الهدوء يعم مصر في ذكرى ثورة يناير

الحدث الخميس ٢٦/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
الهدوء يعم مصر في ذكرى ثورة يناير

القاهرة - خالد البحيري

مرت ذكرى 25 يناير على غير المعتاد في هدوء تام دون حشود أو مظاهرات، وخلا ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية القاهرة من أي مظاهر سواء احتفائية أو احتجاجية، وشهد وجوداً أمنياً مكثفاً امتد إلى الشوارع الجانبية، وشهدت شوارع القاهرة وضواحيها سيولة مرورية على مدار اليوم.

وكإجراء احترازي أغلقت قوات الأمن المصرية محطة مترو السادات الواقعة في قلب ميدان التحرير ليوم واحد، ولم ترصد «الشبيبة» في جولتها الصباحية التي شملت القاهرة والجيزة وضواحيها أي مسيرات، كما لم ترصد أي دعوات من قبل جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر في هذا اليوم، فقد فقدت فعليا السيطرة على الأرض ولم يعد بمقدور أنصارها التظاهر في الشوارع نتيجة التعامل الأمني السريع والأحكام القضائية المغلظة والتي تجرم التظاهر دون الحصول على ترخيص مسبق من وزارة الداخلية.
وشهد محيط مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون إجراءات أمنية مكثفة وانتشار كثيف لرجال المباحث والأمن المركزي والشرطة السرية، لمنع أي محاولات تخريبية قد تضر بالمبنى والعاملين به، بالإضافة إلى تأمين مكثف لجميع المنشآت الحيوية، وغلق الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية ومنعت الحركة المرورية في محيطه تماما، وهو القصر الرئاسي الذي شهد مظاهرات حاشدة واعتصامات ضد حكم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
واكتفت جماعة الإخوان وأشياعها بالاحتفال أو الاحتجاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو شاشات الفضائيات المملوكة لهم والتي تبث برامجها من العاصمة التركية أنقرة.. وظهر العديد من المعارضين في ليلة الخامس والعشرين من يناير على شاشة «مكملين» يروون ذكرياتهم قبل نحو 6 سنوات عن هذا اليوم، ودار نقاش امتد لنحو 3 ساعات حول أهمية الثورة وضرورة مواصلتها وكيف تكون مؤثرة في المجتمع.
أما النشطاء السياسيين فقد اختفوا من المشهد تماما بعد ضربة موجعة تلقوها من أجهزة الأمن عبر تسريبات مكالمات هاتفية مسيئة لهم، تظهر تلقيهم لتدريبات بالخارج وتلقى تمويلا من أجل تنفيذ مخططات تضر بمصلحة البلاد.
وقال د. حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: ما حدث قبل 6 سنوات في 25 يناير لن يتكرر مرة أخرى، الوضع السياسي مختلف، وظروف البلد لا تتحمل مزيدا من الثورات والاحتجاجات، الشعب يلاحق قوت يومه، وربما يكون متضررا من السياسات التي تنتهجها الحكومة لكنه مدرك أن التغيير لن يكون عبر ثورة جديدة.
وأضاف: الصراعات التي تتزايد بشكل يومي بين أنصــار جماعة الإخوان ومعسكر «دعم الشرعية» والانشقاق أفقد الشارع المصري الثقة في الجميع، ولم تعد هناك قيادة يلتف حولها الناس كما كان في السابق.
وتعليقا على عدم نزول الشباب للاحتفال بذكرى الثورة قال د. عبدالله المغازي أستاذ القانون الدستوري لـ»الشبيبة»: نحن نمر بمرحلة صعبة والشباب المصري واع ومدرك أن الوضع صعب، رغم أن لهم مطالب.
وأضاف: الشباب المصري يعي المتغيرات الإقليمية، وبعض الدول حينما تسقط ليس من السهل أن تستعيد عافيتها مرة أخرى، ولدينا مثال ليبيا التي انقسمت بين العديد من الميلشيات، والحال نفسه في اليمن وسوريا والعراق، وخلال وجودنا في المجلس الاستشاري حينما كانت مقاليد الحكم بيد المجلس العسكري اطلعنا على أسرار خطيرة تمس الأمن القومي وبالتالي ندرك جيدا حجم المخاطر التي تحيط بالوطن.
وطالب الدولة المصرية بإفساح المجال للشباب لتولي المناصب القيادية كصف ثاني وثالث، واستحداث آليات حقيقية لتمكين الشباب، ومنحهم فرصة اتخاذ القرارات في ملفات بعينها، وألقى باللوم في تدهور الحالة الاقتصادية والسياسية إلى التمسك بقيادات تجاوزات السبعين عاما، والسماح لهم بالتجريب والخطأ، في حين يمنع الشباب من ذلك.
إعلامياً، ركزت القنوات الفضائية المصرية الحكومية والخاصة على أن اليوم هو احتفال بعيد الشرطة وثورة يناير، وبثت الكاميرات الميدانية صورا توضح الهدوء الذي يعم أرجاء القاهرة والمحافظات، وانتشار رجال الجيش والشرطة في الشوارع بشكل مكثف.
وقد ساعد في خلو الشارع من المارة أو المتظاهرين هو اعتبار يوم الأربعاء (أمس) إجازة رسمية للعاملين في القطاعين العام والخاص، فضلا عن سوء الحالة الجوية وموجة الصقيع التي تضرب البلاد مصحوبة بأمطار على أنحاء متفرقة.