مسلمون خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود من المحرقة.. فهل سمع ترامب قصصهم؟

الحدث الأحد ٢٩/يناير/٢٠١٧ ٢٢:٠٥ م
مسلمون خاطروا بحياتهم لإنقاذ اليهود من المحرقة.. فهل سمع ترامب قصصهم؟

واشنطن – ش
حتَى في أحلك الأوقات، يبرز أبطال رغم أنهم في بعض الأحيان قد يكونون آخر مَن نتوقعهم. هذه هي الرسالة التي نشرتها منظمة عالمية غير هادفة للربح يوم الجمعة 27 يناير 2017 في يوم ذكرى المحرقة، وغرضها من وراء تنظيم معرض صغير في أحد المعابد بمدينة نيويورك، لتسليط الضوء على قصص غير معروفة للمسلمين الذين خاطروا بحياتهم لإنقاذ الشعب اليهودي من الاضطهاد خلال الحرب العالمية الثانية، بحسب ما جاء في موقع هافينغتون بوست عربي.
ورغم إظهار الدين الإسلامي واليهودي في حالة خصام في كثير من الأحيان، يُذكِرنا هذا المعرض بأن الديانتين لديهما أيضاً تاريخ مهم من التعاون والمناصرة المتبادلة.
تشمل هذه القصص حكاية خالد عبدالوهاب، الذي آوى نحو عشرين يهودياً في تونس، وعبدالحسين سرداري، وهو دبلوماسي إيراني يرجع إليه الفضل في مساعدة الآلاف من اليهود للهروب من الجنود النازيين من خلال إصدار جوازات سفر لهم.
كما تعترف المنظمة أيضاً بالجميل لعائلة بيلكوس، وهي عائلة مسلمة في ألبانيا، آوت الصغيرة جوانا نيومان ووالدتها في منزلهم أثناء الاحتلال الألماني وأقنعوا الآخرين بأنَ جوانا ووالدتها من أفراد العائلة جاؤوا من ألمانيا لزيارتهم.
وقالت جوانا، التي تبلغ من العمر الآن 86 عاماً، لمجلة التايم الأمريكية الجمعة 27 يناير 2017، إنَّ أفراد العائلة المسلمة "وضعوا حياتهم على المحك لإنقاذنا". وأضافت: "إذا كان قد أُفشيَ السر وعرفوا أننا يهود، كان سيتعرّض جميع أفراد العائلة المسلمة للقتل. ما فعله هؤلاء الناس، لم تفعله كثيرٌ من الدول الأوروبية. لقد أخلصوا لبعضهم البعض، وعزموا على إنقاذ اليهود."
ويقول منظمو المعرض إنَ الحكايات الـ15 التي تم تجميعها تُظهر كيف يقوم الناس، بفطرتهم، بحماية بعضهم البعض، حتَى في ظل الظروف القاسية للحرب والصراع.
ويقول مهناز أفريدي، الأستاذ بكلية مانهاتن والمتخصص في شؤون الإسلام والمحرقة النازية إنَ "هذه القصص مؤثرة جداً معاً؛ لأنها تظهر وجهاً مختلفاً للبشرية. إنَها تدل على أننا يمكن أن يكون لدينا أمل حتى في أوقات مثل المحرقة."
وقالت داني لورانس أندريا فارادي، المدير المشارك لمنظمة I Am Your Protector، المسؤولة عن تنظيم المعرض "على الرغم من أن الحكايات يجري عرضها في يوم يذكِرنا بالماضي، إلا أنَها تمثل أيضاً أمراً حيوياً علينا أن نتذكره في عالم اليوم، نظراً لتزايد الكراهية."
تُشَجِع المنظمة التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها، المجتمعات والأفراد على الوقوف في وجه الظلم، وتشير فارادي إلى ذلك كمثال على المناخ الذي يواجهه العديد من المسلمين في جميع أنحاء العالم وفي الولايات المتحدة باعتباره مثالاً على ما يمكن أن يحدث عندما يُنظر لمجموعة من الناس باعتبارهم وحدة متراصة وليسوا فرادى.

ترامب والمسلمون
وخلال حملته الانتخابية، تعهّد الرئيس دونالد ترامب بحظر دخول المسلمين مؤقتاً للبلاد. وخلال هذا الأسبوع فقط، أعلنت إدارة ترامب عن خطط جديدة بشأن الهجرة، ويوم السبت 28 يناير 2017 علّق ترامب السماح بدخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة لمدة أربعة أشهر، ومنع مؤقتاً الزائرين من سوريا وست دول إسلامية أخرى من دخول الأراضي الأمريكية.
وتقول فارادي "تجعل هذه الإجراءات الناس يعتقدون أنَ الكراهية أمرٌ مشروع. ومن الطبيعي والعادي أن تكون خائفاً وتعتقد أنَه يتعيّن عليك المقاومة أو القتال، ولكن يمكننا أيضاً أن يكون لدينا آلية تمكننا من التحكم في أنفسنا ونقول: حسناً، هناك بعض الأشخاص الذين قد يثيرون المشاكل، ويمكننا تفحصهم وجهاً لوجه."
وواصلت فارادي قولها مشيرةً إلى أن القصص التاريخية للشجاعة تظهر الأثر الذي يمكن أن يحدث عندما يحمي الناس أولئك المستهدفين من الكراهية في ظل الأجواء التي يتزايد فيها الخوف والشك والكراهية. وعبّرت فارادي عن أملها في أن تُلهم هذه القصص الآخرين ويحذوا حذوها.