موسكو – عواصم
قال الكرملين أمس الجمعة إن روسيا لا تتحاشى السبل السياسية أو الدبلوماسية لتسوية الصراع في سوريا لكنه أوضح أنها ستواصل تقديم المساعدة العسكرية للحكومة السورية.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية إن روسيا «تبذل باستمرار جهودا في الإطار الدولي العام للتوصل لتسوية سلمية وسياسية للوضع في سوريا».
وتابع «في الوقت نفسه تقدم روسيا المساندة للقيادة الشرعية للجمهورية العربية السورية في معركتها ضد الإرهاب».
من جهة أخرى قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج أمس الجمعة إن تكثيف روسيا لضرباتها الجوية في سوريا يقوض محادثات جنيف التي يساندها الحلف بشدة.
وقال ستولتنبرج للصحفيين لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في أمستردام «الضربات الجوية الروسية المكثفة التي تستهدف في الأساس جماعات المعارضة في سوريا تقوض جهود التوصل لحل سياسي للصراع».
وأردف «تنامي الوجود الروسي والنشاط الجوي في سوريا يسبب أيضاً زيادة التوترات وانتهاكات للمجال الجوي التركي.. انتهاكات لأجواء الحلف.. هذا يثير مخاطر».
فيما ناشد وزير خارجية لوكسمبورج جو أسيلبورن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة المساعدة في التوصل لوقف إطلاق النار في سوريا.
وقال الوزير لإذاعة دويتشلاند فونك الألمانية «التوصل لوقف إطلاق النار وإعطاء الأمل في بداية جديدة في سوريا أمر في يد روسيا.. ألا يكفي 260 ألف قتيل في سوريا؟» ومع ذلك أقر أسيلبورن بأن التوصل لإطلاق النار ما زال «أمراً بعيداً جداً جداً» بعد أن علقت الأمم المتحدة محادثات السلام يوم الأربعاء.
وساعدت الضربات الجوية الروسية قوات الرئيس السوري بشار الأسد في تحقيق تقدم. وساعد القصف الجيش والمقاتلين المتحالفين معه على قطع خط إمداد رئيسي للمعارضة شمال غربي حلب.
دعوة بريطانية
من جانبه قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن مفاوضات السلام السورية ستكون «بطيئة» وستتعرض لـ «نكسات عدة»، داعياً روسيا إلى «القيام بواجبها» كراعية للعملية السياسية وعضو دائم في مجلس الأمن بالضغط على النظام السوري للقيام بـ «إجراءات بناء الثقة» بما في ذلك وقف القصف وصولاً إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية وانتخابات.
وأضاف أمس الجمعة «يمكن أن تحافظ روسيا على مصالحها ونفوذها التاريخي في سوريا لكن يجب أن نصل إلى انتخابات حرة وعادلة من دون مشاركة الرئيس بشار الأسد»،
وتابع «الروس يمكن أن يجعلوا إجراءات بناء الثقة أمراً واقعاً. الروس لديهم القوة لتوفير التزام النظام ذلك. وباعتبارهم أحد راعيي العملية، عليهم واجب القيام بذلك وسنضغط عليهم بقوة للوفاء بالتزاماتهم. لا شك في أن انخراطهم في العمل العسكري كمحاربين في الحرب الأهلية، عقّد في شكل كبير العملية السياسية. أقل ما يقوم به الروس، هو استخدام عضلاتهم للتأكد أن العملية السياسية تمضي قدماً عبر إجراءات بناء الثقة باستخدام تأثيرهم في النظام لالتزام الخطوات الخاصة ببناء الثقة بما في ذلك الوقف الشامل للنار».
واستطرد «يجب المضي بإجراءات بناء الثقة وفتح ممرات إنسانية وتبادل سجناء وضمانات بوقف القصف على مناطق مدنية لإعادة الثقة وحسن النية ثم وقف شامل للنار ثم تأسيس حكومة انتقالية. هنا نختلف مع الروس. الروس يتحدثون عن حكومة وحدة، والمقصود بذلك حكومة بقيادة الأسد مع بعض أعضاء من المعارضة. نحن نتحدث عن حكومة انتقالية ونقصد بها: انه إذا لعب الأسد أي دور، فإنه (الدور) سيكون في بداية العملية وعليه مغادرة المشهد خلال الحكومة الانتقالية لفتح الطريق لانتخابات حرة وعادلة لا يشارك فيها الأسد».
وذكر «نحن منخرطون في ثلاثة أمور: العمل العسكري ضد داعش، العملية السياسية لإنهاء الحرب الأهلية. العملية الإنسانية والإغاثة. وبريطانيا تقدم مساعدات إلى سوريا ودول الجوار ونحن ثاني دولة مانحة بعد الولايات المتحدة».
ترحيب أمريكي
من جهة أخرى رحّب وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بعرض سعودي بالمشاركة في أي عمليات برية في سوريا يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال كارتر إن زيادة نشاط الدول الأخرى سيسهل على الولايات المتحدة تعجيل قتالها ضد تنظيم داعش.
وأردف قائلاً للصحفيين أثناء زيارة لقاعدة نيليس الجوية في نيفادا «هذا النوع من الأنباء محل ترحيب جداً».
