ترامب.. مكسب إسرائيلي "غير مسبوق"

الحدث الاثنين ٣٠/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص

مسقط - محمد البيباني

في مقابلة مع موقع "إسرائيل اليوم" الإلكتروني نشرت يوم الأربعاء 11 مايو الفائت، وصف ترامب إسرائيل بـ"معقل الأمل الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط".
يقول الصحفي الإسرائيلي أمنون لورد: إسرائيل في عهد ترامب-نتنياهو في وضع لم يسبق أن عايشته يوماً".
ويوضح في مقاله المنشور على موقع "ميدا" العبري: "الآن تدخل إسرائيل عهد علاقات جديدة، عهد الولايات المتحدة تحت حكم دونالد ترامب. ربما للمرة الأولى يجلس في البيت الأبيض رئيس هو في الحقيقة صديق لإسرائيل. صحيح، كان هناك رؤساء أصدقاء، أكثر أو أقل، لكنهم جميعاً رأوا أن المصلحة الأمريكية تتطلب منهم تنمية العلاقات مع العرب على حساب إسرائيل".
وعلى الأرض يأتي الواقع متناغماً مع الأحلام الإسرائيلية، فمنذ إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية على غريمته الديمقراطية هيلاري كلينتون، في نوفمبر الفائت، حدثت الكثير من التطورات التي تصب في صالح إسرائيل وتؤكد أن تل أبيب هي الحصان الرابح من وصول ترامب إلى سدة الحكم.

الاستيطان
منذ يومين فقط صادق رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، على بناء 68 وحدة استيطانية بمستوطنة "عوفرة" شمالي رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.
قبلها بيوم واحد صادقت سلطات الاحتلال على بناء 153 وحدة استيطانية بحي "جيلو" الاستيطاني بالقدس المحتلة.
وجاء ذلك بدوره بعد يومين من المصادقة على بناء 2500 وحدة استيطانية بمستوطنات الضفة والقدس، وبعد أقل من أسبوع على تولي الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب مهماته بشكل رسمي.
في غضون ذلك ذكرت أسبوعية "يروشاليم" العبرية، أن مساعي إسرائيلية تبذل لإخلاء مقر الأمم المتحدة بمدينة القدس المحتلة ردا على رفض نقل السفارة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أنه في خضم الصراع الدائر حول نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، يوجد داخل الاحتلال، من يريدون فتح جبهة دبلوماسية جديدة ضد الأمم المتحدة، ويقف على رأس هؤلاء "يئير غباي" عضو الكنيست السابق، الذي يطالب بإخلاء مقر الأمم المتحدة في جبل المكبر بالقدس.
ويقع مقر الأمم المتحدة والذي يطلق عليه مقر المندوب السامي على أرض مساحتها حوالي 80 دونمًا على قمة جبل المكبر، وكان بالماضي مقرًّا للمندوب السامي البريطاني في عهد الانتداب البريطاني.

إدارة "جديدة"
يصنّف كتاب ومحللون في تل أبيب إدارة ترامب على أنها أول إدارة أمريكية تمنح الضوء الأخضر للمشروع الاستيطاني الإسرائيلي بشكل واضح، وهو ما تناولته صحيفة "هاآرتس" العبرية في تقرير لها بتاريخ 26 ديسمبر 2016 كشفت فيه عن ارتفاع ملحوظ في خطط البناء الاستيطاني في القدس المحتلة خارج حدود ما يسمى بالخط الأخضر، وذلك خلال الأسابيع الأولى فقط بعد فوز ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو وافق مثلاً في 2014 على بناء 775 وحدة سكنية لليهود خارج الخط الأخضر، وتقلص العدد في 2015 إلى 395، لكنه عاد وارتفع بشكل ملحوظ عام 2016 ليصل إلى 1506 وحدات استيطانية على أراضي القدس الشرقية، نحو 1000 منها منذ نوفمبر الفائت.

رجال حول ترامب
جمع ترامب في إدارته الجديدة وطاقمه الخاص شخصيات ليست فقط مؤيدة لإسرائيل، بل مولعة بها، تؤيد الاستيطان وتتبرع من أجله بسخاء، وتعد القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل، وتسفّه حل الدولتين، وترى في إبادة المقاومة الفلسطينية حلاً مقبولاً لتوفير الأمن للإسرائيليين.
في مقال للمحلل الإسرائيلي بن كسبيت، تناول فيه دلالات تعيين إدارة ترامب للمحامي المتشدد ديفيد فريدمان سفيراً للولايات المتحدة في إسرائيل، معتبراً أن ذلك هو أول تجسيد لميل الإدارة الجديدة لليمين الإسرائيلي واستئناف بناء المستوطنات.
ويعد جارد كوشنير زوج إيفانكا ابنة الرئيس ترامب هو الآخر أحد كبار داعمي المشروع الاستيطاني الإسرائيلي وكثيراً ما تبرع للمستوطنات. وقد عينه حماه مؤخراً مستشاراً رفيعاً في البيت الأبيض، ومسؤولاً عن ملف الشرق الأوسط فضلاً عن الصفقات التجارية.
من جانبه، حذّر مستشار الأمن القومي مايكل فلين من المخاطر المحدقة بإسرائيل من قبل إيران ووصف الإسلام بـ"السرطان"، معتبراً أن الخوف من الإسلام أمر منطقي، وقال: "مثل النازية والفاشية والإمبريالية والشيوعية، الإسلام سرطان في أجساد 1.7 بليون شخص".

.................

المكسيك تنتقد إسرائيل بسبب تغريدة لنتنياهو عن الجدار الحدودي
مكسيكو سيتي - رويترز
انتقدت حكومة المكسيك إسرائيل بسبب تغريدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشادت فيما يبدو بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبناء جدار على الحدود مع المكسيك لمنع تسلل المهاجرين غير الشرعيين.
وفي وقت سابق يوم السبت كتب نتنياهو في تغريدة على تويتر يقول "الرئيس ترامب على صواب. بنيت جدارا على طول الحدود الجنوبية لإسرائيل. منع الهجرة غير الشرعية. نجاح كبير وفكرة عظيمة".
وأثار التعليق ردود فعل غاضبة لعدد من المكسيكيين من أصل يهودي على تويتر وأدى أيضا إلى صدور بيان حاد على غير المعتاد من وزارة الخارجية المكسيكية.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في البيان "عبرت وزارة الخارجية لحكومة إسرائيل عبر سفيرها في المكسيك عن دهشتها الشديدة ورفضها وخيبة أملها من رسالة رئيس الوزراء نتنياهو على تويتر بشأن إقامة جدار حدودي".