّر يوم تنصيب الرئيس الأمريكي في 20 يناير من "التيارات الشعبوية"، ومن الاتجاه الى انتخاب "منقذين" وإقامة "أسلاك شائكة" من حولنا، متحدثاً لصحيفة "إلباييس" الإسبانية.
ووفق هاربفيكن، فإن ترشيح ترامب طرحته كما في السنة الفائتة جهة أمريكية، سعياً منها للإقرار بـ"أيديولوجية السلام بواسطة القوة" التي يدعو إليها.
وفي مؤشر إلى الرهانات الجيوسياسية خلف هذه الجائزة، يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضاً مرشحاً مدعوماً من مكتب دراسات فرنسي هو "مركز الشؤون السياسية والخارجية."
وكشف التلفزيون العام النرويجي "إن ار كاي" الأسبوع الفائت أن السلطات الروسية نظمت حملة تضليل إعلامي في 2015 استندت فيها إلى رسالة مزورة، لتقويض حظوظ الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو في الفوز بجائزة نوبل للسلام.
ونفت روسيا هذه الاتهامات منددة بـ"بارانويا"، ومنحت الجائزة في نهاية المطاف العام الفائت إلى "رباعي الحوار التونسي" تكريماً لجهوده في عملية الانتقال الديمقراطي في تونس عبر الحوار.