البيت الأبيض يدافع عن قرار ترامب في شأن الهجرة.. واستياء في العالم

الحدث الاثنين ٣٠/يناير/٢٠١٧ ٠٢:٠٦ ص
البيت الأبيض يدافع عن قرار ترامب في شأن الهجرة.. واستياء في العالم

واشنطن - (أ ف ب)

استمرت التعبئة الأحد في الولايات المتحدة بعد أن منع دونالد ترامب بموجب مرسوم دخول لاجئين ورعايا من سبع دول مسلمة إلى الولايات المتحدة، رغم كسب جولة أولى مساء السبت بفضل قرار من قاضية فدرالية. والمرسوم الموقع من دونالد ترامب الجمعة قبيل الساعة 17:00 (22:00 ت ج) يحظر دخول البلاد لكل اللاجئين مهما كان أصلهم لمدة 120 يوماً (لمدة غير محددة للاجئين السوريين) ولرعايا سبع دول مسلمة تعتبر الإدارة الأمريكية أنها "ملجأ للإرهابيين" لمدة 90 يوماً (إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن). وفي حين ساد اعتقاد في البداية أن حملة تراخيص الإقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) مستهدفون أيضاً، أعلن أمين عام البيت الأبيض رينس بريبوس، الأحد، لقناة "ان بي سي" أنهم "غير معنيين" لكنهم قد يخضعون لتدابير أمنية دقيقة لدى وصولهم إلى الولايات المتحدة. ولم تطمئن هذه التوضيحات الكثير من الإيرانيين المقيمين في الولايات المتحدة والموجودين حالياً خارج البلاد. وقال تريتا بارسي رئيس "المجلس الإيراني الأمريكي الوطني" لوكالة فرانس برس "من ساعة إلى أخرى تصدر الإدارة الأمريكية معلومات متناقضة". وأضاف "يجب أن تكون الأمور خطية للتأكد فعلياً". وبحسب الإدارة الأمريكية كان لا يزال حتى صباح الأحد 20 شخصاً محتجزين من أصل 109 أوقفوا منذ الجمعة.

فوضى
وعمّت الفوضى في المطارات الأمريكية منذ الجمعة لأنه يبدو أن موظفي الهجرة لم يحصلوا على تعليمات واضحة. وتظاهر مئات الأشخاص أمام مطارات نيويورك ودالاس وسياتل. ومساء السبت منعت قاضية فدرالية في بروكلين بعد أن رفع مدافعون عن الحقوق المدنية شكوى لحساب عراقيين كانا يحملان تأشيرات احتجزا في مطار جي اف كاي، إبعاد الأشخاص المحتجزين في كل المطارات الأمريكية ممن يتمتعون بوضع قانوني. لكن المرسوم لا يزال مطبقاً وكذلك في باقي أنحاء العالم لأن المطارات والسلطات تلقت تعليمات بعدم قبول أي مواطن من الدول السبع المعنية بالمرسوم. والأحد تضاعف الأشخاص العالقون في قاعات المغادرة أو قاعات الوصول رغم صلاحية تأشيراتهم. وإيران معنية خصوصاً بالإجراء انطلاقاً من عدد الإيرانيين الذين يحملون تأشيرات عمل أو دراسة. وعلى الفور طبقت طهران التدابير نفسها على رعايا أمريكيين، فيما تعالت الأحد أصوات في العراق للمعاملة بالمثل. وساد استياء في العالم الإسلامي وأدانت الجامعة العربية الأحد "القيود غير المبررة" التي فرضتها الإدارة الأمريكية. وفي أوروبا أدان كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل هذا الإجراء. وبحسب متحدث، شرحت ميركل لترامب الواجبات التي تفرضها معاهدة جنيف بشأن استقبال لاجئين خلال محادثة هاتفية السبت. وأعربت لندن وبرلين عن القلق على مصير رعاياهما الذين يحملون جنسية مزدوجة مع الدول السبع الموضوعة على القائمة السوداء.

هل هو تمييز طائفي؟
في الولايات المتحدة ستنظّم تظاهرات الأحد في واشنطن ونيويورك. ودعت المعارضة الأمريكية إلى سحب المرسوم المناهض للاجئين واعتبرت أنه منافٍ للقيم الأمريكية وغير فعال لمكافحة التهديد الإرهابي. وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر "لن يساهم إلا في تشدد أولئك الذين يضمرون لنا الشر". وفي الأكثرية الجمهورية كان الإحراج واضحاً إذ لم يقم سوى عدد محدود من النواب بالدفاع عن ترامب وأدان بعض الجمهوريين المرسوم جزئياً أو كلياً. واعتبر النائب عن ميشيجن، جاستن اماش، أنه يبدو أن قضايا سياسية أكثر منها أمنية وراء هذا المرسوم. وكتب على تويتر "إذا كنا قلقين من التطرّف والإرهاب فلماذا لم ترد السعودية وباكستان ودول أخرى على القائمة؟". وقال ميتش ماكونل، زعيم الأكثرية في مجلس الشيوخ لقناة "اي بي سي"، إن "المحاكم ستبت ما إذا كان ترامب مضى بعيداً" في قراره. والقضاء هو الجهة التي ستقرر مصير المرسوم. والقرار الذي أصدرته قاضية بروكلين يضاف إلى ثلاثة قرارات أخرى في البلاد تمنع عمليات الإبعاد لكن أياً منها لا يبت دستورية القرار الرئاسي. وقال انثوني روميرو، مدير "اتحاد الحريات المدنية الأمريكي" وهو منظمة غير حكومية، إن "المسألة سترفع على الأرجح أمام المحكمة العليا". وقال شون سبايسر، إن البيت الأبيض دافع عن خطوة ضرورية "لعدم السماح بتسلل شخص يريد إيذاءنا". وعلى البيت الأبيض أيضاً أن يؤكد أن المرسوم لا يهدف إلى التمييز الطائفي. وبعد فترة الـ120 يوماً ينص المرسوم على أنه سيتم إعطاء الأولوية للاجئين المضطهدين بسبب ديانتهم وهي عبارة تعني ضمناً مسيحيي سوريا والعراق. وعبّر الرئيس الجمهوري بوضوح عن هذا الموقف وكتب، الأحد، في تغريدة "يقتل مسيحيو الشرق الأوسط بأعداد كبيرة. لا يمكننا أن نسمح باستمرار هذه الفظاعات!".