مسقط -
اختتمت مساء أمس الأول فعالية «دربك خضر» والتي أقامتها مؤسسة رؤية الشباب بالتعاون مع اللجنة الثقافية لمهرجان مسقط لعام 2016 وبدعم من وزارة التراث والثقافة، وذلك بمسرح المدينة بمحافظة مسقط، وقد أحيت الفعالية نخبة من الملهمين العرب وهم: د.يسري فودة إعلامي من مصر، وسعاد بشناق مؤلفة موسيقية من الأردن، وأيمن جمال مخرج أفلام من السعودية، وعبدالوهاب الحمادي روائي من الكويت، وماجد العامري مصور من السلطنة.
وقدّم الفعالية سالم بشير الريامي من مؤسسة رؤية الشباب حيث ابتدأ بالترحيب بالحضور من خلال بعض العبارات الملهمة.
وكان أول ضيوف دربك خضر المصور العماني ماجد العامري والذي قدمته المصورة الشابة هاجر الصبحية الحائزة على ثلاث جوائز دولية.
بدوره أخبر ماجد العامري الجمهور الشباب عن التحديات التي واجهها في مسيرته في التصوير الفوتوغرافي حيث قال إن الكاميرا ليست إلا أداة تلتقط بها صوراً مميزة، وأن الجوائز التي حاز عليها تمثل حافزاً له للاستمرار في نفس المجال. يعد العام 2013 عام بدء الانتعاشة الفوتوغرافية بالنسبة له حيث استطاع خلالها تطوير مهاراته وخبراته التصويرية، وذكر أيضاً أنه لا بد للمصور أن يجالس كبار المصورين لاكتساب الخبرة وتقليل الوقت.
وبالنسبة لماجد العامري فإن العام 2014 هو عام الإنجازات والتي حقق فيه العديد من الجوائز الدولية.
ويطمح المصور العماني للعمل من أجل رفع مستوى فن التصوير في عمان. ويذكر أيضا: «وقفتي هنا في (دربك خضر) هي خطوتي للعمل الآن، وما مررت به سابقاً ليس إلا تدريب، وأطمح أن تتم الاستفادة من صوري، كأن يتم وضعها في كتب السياحة لتخدم السلطنة».
العازفة العمانية مريم الكعبية قدمت المؤلفة الموسيقية سعاد بشناق ببعض كلمات، حيث ولدت سعاد في منزل موسيقي، فاختارت أن تحترف الموسيقى.
ولا تخلو مسيرة بشناق من المثابرة والمتابعة والجدية حتى استطاعت أن تصل إلى طموحها، وذكرت المؤلفة أن مجال الموسيقى هو الذي اختارها صدفة وهي تشكر والدتها التي هددتها مرة بكسر آلة البيانو وكان هذا التهديد منبع القوة التي امتلكتها لتحديد مسارها المستقبلي.
تقول سعاد: «لا بد أن نتحدى الصعوبات ونستمر في تحقيق شغفنا. أشكر والديَّ اللذين جعلاني أتابع وأواصل حلمي. ولا بد ألّا ننظر للماديات، وإنما نؤدي عملنا بكل حب وإيمان. من أهم ما تؤمن به هو أن التأليف الموسيقي مهنة وليس هواية فالموسيقى علم، ونحن أجدر فيه كعرب»، فجاء على لسانها: «يجب ألّا نلتفت لكلام الناس، وأن نعيش شعور الإنجاز ولا ندع كلام الناس يؤثر على نفسيتنا بل ننظر للأمام دوماً».
عبدالوهاب الحمادي الروائي الكويتي عرض على الحضور تجربته في مجال الرواية والأدب بعد أن قدمته الكاتبة العمانية أمل السعيدية.
وأبرز ما تحدث عنه عبدالوهاب هو أن القراءة التي بدأت معه منذ سن تفكيك الحروف فكان شغوفاً بها ويؤكد أنه متى ما توقف الإنسان عن القراءة، انتهت حياته. واستطاع أن يستوحي كتاباته من منبع تحديات الرواية العربية وسعى إلى التعبير عن الهموم الثقافية وكسر الحاجز المجتمعي الطائفي بإصداراته: ”الطير الأبابيل”، و”لا تقصص رؤياك”. وكتب كذلك في أدب الرحلات كتاباً بعنوان “دروب أندلسية”. ويوجه نصيحته للشباب حول نشر الكتب بقوله: “نصيحة للشباب لا بد من التريث بالنشر”.
