الوعد الاقتصادي بنية أساسية

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٠٢/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
الوعد الاقتصادي بنية أساسية

جواكيم ليفي

لقد نتج عن العولمة خلال العقود القليلة الفائتة فترة لا نظير لها من النمو الاقتصادي والتي ساعدت في التقليل من انعدام المساواة، وأوجدت فرصا جديدة للتنمية الاقتصادية، حيث تم إنقاذ حوالي 1.1 بليون إنسان من براثن الفقر المدقع منذ سنة 1990 مما خفض من نسبتهم مقارنة بسكان العالم من 35 % إلى أقل من 10 % طبقا لأحدث التقديرات. لكن الفوائد التي لا يمكن إنكارها للعولمة لم يتم تقاسمها عالميا مما أدى إلى تصاعد الدعوات الحمائية في بعض البلدان ولكن إقامة الحواجز وإحاطة البلدان بالأسوار هي ليست الوسيلة لمساعدة الناس الذين لم يستفيدوا من العولمة بما في ذلك أولئك الذين تأثروا بالتغيرات التقنية التي تجعل العالم أكثر وليس أقل ترابطا.
يتوجب على قادة العالم أن يعملوا على الترويج بشكل أفضل للعولمة وهذا يعني تطوير سياسات تطلق بشكل كامل إمكانيات العولمة بالنسبة للاقتصادات المتقدمة مع استكشاف أبعاد جديدة يمكن أن تجعل العالم أكثر أمنا وإنصافا. إن أحد الأبعاد الممكنة هو توسيع الاستثمار في البنية الأساسية عبر الحدود وخاصة في البلدان النامية. إن الاستثمار في البنية الأساسية -مع الاستثمار في رأس المال البشري- هو طريقة فعالة للترويج لنمو شامل وتعزيز الصلابة والمرونة المحلية في مواجهة الصدمات العالمية.
نظرا للنمو البطيء في الاقتصادات المتقدمة -الذي انعكس في معدلات فائدة منخفضة تاريخيا وتناقص التجارة- فإن هناك حاجة لمصادر عالمية جديدة للديناميكية. إن انخفاض تكاليف الاقتراض في جميع الاقتصادات المتقدمة الرئيسية هو بشكل عام نتيجة للمدخرات الأكثر من السكان الأكبر سنا بسبب شيخوخة السكان هناك بالإضافة إلى التخفيضات في كثافة رأس المال بسبب التغير التقني حيث خفض كلا العاملين من الطلب الكلي. إن نقص فرص الاستثمار المجدية يقلل من الثقة في النمو المستقبلي كما يزيد من انخفاض النشاط الاقتصادي.
إن استثمارات البنية الأساسية بما في ذلك عبر الحدود يمكن أن تساعد العالم في التعامل مع انعدام التوازن في الاقتصاد الكلي بين المدخرات والاستثمار. إن تعزيز البنية الأساسية الذكية مناخيا على وجه الخصوص سوف يخفض من مساهمة الكربون في النمو الاقتصادي بينما في الوقت نفسه يزيد من الإنتاجية العالمية ويوجد روافد الدخل على المدى الطويل للمستثمرين في المجتمعات التي تتزايد فيها شيخوخة السكان. إن مثل تلك الاستثمارات ستعمل على تحسين النظرة الاقتصادية وتخفض مخاطر التغير المناخي كما يمكن أن تساعد كذلك في تعزيز الثقة وزيادة الطلب الإجمالي في البلدان المستثمرة على المدى القصير حتى لو كان بناء أصول البنية الأساسية تلك يستغرق بعض الوقت.
لكن الاستثمار في البنية الأساسية ينطوي على مخاطر كبيرة وخاصة لو تم تنفيذها في أماكن بعيدة وأحيانا هذه المخاطر أكثر حدة بكثير من ما قد يقبله المدخرون من المسنين ونحن في مجموعة البنك الدولي نساعد من أجل جسر هذه الهوة بين المخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في البنية الأساسية وشهية المستثمرين للمخاطر بعدة طرق.
بادئ ذي بدء تساعد مجموعة البنك الدولي في تطوير بيئة قانونية مواتيه والإعداد للمشاريع وتخفيض العوائق المعلوماتية الحالية. يوجد هناك حوار دائم بين فرقنا والدول الأعضاء. إن مؤسسة البنية الأساسية العالمية تعمل على تطوير مشاريع بنية أساسية تم إعدادها بشكل جيد وجاهزة للاستثمار كما قمنا مؤخرا بعمل مقياس لتقييم البيئة من أجل الشراكات بين القطاعين العام والخاص في 82 بلدا.
أخيرا، نحن ندعم تنمية أسواق رؤوس الأموال المحلية والمستثمرين المؤسساتيين من أجل حشد الموارد المحلية وجعل الاستثمار الأجنبي أسهل. إن المزيد من الابتكار قد يتضمن تطوير الأدوات مثل مؤشرات البنية الأساسية للدخل الثابت وسندات بنية أساسية للأسواق الناشئة بالإضافة إلى تعزيز إعادة تدوير الأصول في الدفاتر الحكومية.
وزير مالية سابق للبرازيل وهو حاليا المدير العام والمسؤول المالي في مجموعة البنك الدولي في العاصمة الأمريكية واشنطن