فنان العرب محمد عبده: «السلطنة» مخزون كبير للفنون

بلادنا الاثنين ٣٠/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص

مسقط - خالد عرابي

أكد فنان العرب الفنان محمد عبده أن السلطنة واليمن بهما مخزون فني وموسيقي كثير جدًا، ولذلك فكلما احتاج الفنان إلى جمل فنية جميلة فإنه يذهب إلى هذا المخزون ويستعير جملاً موسيقية ينطلق منها، مشيرًا إلى أننا في السلطنة واليمن نجد فنًا كثيرًا ولكن نجومًا قليلين لأن الفنان غير النجم، فالفنان يكون مليئًا بالثقافة الفنية والحفظ والموروث الفني الكبير، وأما النجم فيمكن أن ينال الشهرة ولكن في فترة من الفترات يختفي ويخفت بريقه.

جاء ذلك خلال لقاء فنان العرب محمد عبده بجمهوره في دار الأوبرا السلطانية مسقط والذي نظمته الدار بمقرها مساء السبت الفائت تحت عنوان: «تمر وقهوة»، وكان محمد عبده قد قدم بالدار ثلاث حفلات على مدى أيام الخميس والجمعة والأحد الفائتة.
وأشار عبده إلى أن مجلس التعاون الخليجي العربي فاتحة خير على كل أبناء دوله فهو فتح للجميع أبوابًا كثيرة، وأصبح لكل واحد من أبناء دول المجلس متسع فمن لا يستطيع الغناء في بلد يمكنه أن يغني في بلدان وأماكن أخرى، كما أصبح هناك مكان للفسحة والترفيه وأرجو أن نكون مكملين لبعضنا البعض وأن تتجه دول المجلس لإنشاء مجلس خليجي للمسرح الغنائي بحيث يكون متنفسًا ومتسعًا لشباب دول المجلس ويخرّج العديد من المواهب الفنية المختلفة، ويحدث نوعًا من التكامل بين الجميع.
وعن بعده عن التلحين قال: المشكلة أنني كلما قرأت نصًا جديدًا شعرت بأنني لحّنته قبل ذلك فأعطيه لبعض الزملاء علهم يلحنونه بطريقة مختلفة، ولكن أجدهم يلحنونه من كل الألحان والأنغام والألوان التي مررت بها من قبل، ولذا فهذه مرحلة للتعاون لي مع الزملاء.
وفي سؤال حول مدى توجهه لقراءة القرآن بصوته الجميل فقال: ربما يكون هناك نظرة مختلفة فكيف أغني وفي الوقت نفسه أســجــل القرآن بصوتي؟! فقد لا يتم تقبل ذلك، ولكن إذا جاءت فرصة مثلًا أنني أصلي في مكان ما ولم يكن هناك إمام وطلب مني أن أتقدم لأؤم الناس، وأقرأ فلا بأس في ذلك ولكن أن أسجــل القرآن بصـــوتي فهــذا لا يحق لي ولا أفكر فيــه حتى وإن كنت أحفــظ أجــزاء كثيــرة من القرآن الكريم.
وأكد أن المجتمع يلعب دورًا كبيرًا، وأنه وإلى اليوم -وللأسف- ما زالت النظرة في كثير من الأحيان إلى الفنان دونية وأنه لا ينظر له (أي الفنان) بأهمية المهندس أو الدكتور أو الطيار.
وفي سؤال وجهته له حول تهجم البعض على كبار النجوم في بعض الأحيان، وهل هذا ينال من الفنان أو النجم قال: للأسف يلعب في ذلك دورًا كبيرًا تصعيد الإعلام واستغلاله لمثل هذه الأشياء لأنه ينظر إليها من قبيل الأخبار الساخنة، ولذلك فأنا لا أعير ذلك أي اهتمام ولا أحب أن أعلق عليه.
كما أشار عبده خلال لقائه بجمهوره في دار الأوبرا إلى أنه وغيره من الفنانين من أبناء جيله، لم يكونوا من الساعين وراء الشهرة، بل كان عندهم وأبناء جيله قضية وهدف ورسالة وهي كيف يوصلون فنون وتراث بلدانهم إلى الآخرين، وأنه شخصيًا كان يخشى ويستحي الخروج أمام الناس، ولكن كان جل هدفه أن يضع فنون بلده إلى جانب الكبار، وأنه عندما ذهب إلى مصر والتقاه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب قال لمن حوله في ذلك الوقت بأن محمد عبده جاء بمشروع ولم يأت للشهرة. وأكد أن الفن الموسيقي يأتي بالتعلم وأنه شخصيًا بعدما بدأ الاحتراف الحقيقي بدأ يتعلم ويثقف نفسه فنيًا ويتعلم معنى النوتة الموسيقية وكيفية التفاهم مع المايسترو وحتى الوقفة الصحيحة وغيرها.