مسقط – محمد البيباني
يبدو أن الشارع الأمريكي ينتظره شكل جديد ودور غير مسبوق خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي بدأت منذ يومها الأول بمسيرات وتظاهرات ترفض فوزه قبل أن تسعى لعرقلة تنصيبه رسمياً.
المطارات الأمريكية تشهد هذه المرة تظاهرات لدعم المتضررين من قراراته بحظر هجرة المسلمين من سبع دول. إذا كانت ولاية الرئيس الأمريكي تسير بهذا الشكل منذ أيامها الأولى، وربما حتى قبل بدئها رسمياً، فما هو المتوقع لها خلال الفترات المقبلة وبخاصة أن ترامب يبدو متعجلاً في تنفيذ وعوده الانتخابية غير عابئ بتأثيراتها المحتملة على مستقبله السياسي وعلى تأجيج الرأي العام الأمريكي والدفع باتجاه توحيد صفوف المعارضة ضده.
3 ولايات جديدة
انضمت ولايات ماساتشوسيتس ونيويورك وفرجينيا إلى ولاية واشنطن، في المعركة القانونية، ضد الأمر التنفيذي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحظر دخول مواطني سبع دول للولايات المتحدة.
ووصفت المدعية العامة لولاية ماساتشوسيتس مورا هيلي، الحظر بأنه غير دستوري، كاشفة عن أن مكتبها سينضم إلى دعوى قضائية في محكمة اتحادية تطعن على أمر الحظر. من جانبهما، قال المدعيان العامان لنيويورك وفرجينيا، إن الولايتين ستنضمان إلى دعاوى قانونية مماثلة أمام محاكم اتحادية لديهما طعناً على الحظر.
الأمريكيون منقسمون
أظهر استطلاع للرأي أجري بالتعاون بين رويترز وإبسوس، أن أقل من ثلث الأمريكيين يعتقدون أن فرض حظر مؤقت على سفر مواطني سبع دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة سيجعلهم «أكثر أمناً».
وأظهر الاستطلاع الذي أجري في 30 و31 من يناير، أن واحداً تقريباً من بين كل أمريكيين اثنين يؤيد الحظر الذي يعلق أيضاً قبول جميع اللاجئين لمدة 120 يوماً برغم أن هناك انقسامات حادة في الرأي على أساس حزبي. وقال الاستطلاع إن نحو 31 في المئة من المشاركين قالوا إن الحظر جعلهم يشعرون بأنهم «أكثر أمناً»
بينما قال 26 في المئة إنه جعلهم يشعرون بأنهم «أقل أمناً» وقال 33 في المئة إنه لن يكون له تأثير، بينما لم يعبّر الباقون عن رأي.
مذكرة اعتراض
في السياق ذاته، وقّع نحو 900 من مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية على مذكرة داخلية تعارض قرار الرئيس دونالد ترامب بحظر دخول لاجئين ومهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة.
وأكد مسؤول كبير في الوزارة تقديم المذكرة المتعلقة بالاعتراض للإدارة. وكان المتحـدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، قال يوم الاثنين، إنه على دراية بالمذكرة لكنه حذّر الدبلوماسيين من أنه ينبغي عليهم «تأدية مهامهم في البرنامج أو الرحيل».
مظاهرات
تظاهر المئات من الأمريكيين، أمام مبنى الاتحاد الفيدرالي بمدينة منيابولس في ولاية مينيسوتا الواقعة في شمال الولايات المتحدة الأمريكية، للاحتجاج على قرار حظر دخول رعايا 7 دول شرق أوسطية لأمريكا.
فيما تظاهر المئات أيضاً، أمام المحكمة العليا في العاصمة واشنطن أمس الأربعاء، احتجاجاً على ترشيح الرئيس دونالد ترامب، للقاضي نيل جورستش كمرشح لشغل المقعد الشاغر بالمحكمة.
وأعلن الرئيس الأمريكي في وقت سابق، قراره بتسمية القاضي نيل جورستش في المقعد التاسع الشاغر في المحكمة الأمريكية العليا، مرجحاً بذلك كفة المحافظين في تلك المؤسسة التي تبت بالمسائل الكبرى في المجتمع الأمريكي.
بداية مبكرة للنهاية
من جانبها، قالت صحيفة «الموندو» الإسبانية، إن قرار الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بمنع دخول مواطني بعض البلدان الإسلامية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بداية نهايته.
