قــريـة الســباق تفتـح أبـوابــهـا لاستقبال الجماهير في ملعب الموج

الجماهير الاثنين ٠٨/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٥٠ ص
قــريـة الســباق تفتـح أبـوابــهـا لاستقبال الجماهير في ملعب الموج

مسقط -

بدأ العدّ التنازلي لانطلاق الجولة الافتتاحية من سباق كأس أمريكا الشراعي على أرض السلطنة، والذي من المرتقب أن يكون الحدث الرياضي الأضخم محليّا حيث سيحظى بمتابعة آلاف الجماهير من مختلف أنحاء العالم طوال يومين من السباقات والمنافسات الحامية قبالة ساحل ملعب الموج للجولف الذي سيفتح أبوابه للجماهير يومي 27 و28 من شهر فبراير الجاري. وستكون السباقات بمشاركة ستة فرق تمثل: فرنسا، والسويد، والولايات المتحدة، وبريطانيا، واليابان، ونيوزيلندا.

تأتي استضافة السلطنة لهذا السباق انسجامًا مع الجهود الرامية لإبراز البلاد في الساحة الدولية كإحدى أبرز الوجهات السياحية والاستثمارية، يتولّى الإشراف على قرية السباق مشروع عُمان للإبحار بالتعاون مع اللجنة المنظّمة لكاس أمريكا، حيث ستتضمن العديد من الأنشطة المرتبطة بالتاريخ البحري العريق للسلطنة، علاوة على بعض الأنشطة الحديثة من تنظيم الجهات الراعية لتضمن استمتاع جميع أفراد العائلة بالفعالية.
أما الأطفال فلهم ركن خاص وكثير من الأنشطة الممتعة التي تم تصميمها لتحفيز اهتمامهم بالرياضة. ولعاشقي الإثارة والأدرينالين أن يحرصوا على الحضور لمشاهدة استعراض فريق “سول فلايرز” وهم يطيرون في الهواء بالسترات المجنحة في أجواء شاطئ نادي الموج للجولف. ولضمان حصول الجميع على فرصة لمشاهدة الحدث عن كثب، سيتم نصب شاشة عرض ضخمة في موقع الفعالية من أجل بث السباقات مباشرة وبث الاحتفالات، كما سيكون هناك تعليق صوتي مباشر لمجريات الأحداث وتحليلها وتحليل تكتيكات القوارب أثناء تنافسها على الماء.

قوارب أيه.سي54 فائقة السرعة

النسخة الجديدة من قوارب كأس أمريكا والتي تعرف باسم “أيه.سي45 – أف” هي نسل فريد من قوارب السرعة الفائقة، حيث لا تحمل سوى خمسة بحّارة ويمكن أن تصل سرعتها إلى 50 عقدة في الساعة في الظروف المواتية، وصمم القارب بشراع جناحي صلب وبأجنحة غاطسة ترفع القارب في الهواء وتقلل احتكاكه بالماء وتمنحه دفعة قوية من السرعة المذهلة.

