برنامج لإنشاء مختبر مرجعي للمد الأحمر في السلطنة

بلادنا الاثنين ٠٨/فبراير/٢٠١٦ ٠٠:٠٥ ص

مسقط – محمد فهمي رجب

كشف مدير مركز العلوم البحرية والسمكية د.عبدالعزيز بن سعيد المرزوقي عن برنامج لإنشاء مختبر مرجعي للمد الأحمر في السلطنة «OMA7001» تابع لوكالة الطاقة الذرية.

وأوضح أن مشروع مراقبة المد الأحمر يهدف لتقليل أثره على البيئة البحرية والثروات السمكية والصحة العامة، وتطوير برنامج مراقبة السواحل العمانية على المدى الطويل وإدارتها، مع التركيز على ظاهرة المد الأحمر، بالإضافة إلى تدعيم قاعدة بيانات رصد ظواهر المد الأحمر وتكاثر الطحالب الضارة ونفوق الأسماك، ما يسهم في التقليل من أثر تلك الظواهر على البيئة البحرية والثروات السمكية والصحة العامة للمجتمع.

وتحدث المرزوقي لـ «الشبيبة» عن مشروع الحد من عمليات الصيد الخفي في بحار السلطنة وبرنامج لدراسة الجينات الوراثية لأسماك التونة الساحلية في السلطنة وبرنامج دراسة الشفرة الوراثية لأنواع المحاريات في المياه الساحلية العمانية بالإضافة إلى برنامج دراسة الشفرة الوراثية لشارخة الصخور «Panulirus homarus» في السلطنة واليمن، وقال إن المركز يعمل كذلك على مشروع مراقبة تطورات مصايد الأسماك ذات القيمة الاقتصادية في السلطنة الذي يعد من المشاريع المستمرة ويهدف إلى رصد ومراقبة تطورات مصايد الأنواع السمكية ذات الأهمية الاقتصادية في مياه السلطنة ومنها على سبيل المثال (الكنعد، الشعري، السيه، الكوفر والفرنكة، الصال، الهامور، الربيان، الشارخة، الصفيلح).

وأضاف: كما يهدف المشروع إلى تأسيس قاعدة بيانات تشتمل على تركيبات الأطوال والصفات البيولوجية تمكن من معرفة تطورات المخازين السمكية المستهدفة واقتراح تدابير الإدارة والتنمية المستدامة وحمايتها من الصيد الجائر.
وأشار إلى برنامج النظام الإلكتروني لمراقبة إنزال الكنعد بدول مجلس التعاون الخليجي الذي يهدف إلى مراقبة تطورات مصايد أسماك الكنعد بدول المجلس كونه من المخازين الاقتصادية المشتركة وذلك لتقييم وضعية مصايدها، والتنسيق مع دول المجلس حول النظم المثلى للحفاظ على مخزون الكنعد من الاستنزاف الذي يعانيه المخزون في الوقت الراهن.

