الأمريكيون ينتصرون للمسلمين ضد ترامب

الحدث الثلاثاء ٣١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص

مسقط – محمد البيباني

في الوقت الذي تسارعت فيه ردود الأفعال الدولية المنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع دخول رعايا سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة ظهرت بوادر رفض للقرار في الداخل الأمريكي ايضا، لم يقتصر الأمر على الصحافة التي تستعد لمرحلة غير مسبوقة من الصدام مع الرئيس الأمريكي ولكنه امتد إلى القاعدة الشعبية العريضة وهو ما قد ينبئ بصعوبات تنتظر ترامب قد تعترض طريقه وتعطل سياساته.

احتجاجات
احتشد عشرات آلاف الأشخاص في مدن ومطارات أمريكية، أمس الأول الأحد، للتعبير عن غضبهم من الأمر التنفيذي للرئيس دونالد ترامب الذي يمنع المسافرين من دخول الولايات المتحدة من سبع دول يغلب على سكانها المسلمون.
في واشنطن ونيويورك وبوسطن تلت موجة ثانية من الاحتجاجات تجمعات عفوية في مطارات أمريكية يوم السبت، حينما بدأ القائمون على إدارة الجمارك وحماية الحدود في تنفيذ توجيهات ترامب. وامتدت الاحتجاجات غرباً اليوم.
ويمنع الأمر التنفيذي دخول اللاجئين ويمنع السفر إلى الولايات المتحدة من سوريا والعراق وإيران وأربع دول أخرى لأسباب أمنية. وأدى الأمر إلى احتجاز أو ترحيل مئات الأشخاص بعدما وصلوا إلى مطارات أمريكية.
وجرت أكبر الاحتجاجات يوم الأحد في باتري بارك في مانهاتن على مرأى من تمثال الحرية في ميناء نيويورك وهو رمز للترحيب بالناس في الولايات المتحدة.

جماعات حقوقية
في السياق نفسه نددت جماعات حقوقية داخل الولايات المتحدة وخارجها بإجراءات ترامب التي تصنف ضحايا النزاعات في الخانة نفسها مع من يوصفون بالمتطرفين.
وقدم الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وجمعيات حقوقية أخرى دعوى أمام محكمة في نيويورك ضد ترامب ووزارة الأمن الداخلي، وتطالب الدعوى خصوصا بالإفراج عن مواطنيْن عراقيين اثنين اعتقلا مساء الجمعة الموافق 27 يناير، تطبيقا للأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأمريكي بمنع دخول رعايا من سوريا والعراق والسودان وإيران واليمن وليبيا والصومال.

الرأي العام
يقول الكاتب والباحث شبلي تلحمي: استطلاعات الرأي التي أُجريت العام الفائت تبين أنه رغم نجاحه الانتخابي فإن وجهة نظر ترامب في الإسلام والمسلمين لا تلقى صدى كبيراً في أوساط الأمريكيين. وأضاف في مقاله بجريدة "واشنطن بوست": تمت المبالغة بشكل كبير في تصوير رفض الأمريكيين لاستقبال لاجئين من الشرق الأوسط. وحتى أثناء الحملة الانتخابية وهي أكثر الفترات مبالغة وعنصرية، فإن نسبة الأمريكيين الذين قبلوا باستضافة لاجئين من الشرق الأوسط تجاوزت 59%، وهي نسبة تدل على الانقسام والاستقطاب الشديد الذي أصاب المجتمع الأمريكي أثناء فترة الحملات الانتخابية.
أشارت أربعة استطلاعات للرأي أُجريت في العام الفائت إلى تحول مذهل وغير متوقع، ولا يمكن تفسيره من خلال أحداث العام الفائت في وجهة نظر الأمريكيين تجاه المسلمين؛ إذ ارتفعت نسبة قبولهم للمسلمين من 53% في نوفمبر من العام 2015 إلى 70% في أكتوبر 2016.
حتى المشاعر تجاه الإسلام نفسه، التي عادة ما تكون أقل إيجابية من المشاعر تجاه المسلمين أظهرت تحسُّنًا مثيرًا لترتفع من 37% في نوفمبر 2015 إلى 49% في أكتوبر 2016، وهي أعلى نسبة قبول منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وتشير الأدلة إلى أنه خلال عام الحملات الانتخابية، فإن وجهة نظر الأمريكيين تجاه الإسلام والمسلمين تحسَّنت بسبب موقف ترامب المعادي. كان على ترامب الرئيس أن يُظهر موقفًا أكثر لينا، لكنه بدأ بطريقة لا تؤدي إلى تخفيف الاستقطاب؛ إذ تعكس خطاباته كرئيس كلماتَه حين كان مرشحاً للرئاسة.
الرغبة الكامنة في معارضة وجهات نظر ترامب كانت واضحة جدًا خلال المظاهرات التاريخية للنساء في اليوم التالي لتنصيبه. في خطاب التنصيب لم يُهاجم ترامب وسائل الإعلام فقط، إنما شمل العديد من أعضاء الكونغرس كذلك بهجومه على المؤسسة السياسية في واشنطن. في هذه البيئة، فإن أطروحات المجموعات التي تكتسب قوتها من فوز ترامب تصبح محدودة التأثير أو حتى تفرز نتائج في الاتجاه المضاد.