وأضافت أن «هذا القرار غير مبرر بل إنه انتهاك لاتفاقية جنيف التي كانت الولايات المتحدة ضمن الموقّعين عليها، بخاصة فيما يتعلق باللاجئين السوريين الفارين من الحرب السورية، ولذلك فهذا الفيتو المعادي للمهاجرين يعتبر «بداية نهاية ترامب».
إقصاء المخالفين
في نقطة أخــرى ذات صلة، علّقت صحيفة «واشنطن بوست» على قرارات الإقالة التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين، ضد المسؤولين الذين رفضوا تنفيذ قرارات المتعلّقة بحظر دخول اللاجئين والقادمين من سبع دول إلى الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إن هناك شيئاً واضحاً الآن هذا الأسبوع، وهو أن المعارضة لن يتم التسامح معها في إدارة ترامب.
وكان ترامب قد أقال القائمة بأعمال وزير العدل سالي ييتس، بعدما قالت لمحامي الحكومة ألا يدافعوا عن قرار ترامب بحظر اللاجئين ومواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة.
الجمهوريون أيضاً غاضبون
من جهتها رصدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية ردود فعل الديمقراطيين والجمهوريين على قرارات الرئيس دونالد ترامب، وأشارت إلى أن الديمقراطيين تخلوا عن تعهدهم بإيجاد أرضية مشتركة مع ترامب بعدما قام بمنع مواطني دول محددة من دخول الولايات المتحدة، في حين اتهمه الجمهوريون الغاضبون بعدم إخبارهم مسبقاً بهذا القرار المثير للجدل.
واستغلالاً لحالة الغضب العام المتنامية من قرار ترامب، أطلق الديمقراطيون في الكونجرس ما قالوا إنه سيكون معركة طويلة الأمد على عدة جبهات تشمل احتجاجات عامة ضد حظر اللاجئين، وتأجيل تأكيد مرشحي ترامب للمناصب الحكومية ومحاولة لرفض مَن اختاره لمنصب المحكمة العليا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطط تمثل محوراً حاداً في استراتيجية الديمقراطيين عقب تعهدهم السابق بالعمل مع ترامب والجمهوريين في المجالات التي يتفقون فيها، والسماح بالمرشحين الذين لا خلاف عليم بتأكيد تعيينهم.
واشنطن - وكالات:وجد أفراد في بنسلفانيا أنفسهم في معركة للسماح لأقربائهم بالعودة إلى الولايات المتحدة بعد أن احتُجزوا في مطار فيلادلفيا الدولي وتمت إعادتهم إلى حيث أتوا بموجب الأمر الرئاسي للهجرة.
وقالت العائلة لبرنامج إن بي سي نايتلي نيوز، إنها قد صوّتت لصالح دونالد ترمب، وأضافت سرمد عسالي: «أتفهم أنه يريد أن يجعل أمريكا بلداً آمناً. كلنا يوافقه على ذلك. طبعاً أريد أن أكون في مكان آمن، لكن الناس بحاجتنا وعلينا أن نلبيهم». تقدم أخوا العسالي بطلبات الهجرة لهما ولعائلتيهما في العام 2003 وكانوا حينها يسكنون في سوريا.
وفي ديسمبر 2016 حصلوا على الموافقة للانضمام إلى العسالي وزوجها في مدينة آلن تاون بعد أن جهزا لهم مسكناً. وتعود أصول سرمد عسالي وزوجها د.غسان عسالي الذي حصل على شهادته في طب الأسنان من جامعة نيويورك ويعمل حالياً في عيادته الخاصة، إلى سوريا، لكنهما يعيشان في الولايات المتحدة منذ عشرين عاماً. ولكــن فـــي وقت مبكر من يوم السبت، وبعد وصولهم إلى مطار فيلادلفيا الدولي، تم احتجاز أقرباء عائلة العسالي وإعادتهم في رحلة مدتها 18 ساعة.
حصل هذا بعد ساعات فقط من توقيع الرئيس على أمر رئاسي يقضي بمنع فوري لدخول أي مسافرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، ووقف برنامج قبول اللاجئين بشكل مؤقت مع منع اللاجئين السوريين حتى إشعار آخر.
منع عائلة سورية صوَّتت لترامب من دخول أمريكا وترحيلها