مسح لموارد المحاريات

وقال المرزوقي إن المركز ينفذ أيضاً مشروع المسح الاستكشافي لموارد المحاريات في المياه الساحلية العُمانية الذي يهدف إلى دراسة أنواع المحاريات ذات الأهمية التجارية في مياه السلطنة من خلال دراسة توزيعاتها الجغرافية والزمانية ومعرفة صفاتها البيولوجية وتحديد بيئاتها في المياه الساحلية العمانية، حيث تتوزع مناطق الدراسة في جميع المحافظات الساحلية (خصب، دبا، صحار، السوادي، السيب، يتي، خور يتي، قريات، ضباب، مغسيل، مرباط، ريسوت، ضلكوت، حاسك، جزر الحلانيات، الشويمية، حافه، رخيوت، رأس الحد، الأشخرة، صور، محوت، الدقم، رأس مدركة). وقد سجل المشروع ما يقارب 50 نوعاً مختلفاً من المحاريات ذات الصدفتين، و100 نوع من بطنية الأقدام. كما تشير النتائج إلى أن أعلى قياس لمؤشر الوفرة قد سجل في ولاية بخا بمحافظة مسندم في مياه الخليج العربي، أما في مياه بحر عمان فقد سجلت ولاية السيب أعلى مؤشر للوفرة من بين مناطق الدراسة المستهدفة على طول سواحل بحر عمان، في حين سجلت جزيرة مصيرة أعلى مقياس للوفرة من بين المناطق المستهدفة على طول سواحل بحر العرب. وتحدث مدير مركز العلوم البحرية والسمكية عن مشروع دراسة بيولوجيا وديناميكية أنواع من الأسماك القاعية التجارية ذات الأهمية الاقتصادية في محافظة مسندم، مشيراً إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار تقييم المخازين السمكية واقتراح النظم الإدارية المنظمة للمصايد لتنميتها على المدى البعيد بشكل مستدام حيث يستهدف الأسماك القاعية ذات الأهمية الاقتصادية في مياه بحر عمان بمحافظة مسندم التي تعتمد في إنتاجها السمكي على مصايد الأسماك القاعية إلى جانب مصايد أسماك السطح الكبيرة والصغيرة حيث بلغ إنتاج محافظة مسندم الكلي من الأسماك 6099 طناً في العام 2004 ليصل إلى 19338 طناً في العام 2014 ويواكب ذلك زيادة في مجهودات الصيد.

وذكر أن هذا المشروع يعد مرحلة أولى في دراسة مصايد الأسماك القاعية التجارية بمحافظة مسندم خلال الفترة أبريل 2015 - مارس 2019 وتشتمل على ستة أنواع من الأسماك القاعية الشعري، الكوفر، الهامور، الصال، النجرور والغزوان لم يسبق أن تمت دراسة صفاتها البيولوجية والجينية وديناميكية مخزونها ودراسة العوامل المؤثرة في مصائدها، بالإضافة إلى برنامج مراقبة تطورات مصايد الشارخة حيث تعد الشارخة من الموارد الحية التجارية في بحر العرب والتي تستدعي مراقبة تطورات مصايدها نظراً لانخفاض إنتاجها في السنوات الفائتة. ويعد برنامج مراقبة تطورات مصايد الشارخة ضمن البرامج السنوية وينفذ خلال فترة موسم صيد الشارخة 1 مارس - 29 أبريل من كل عام في كل من محافظات الوسطى وجنوب الشرقية وظفار.

موسم صيد الشارخة

وقال المرزوقي إن الدراسة أوصت بالإبقاء على الموسم الحالي لصيد الشارخة الذي يمتد بين شهري مارس وأبريل نظراً للمؤشرات الإيجابية التي طرأت على المخزون بحسب نتائج الدراسة الحالية.

وأضاف أنه من المهم جداً استمرار مراقبة تطورات المخزون خارج فترة الموسم خلال السنوات المقبلة. ومن المهم أيضاً دراسة ديناميكية مخزون الشارخة ونمط الهجرة التي ستساعد على فهم أوضح لطبيعة مصايد الشارخة ومدى تداخلها مع مصايد المحافظات الأخرى، ما سيسهم بشكل جيد في إدارتها.

وقال مدير مركز العلوم البحرية والسمكية إن نتائج الأبحاث والدراسات التي يقوم بها المركز تسهم في اقتراح التشريعات والقوانين المنظمة لاستغلال الموارد السمكية واستدامتها وبقائها متجددة لتستفيد منها الأجيال القادمة.

وأضاف أن المركز الذي تم افتتاحه في 29 ديسمبر 1986 ويحتضن بين جنباته معرض الأحياء البحرية الذي افتتح العام 1987 يهتم بتنفيذ دراسات وأبحاث المصايد السمكية وبيئتها البحرية وتنوعها الأحيائي، والهادفة لاستغلال الموارد البحرية الحية بشكل مستدام، وذلك من خلال دراسة صفاتها البيولوجية المتمثلة في أعمار الأنواع السمكية ذات الأهمية الاقتصادية ومواسم تكاثرها ونمط تغذيتها وصفاتها الوراثية وأهم العوامل البيئية البحرية المؤثرة في ديناميكيتها وتنوعها وتوزيعاتها الجغرافية. كما تهدف الدراسات والأبحاث المنفذة من قبل المركز إلى تطوير معدات وتقنيات الصيد التقليدية المستخدمة من قبل الصيادين وزيادة إنتاجيتها وجعلها صديقة للبيئة.