وأضاف إنه يتطلع لبحث هذا العرض مع المسؤولين السعوديين في بروكسل الأسبوع الجاري.
وقال إن الحكومة السعودية أبدت استعداداً لبذل المزيد في القتال ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات شاسعة في سوريا والعراق.
وقال أيضاً إن الولايات المتحدة تتابع الأحداث في ليبيا بدقة بالغة لكنها لم تتخذ قراراً بشأن توسيع نطاق دورها هناك.
استعادة السيطرة
ميدانياً قال تلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري والمقاتلين المتحالفين معه سيطروا على بلدة عتمان قرب مدينة درعا بجنوب البلاد أمس الجمعة بعد مكاسب حققوها في المحافظة الأسبوع الفائت.
وذكر المرصد إن استعادة السيطرة على عتمان الواقعة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمالي درعا جاءت بعد يوم من عشرات الغارات الجوية التي يعتقد أن طائرات روسية نفذتها مستهدفة المنطقة.
ومنذ تدخلت روسيا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد نفذت دمشق وحلفاؤها هجمات في غرب البلاد بما في ذلك حلب في الشمال ومحافظة اللاذقية الساحلية وفي درعا التي تقع جنوبي دمشق وقرب الحدود الأردنية،
وخلال الأيام القليلة الفائتة حقق الجيش السوري وحلفاء له من بينهم حزب الله تقدماً كبيراً على حساب جماعات المعارضة المسلحة في حلب. وساهمت الهجمات المدعومة بضربات روسيا في تعطيل محادثات السلام في جنيف.
وحققت الحكومة مكاسب في درعا في الآونة الأخيرة عندما استعادت السيطرة على بلدة الشيخ مسكين يوم 26 يناير الأمر الذي أمَّن للجيش ممرات إمداد من العاصمة للجنوب.
وستتيح السيطرة على عتمان التي تعتبر مدخلاً لدرعا من الشمال للجيش أن يُعيد بسط نفوذه على معظم أنحاء المدينة. ولا يزال الحي القديم المتاخم للحدود الأردنية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
ويتيح التحرك للجيش أن يوسع نطاق سيطرته على أراضٍ في قبضة المقاتلين في المناطق الريفية الشمالية من درعا حيث لا تزال معظم البلدات تحت سيطرة المتشددين منذ عامين أو ثلاثة وقد يوفر هذا ممر إمداد أفضل لدرعا.
وقال متحدث باسم لواء المعتز وهو جماعة المعارضة الرئيسية في عتمان إن المنطقة شهدت قصفاً عنيفاً.
وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا القصف بالمدفعية والبراميل المتفجرة بدعم من قصف روسي عنيف. ولم يؤكد سقوط عتمان لكنه قال إن المعارك متواصلة.
وذكر التلفزيون الرسمي السوري دون الخوض في تفاصيل أن القوات المسلحة وحلفاءها أعادوا «الأمن والاستقرار» في بلدة عتمان.
وثيقة: أستراليا قد تشدد إجراءات فحص اللاجئين القادمين من سوريا
سيدني - رويترز: أظهرت وثيقة مسربة أن أستراليا تدرس تطبيق إجراءات فحص أمنية وشخصية على اللاجئين القادمين من سوريا أشد مما يخضع له أولئك القادمون من دول أوروبية وذلك بهدف الحد من مخاطر «تسلل المتطرفين». واختصت الوثيقة بالذكر اللاجئين القادمين من سوريا باعتبار أنهم قد يكونون مؤمنين بأفكار قد تؤدي إلى انخراطهم في أنشطة عنيفة، كما تحدد الوثيقة إجراءات لمتابعتهم حتى بعد حصولهم على الجنسية الأسترالية. وتشارك أستراليا في التحالف الذي يقصف تنظيم داعش المتشدد في العراق وسوريا وتقوده الولايات المتحدة وقد رفعت درجة التأهب تحسباً لوقوع هجمات من متشددين يعيشون في الداخل. وتعد سياستها الصارمة في التعامل مع طالبي اللجوء والتي تتضمن احتجاز القادمين بالقوارب من القضايا السياسية الحساسة. وكانت هيئة الإذاعة الأسترالية هي أول من بث تقريراً عن الوثيقة المسربة المعدة للجنة الأمن القومي في الحكومة والمؤلفة من سبعة أفراد. وحصلت رويترز على نسخة من المسودة. وتحدد الوثيقة التي تقع في سبع صفحات توصيات ستطرح على وزير الهجرة بيتر داتون هذا العام. وتقول الوثيقة «من أجل الحد من المخاطر وبناء ثقة الرأي العام سأقوم (وزير الهجرة وحماية الحدود) بطرح حزمة إصلاحات لتبسيط إطار الحصول على تأشيرة دخول لأستراليا وسأضع ضوابط أشد للحصول على تصريح إقامة دائم وعلى الجنسية». وقللت متحدثة باسم داتون من أهمية الوثيقة لكنها رفضت التعقيب على ما إذا كان الوزير يؤيد محتواها أم لا. ووافقت أستراليا العام الفائت على استقبال 12 ألف لاجئ هارب من الصراع في سوريا فيما تدفق مئات الألوف على أوروبا بحثاً عن حياة أفضل.