مسقط-
كتب وليد الهاشمي على ورقة بجانبه «وإن كنت غير مبصر إلا أنني أصنع أقلاماً تخط أجمل قصصكم» لن تصدق للوهلة الأولى أن هذا الكفيف، ينحت أقلاماً خشبية في منتهى الجمال والدقة، وإذا أمعنت في الورقة المكتوبة، فإنك ستدرك أن وراء هذا النحت فنان موهوب، عوضه الله بالبصيرة، وأعطاه موهبة النحت، معتمداً على حاسة اللمس.
الإصرار والعزيمة، ومزيد من الأمل، هي فقط أدوات وليد الهاشمي، الذي فقد بصره وهو صغير، إلا أن ذلك لم يمنعه من ممارسة هوايته التي يعشقها، وهي فن النحت، معتمدًا على حاسة اللمس وتحسس الأشياء، لينتج بيده أعمالاً مميزةً من تشكيل الأقلام، إضافة إلى ملّاحات خشبية في منتهى الإتقان والروعة.
يقول وليد الهاشمي إنه يستخدم يديه في أعماله الفنية، إضافة إلى آلة للتشذيب، مشيراً إلى أن المشكلة التي تواجهه هي عدم رؤيته لأعماله، إلا أنه يشعر بها من خلال اللمس. جذب وليد الهاشمي الأنظار إليه في متنزه العامرات العام، حيث اصطف مجموعة من الزوار لمشاهدة ما ينحته من أعمال خاصة، وأن موهبته وتعامله ولباقته في الحديث جعل الزائرين يقتنون ما ينحته كتذكار وكشكل فني يمكن الاحتفاظ به، ويطمح الهاشمي أن ينحت أعمالاً أخرى غير الأقلام، وهو يسعى جاهداً لعمل ذلك من خلال حاسة اللمس.