مصر.. «الاعتذارات» تؤجل التعديل الوزاري

الحدث الأربعاء ٠١/فبراير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص

القاهرة - خالد البحيري

أصبح في حكم المؤكد أن رئيس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل باقٍ في منصبه، وأن تعديلاً وزارياً يشمل من 7-10 حقائب فقط هو ما يتم التحضير له حالياً، لكن كثرة الاعتذارات عن تولي وزارات بعينها على رأسها التربية والتعليم والصحة، تعطل الإعلان عن هذا التعديل.

وبحسب مصدر مقرّب من رئيس الوزراء فإن المشاورات مستمرة يومياً، وأن شريف إسماعيل قد تفرّغ لها بشكل شبه كامل لكن بعيداً عن أعين وسائل الإعلام ولذلك يقابل الشخصيات المرشحة للمشاركة في الحكومة إما في هيئة الاستثمار بمدينة نصر شرق العاصمة المصرية القاهرة، أو في أحد الفنادق الكبرى على أطراف القاهرة، لضمان السرية التامة.

سباق مع الزمن

وبحسب المصدر الذي التقته «الشبيبة» وطلب عدم الإفصاح عن اسمه، فإن رئيس الوزراء يسابق الزمن بخاصة بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي رسمياً، عن إجراء تعديل وزاري، ومن المتوقع أن تعرض القائمة النهائية على رئاسة الجمهورية، غداً الخميس، على أن يتم إرسال مَن يقع عليهم الاختيار إلى البرلمان لإبداء الرأي والموافقة.
بدوره، عضو مجلس النواب المصري والمتحدث باسم حزب الوفد د.محمد فؤاد، قال لـ»الشبيبة»: الوضع الذي تمر به مصر الآن صعب للغاية ويتطلب وزراء على قدر المسؤولية، ولم تعد المناصب الوزارية من باب التكريم أو الوجاهة الاجتماعية وإنما مسؤولية عظيمة، يقف التاريخ أمام مَن يتصدر لها ليحاسبه، حتى وإن أفلت من حساب الجهات الرقابية، والعمل في ظل هذا المناخ الذي يتسم بالتقشف وقلة الموارد، واتساع سقف مطالب الجماهير، فهو أمام مهمة «انتحارية» ليس من السهل أن يقوم بها إلا مَن أوتي القدرة فعلاً على الإدارة وإدارة «دولاب العمل» ولديه رؤية مستقبلية تتسم بالابتكار في الأفكار والقدرة على تنفيذها.

أخطاء تراكمت

وأضاف: لم تصل حكومة شريف إسماعيل حتى الآن للمستوى المطلوب، ولم يؤدِ أكثر من نصف أعضائها ما هو مطلوب ومتوقع منهم، وبالتالي يجب أن يغادروا، لكن المؤسف أن يبقى وزير في منصبه لا لشيء سوى لأنه لا يوجد شخص يقبل بهذه الوزارة أو يتحمّل ما تراكم من أخطاء.
وتابع: تطور وسائل الإعلام و»السوشيال ميديا» جعلت متابعة أداء الوزراء على الهواء، ولم يعد هناك شيء يمكن إخفاؤه كما كان الحال في السابق، البرلمان يراقب، الشعب يراقب، الجهات الرقابية تقوم بدورها، وهناك وزارات وملفات تحتاج إلى صبر ووقت حتى نصل فيها إلى نتيجة مرضية للمجتمع؛ لأن «المسكنات» هي مَن أوصلتنا لهذه الأمراض المزمنة في معظم القطاعات الخدمية بالدولة.
من جانبه، وعبر شاشة صدى البلد الفضائية قال الإعلامي أحمد موسى، المقرّب من دوائر صنع القرار في مصر، إن رئيس الوزراء شريف إسماعيل يجد صعوبة بالغة في اختيار كفاءات تتولى المناصب الوزارية، وإن عدد المعتذرين حتى الآن قارب 100 شخصية التقاها إسماعيل خلال الفترة الفائتة.

رفض تحمّل المسؤولية

وفي السياق، قال الأستاذ بجامعة القاهرة د. نادر نور الدين: القول إن هناك العديد من الاعتذارات لحمل الحقائب الوزارية فيه ظلم للنظام الحالي بأن الصفوة يرفضون تحمّل مسؤولية القيادة معه، واعتقد أنه تبرير لاستمرار بعض الوزراء الحاليين بحجة عدم وجود البديل الكفء وهذا غير صحيح، فقد شكّل الفريق أحمد شفيق الوزارة في ظروف أصعب كثيراً من الحالية، ثم شكّل د.عصام شرف وزارة في وقت ضبابي، ثم شكّل د.كمال الجنزوري الوزارة في وقت أصعب وأصعب وصولاً إلى محلب ثم شريف إسماعيل.
وتساءل: «طيب هل يا ترى لو كلّف الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس وزراء جديداً بتشكيل الوزارة يمكن أن يفشل في تكوينها؟».
واستطرد: «فيه حاجة غلط.. والتعديل الوزاري يعطي أملاً جديداً للشعب لتحسين الأحوال فلا تحرموا الشعب منه».