سلطان القمشوعي صانع الأفلام العماني قدم السينمائي أيمن جمال من عالم الإنتاج والإخراج السينمائي والذي قام مؤخراً بإخراج الفيلم السينمائي الكرتوني “بلال” والذي يعد أول فيلم كرتوني عربي لشخصية إسلامية هي بلال بن رباح. تحدث أيمن قائلا: “جميع الناس يملكون أفكاراً كثيرة، ولكن من سينفذها؟ ألهمتني صورة لشخص (لا يملك قدمين) ومع ذلك استطاع تسلق أكبر السلاسل الجبلية”. يؤكد أيضاً على أنه لا يجب على الإنسان أن يلوم الآخرين على عدم تشجيعهم له، لكن عليه لوم نفسه فقد واجهته حرب كبيرة من الأهل والأصدقاء، ورغم ذلك واصل طريقه. عمل على إنتاج فيلم بلال متمسكاً بعبارة (إما أموت أو أنتج فيلم بلال).
واجه أيمن حسبما قاله العديد من التحديات فقد توجه لـ(472) مؤسسة لدعم الفيلم ولم يحصل إلا على دعم ٥ مؤسسات، ثم اشتغل على فيلم بلال مع 360 موظفاً من 22 مؤسسته للإنتاج الفني (باراجون). قدم نصيحته للشباب عندما قال: “كن سريعاً في تحقيق أفكارك، فحتماً ستتعلم، واستثمر في النحل لا في العسل فلا أحد سيقدم لك الدعم إذا لم يرك تنفذ”.
وختم الإعلامي د.يسري فودة «دربك خضر» بعد أن قدمه الإعلامي العماني سالم العمري. ومن أبرز ما ذكره فودة: “لا بد أن تُوجِد الفرص بنفسك، وعلى قدر الصعوبة تأتي الجائزة. لا بد من التركيز في مجال معيّن لتعطي فيه أكثر فابحث عمّا تحب.” وأضاف أيضاً: “كن في منتهى القسوة مع نفسك وكن عملياً دائماً. رب العالمين ميّز كل إنسان بشيء فريد وأكثر الناس نجاحاً بدأوا من لا شيء وأوجدوا الفرصة ولم ينتظروها أبداً”.
بعد أن تحدث الملهمون عن تجاربهم وأبرز التحديات التي واجهتهم وكيف تغلبوا عليها وأصروا على تحقيق أحلامهم أقام منظمو الفعالية سحباً للجمهور للجلوس مع الملهمين الخمسة في حفل عشاء.
وشهدت الفعالية حضور عدد من الشخصيات والمهتمين وعدد من الشباب العمانيين الذين ذاعت إنجازاتهم في أقطار العالم العربي.
جدير بالذكر أن مؤسسة رؤية الشباب للمؤتمرات، هي مؤسسة رسمية عُمانية تأسست في العام 2010، وتقوم رسالتها على صناعة شابٍّ عمانيٍّ فعال، منتج، قيادي، وقدوة، كما أن رؤيتها تكمن في بناء أكبر مدينة شبابية عالمية في السلطنة تضم خدمات متنوعة ومرافق متعددة كبيئة متكاملة لتحقيق رسالة المؤسسة. المؤسسة ملتزمة في تقديم البرامج والمشاريع بالقيم المهنية العالية والاحترافية، ثقة بالأرواح المبدعة لديها لما يملكونه من مهارات عالية، وخبرات متنوعة وأفكار مبدعة. تقدم المؤسسة برامج شبابية ومشروعات متكاملة، سعياً منها للرقي بالمجتمع ورفع مستوى الوعي في فئته الشبابية من سن 14 – 30 سنة. ومن أبرز برامج المؤسسة ملتقى الشباب العماني، برنامج فنار القيادي للفتيات، جلسة الأمور طيبة، ومسابقة العطاء الأكبر.