هؤلاء السودانيون أُعيدوا من أمريكا.. وهذه قصصهم

الحدث الاثنين ٣٠/يناير/٢٠١٧ ١٦:٠٨ م
هؤلاء السودانيون أُعيدوا من أمريكا.. وهذه قصصهم

الخرطوم – عبدالعزيز إبراهيم
لم يتوقع الطبيب السوداني المتخصص في طب الباطنية أن يداهمه قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وهو على متن طائرة الخطوط الجوية القطرية في طريقه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ما جاء في العربية نت.
الترمذي محمد صالح، المقيم في الولايات المتحدة منذ 3 سنوات، واحد من هؤلاء الأشخاص، فبعد أن أكمل تخصصه في طب الباطنية في إحدى الجامعات الأمريكية، عاد إلى السودان لزيارة الأهل والأحباب، قبل أن يشد رحاله مرة أخرى لاستلام وظيفته الجديدة في أحد المستشفيات الأمريكية، لكنه وجد نفسه على ذات الطائرة عائداً إلى وطنه.
"العربية.نت" التقت الترمذي لحظة عودته إلى مطار الخرطوم، قادماً من مطار الدوحة مع ثمانية من السودانيين الذين شملهم قرار الحظر.
يقول الترمذي: "ذهبت إلى أمريكا منذ ثلاث سنوات للتخصص في طب الباطنية وبعد إكمال التخصص عثرت على وظيفة في أحد المستشفيات وعدت للخرطوم لزيارة الأهل وإكمال إجراءات العمل القانونية."
ويضيف الترمذي: "تحصلت على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة بعد معاينات عديدة بالسفارة الأمريكية بالخرطوم، وبعد إكمال كافة الإجراءات سافرت مساء السبت على متن الخطوط القطرية متجهاً للولايات المتحدة، لكن موظفاً من إدارة الجوازات والهجرة الأمريكية طلب مني مغادرة الطائرة بعد أن شرح لي حثيات القرار."
لم يخفِ الترمذي خيبة أمله وصدمته من القرار الذي قلب حياته رأساً على عقب، لكنه، ومثل الكثيرين الذين استطلعتهم "العربية.نت"، لم يخفوا دهشتهم من حظرهم من السفر رغم أنهم يحملون تأشيرة سفر صادرة عن السفارة الأمريكية، ولم يكن يدور بخلدهم أن يتم منعهم لمجرد أنهم يحملون جوازات سفر سودانية.
ينتظر الترمذي بريق أمل يُعيد إلى مستقبله التوازن الذي خطط له على أساس وظيفته الجديدة في الولايات المتحدة، ويضع آماله على تدخل المستشفى الأمريكي ليشفع له عند إدارة الجوازات والهجرة الأمريكية.
من جهتها قالت شهد كرم الله، التي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة، لزيارة أختها التي تعيش في نيفادا، إنها تكبدت خسائر مادية ومعنوية من قرار الحظر.
مثل شهد، لم تخفِ فاطمة أبو القاسم، التي كان تنوي زيارة شقيقها في مدينة لوس أنجلوس ويحمل الجواز الأمريكي، امتعاضها من الطريقة التي تم بها منعها من دخول الولايات المتحدة.
فاطمة التي سافرت إلى أمريكا لأكثر من مرة في الماضي لزيارة أفراد أسرتها هناك، كانت تنوي قضاء إجازة شتوية مع شقيقها الطبيب الذي كان سينتظرها في المطار لحظة وصولها مع بقية أفراد أسرتها.
تقول فاطمة لـ"العربية.نت": "عرفنا أمريكا كدولة راعية لحقوق الإنسان وقد فرضت عقوبات على دول كثيرة بسبب حقوق الإنسان".. وتتساءل فاطمة: "كيف تخرق أمريكا نفسها قواعد حقوق الإنسان وتمنع شخصاً ذهب لزيارة أسرته؟".
وفي أول رد فعل رسمي، استدعت وزارة الخارجية السودانية ظهر أمس الأحد القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم، ستيفن كوتسيوس، بشأن الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والخاص بتقييد دخول المواطنين السودانيين للولايات المتحدة الأمريكية، ضمن مواطني سبع دول.
وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية في بيان: "إن وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالغني النعيم عبّر للقائم بالأعمال خلال لقائه به، عن استياء حكومة السودان إزاء ما اتخذ من إجراءات تجاه المواطنين السودانيين، الأمر الذي تعتبره حكومة السودان رسالة سلبية في ظل التطورات الإيجابية في مسار العلاقات بين البلدين خاصة بعد رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، وفي ظل التعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب."
يذكر أن هجرة السودانيين إلى الولايات المتحدة بدأت منذ بداية خمسينيات القرن الماضي. وبحسب إحصائيات غير رسمية يبلغ عدد السودانيين المقيمين في الولايات المتحدة أكثر من 100 ألف شخص.