ويختص مركز العلوم البحرية والسمكية في إعداد وتنفيذ برامج البحوث الخاصة بالثروات المائية الحية وتقدير المخزون من الثروات المائية الحية والحدود المثلى لاستغلالها والمشاركة والمتابعة في إعداد وتنفيذ البرامج البحثية لمراكز البحوث بالمناطق بالإضافة إلى اقتراح الحدود المثلى لاستغلال الثروات المائية الحية وتحديد مواقع الصيد والمناطق والمواقع والمواسم التي يحظر فيها الصيد وأحجام الثروة المائية الحية المسموح صيدها. كما يختص المركز في اقتراح نماذج إدارة المصائد السمكية الكفيلة بحماية موارد الثروة المائية الحية بالسلطنة وإجراء البحوث والدراسات الخاصة بدراسة البيئة البحرية وتأثيرها على الثروات المائية الحية وإجراء البحوث والدراسات الخاصة بالتقنية الحيوية البحرية. بالإضافة إلى إجراء البحوث والدراسات والتجارب لتطوير تقنيات ومعدات الصيد واقتراح برامج تدريب وتأهيل الكوادر العمانية في المجالات البحثية العلمية السمكية المختلفة بالتنسيق مع جهات الاختصاص.

وينقسم مركز العلوم البحرية والسمكية إلى خمسة أقسام هي قسم الأحياء السمكية وقسم البيئة وعلوم المحيطات وقسم القشريات والرخويات وقسم معدات وتقنيات الصيد وقسم المسوحات السمكية، بالإضافة إلى معرض الأحياء البحرية ومكتبة العلوم البحرية.

نافذة على عالم البحار

وقال المرزوقي إن معرض الأحياء البحرية المغلق للصيانة في الوقت الحالي والمقرر افتتاحه في النصف الثاني من العام الجاري يعتبر أفضل وسيلة لعرض الحياة البحرية التي تزخر بها المياه العمانية، وإيجاد بيئة لهذه الكائنات البحرية شبيهة إلى حد كبير ببيئتها الأصلية، ما يعد بمثابة نافذة تطل على مشاهد الحياة المتنوعة تحت عالم البحار. ويهدف المعرض الذي يعد الواجهة التي تبرز دور مركز العلوم البحرية والسمكية في رعاية البيئة البحرية في السلطنة، إلى ربط أفراد المجتمع بخدمة قضايا صون الطبيعة والبيئة وتثقيف المواطنين والمقيمين عن قرب للتعرف والاطلاع على الأحياء البحرية التي تزخر بها السلطنة وتثقيف وتعليم البراعم والأجيال المستقبلية والتعرف على العلاقة بين الأحياء البحرية بعضها البعض. كما تعد إقامة هذا المعرض فرصة جيدة للباحثين لدراسة هذه الأنواع من أسماك الزينة من حيث إمكانية تفريخها محلياً تمهيداً لقيام صناعة مشاريع استزراع أسماك الزينة.

أما مكتبة العلوم البحرية والسمكية التي أنشئت العام 1987 فهي مكتبة متخصصة في علوم البحار والمحيطات والأسماك وتهدف إلى توفير المراجع والكتب والدوريات للطاقم البحثي والإداري ولموظفي المراكز البحثية بوزارة الزراعة والثروة السمكية والباحثين في مجال علوم البحار والمحيطات من مختلف الجهات الحكومية. وتضم المكتبة التي تتبع في ترتيبها لكتبها نظام مكتبة الكونجرس الأمريكية التي تستخدم الحروف والأرقام الإنجليزية، مجموعة كبيرة من الكتب والتقارير والمراجع والدراسات التخصصية ومن ضمنها تقارير لمنظمات عالمية وعربية بالإضافة إلى العديد من الأطالس والخرائط البحرية والمعاجم الخاصة بعلوم البحار.