تاريخ عريق

تعد كأس أمريكا ذروة الهرم والغاية القصوى للتميز في رياضة الإبحار الشراعي، وتتمثل فلسفة الكأس في أربع كلمات قيلت في أول سباق العام 1851م وهي “لا مكان للمركز الثاني”، ولا عجب أن يستقطب هذا السباق أشهر أعلام الإبحار الشراعي على وجه الأرض من أمثال: بيتر بيرلينج الحائز على لقب أفضل بحّار في العالم للعام 2015م، والبحّار جلين آشبي الذي يتولى قيادة فريق الإمارات – نيوزيلندا ويتصدر حالياً نقاط السلسلة بعد ثلاث فعاليات من العام الفائت، وكذلك البحّار الشاب جيمي سبيتهيل الذي يتولى دفة فريق أوراكل تيم يو.أس.أيه حامل الكأس والمدافع عنها، كما يشارك في السباق كذلك أعظم بحّار في تاريخ الألعاب الأولمبية البريطاني بين إينزلي على رأس فريق لاند روفر بي.أيه.آر الذي يتطلع هو الآخر إلى تصدر سباقات السلسلة والحصول على فرصة لمواجهة الفريق الأمريكي واستعادة الكأس إلى موطنه الأصلي في بريطانيا.
وستكون السباقات التي تحتضنها السلطنة باكورة موسم 2016م ضمن سلسلة من سباقات التصفيات التي تسبق الحدث الأكبر المزمع إقامته في شهر يونيو من العام 2017م في منطقة جربت ساوند من جزر برمودا. ويطلق على سلسلة التصفيات اسم “سلسلة لوي فيتون العالمية لكأس أمريكا”، والتي تقام فعالياتها في مواقع مختلفة من العالم، وبإمكان الفرق الحصول على فرصة لاستضافة إحدى هذه الفعاليات. وستتنافس الفرق المشاركة في سلسلة لوي فيتون العالمية لكأس أمريكا باستخدام قوارب أيه.سي45 ذات التصميم الموحد ثنائي البدن، وتستخدم شراعاً جناحيًا صلباً، ويضم طاقم كل فريق خمسة بحّارة. أجريت بعض التحديثات على فئة قوارب أيه.سي45 بإضافة الأجنحة الغاطسة التي ترفع القارب في الهواء وتدفعه بسرعات مذهله بفضل تقليل الاحتكاك بالماء. وستكون السلطنة أول دولة تستضيف هذه السلسلة المرموقة في الشرق الأوسط، وستكون محط أنظار العالم لمشاهدة هذه القوارب والإثارة التاريخية.
ولا تقام منافسات كأس أمريكا بشكل دوري، بل تعتمد على طلب أحد أندية الإبحار الشراعي المرموقة للتحدي من حامل الكأس، وقبول الأخير بهذا التحدي، حيث تقام المنافسة بين النادي حامل الكأس ويطلق عليه اسم “المدافع” وبين نادٍ آخر يتطلع إلى انتزاع الكأس، ويطلق عليه اسم “المتحدي”.
في بدايات الكأس كانت المنافسات محصورة بين ناديين فقط، ولكن مع مرور الوقت وفي أواخر القرن العشرين أصبحت هناك سلسلة تصفيات بين عدة أندية يتأهل من بينها نادٍ واحد فقط ويفوز بلقب “المتحدي” وينافس بعدها حامل الكأس “المدافع”. هذه السلسة التمهيدية هي ما يطلق عليه اليوم “سلسلة لوي فيتون العالمية لكأس أمريكا”، برعاية العلامة التجارية المشهورة “لوي فيتون”.
وتعد الكأس من أقدم المنافسات الشراعية الباقية إلى يومنا الحالي، وأكثرها شهرة على الإطلاق. وقد شهدت الكأس حتى الآن 34 منافسة منذ انطلاقتها في العام 1851م، وتخوض الفرق حاليا (ستة فرق) سلسلة التصفيات للنسخة الخامسة والثلاثين من الكأس، وسيقام الحدث الأكبر بين “المدافع” و “المتحدي” في جزر برمودا العام المقبل 2017م.
ونظراً للتاريخ العريق لهذه الكأس والهالة التي تحيط بها في الساحة العالمية، تستقطب الكأس أشهر أسماء المنافسات الشراعية من أرجاء العالم، ولكنها في الوقت نفسه تستقطب أشهر أسماء تصميم القوارب، ورجال الأعمال والأثرياء، ولذلك فإن هذا الحدث لا يعد تحدياً رياضياً فحسب، بل هو تحدٍ في إدارة الفعاليات وإدارة التمويل واستقطاب الرعاة.
باع الطاقم سفينة “أمريكا” وعادوا بالكأس إلى نيويورك أبطالاً منتصرين. وبعد بضع سنوات، وتحديداً في العام 1857م تبرع الفائزون بهذه الكأس الفضية إلى نادي نيويورك لليخوت تحت بند “قانون الهبات” واشترطوا أن تبقى الكأس “كأساً للمنافسة الأبدية الودية بين الدول”. ومن هنا كانت بداية قصة كأس أمريكا الشراعي، والتي سميت تيمناً بالسفينة الشراعية الفائزة بسباق “كأس الملكة” في العام 1985م، وليس اسم دولة أمريكا.
كانت الكأس حينها مصنوعة من الفضة على شكل إبريق ضخم، ولكنها كانت مفارقة كبيرة أن تصبح هذه الكأس من نصيب الدولة الديمقراطية الصاعدة (الولايات المتحدة) على حساب الإمبراطورية الملكية البريطانية العريقة، وبقيت هذه الكأس التي يحلو للبعض أن يطلق عليها اسم (الكأس العتيقة) في يد الأمريكيين حوالي 100 سنة قبل أن يتمكن أحدهم من فك السيطرة الأمريكية عليه.
اكتسبت هذه الكأس شهرة كونها ذروة المنافسات البحرية، ففي غضون 45 عاماً، وقبل قيام الألعاب الأولمبية بشكلها الحديث لأول مرة في أثينا في العام 1896م، تلقى نادي نيويورك لليخوت تسعة طلبات للمبارزة والتحدي، ولكن باءت جميعها بالفشل وبقيت الكأس في يد نادي نيويورك، بل ظلت الكأس في حوزة هذا النادي لما يقارب مائة سنة قبل أن يتمكن أحد من انتزاعه، ومع ذلك ولشدة المنافسة عليها، بقيت الكأس في يد أربع دول فقط من حينها إلى يومنا الحالي.