
مسقط - ش
بمناسبة الذكرى الـ68 ليوم الجمهورية للهند ألقى سعادة سفير الهند المعتمد في السلطنة اندرا ماني بانداي كلمة قال فيها: "أتقدم بأحر التحيات والتهاني لجميع المواطنين الهنود الذين يعيشون في سلطنة عمان. كما أود أن أعرب -نيابة عني وكذلك نيابة عن الحكومة الهندية والجالية الهندية في السلطنة- أطيب التحيات وأطيب التمنيات إلى المقام السامي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وإلى الشعب العماني على استمرار التقدم والسلام والازدهار للسلطنة. وأتمنى أن ينعم جلالته -حفظه الله- حياة طويلة بتمام الصحة والعافية والنجاح في جميع مساعيه لجعل السلطنة دولة عظيمة. وأشكر حكومة السلطنة لالتزاماتها الثابتة لتوسيع وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الهند وسلطنة عمان وتوفير بيئة ملائمة للجالية الهندية -بما فيها رجال الأعمال والمهنيين والعمال- للعيش والعمل في السلطنة. وإني واثق جدا أن زملائي الهنود في سلطنة عمان والذين يعتبرون سلطنة عمان كوطنهم الثاني سيواصلون العمل مع الحرص والتفاني في مساهمتهم القيمة في تطوير وازدهار سلطنة عمان والهند.
ويعد يوم السادس والعشرين من يناير (يوم الجمهورية) يوما خاصا لكل مواطن هندي، لأنه في هذا اليوم من العام 1950 ولدت جمهورية الهند. وفي هذا اليوم قبل سبع وستين عاما عزم الشعب الهندي بناء الهند كجمهورية ديمقراطية علمانية اشتراكية ذات السيادة لتأمين جميع المواطنين العدالة والحرية والمساواة.
وإذ نحن نحتفل بالذكرى الـ68 ليوم الجمهورية للهند نشعر بالفخر والاعتزاز من إنجازات الهند. والهند اليوم هي أكبر دولة ديمقراطية ذات أكثر تنوعا وربما أكثر نبضا في العالم مع أكثر من 1.25 بليون مواطن هندي يعملون معا لتحقيق آمالهم وطموحاتهم. حيث ينمو اقتصادنا بأكثر من 7 %، وبرزت الهند كاقتصاد رائد في العالم. والإصلاحات الاقتصادية التي تتخذها الحكومة ستساهم في محافظة الاقتصاد الهندي على مسار النمو العالي للعديد من العقود المقبلة. وإنجازاتنا في مجال العلوم والتكنولوجيا وفي المجالات الرئيسية مثل الدفاع والفضاء والطاقة النووية وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية والمستحضرات الصيدلانية وغيرها معترفة بها دوليا. ومع ذلك ندرك أننا ما زلنا نواجه تحديات ضخمة في تحقيق أهدفنا المتمثلة في التنمية المستدامة والشاملة للهند منها توفير التعليم والصحة والتوظيف والأمن الاجتماعي للجميع. وأدعو الجالية الهندية المقيمة في عُمان المساهمة في نجاح المشاريع الرائدة المختلفة التي تقوم بها حكومة الهند مثل "اصنع في الهند" و"الهند النظيفة" و"الهند الرقمية" و"مهارة الهند" و"بدء التشغيل في الهند" و"المدن الذكية" وكذلك في مشاريع البنية الأساسية لتطوير الطرق والموانئ والمطارات والسكك الحديدية والاتصالات والممرات الصناعية وغيرها.
كما وسعت الهند مجالات التعاون والتبادلات الثنائية مع السلطنة منذ إقامة علاقاتهما الدبلوماسية في العام 1955 وتحولتا إلى شراكة استراتيجية مفيدة للطرفين. حيث ترتكز العلاقات الثنائية بين الهند وسلطنة عمان في مصالحهما المشتركة والتفاهم المتبادل والاحترام لأولويات واهتمامات بعضها البعض. والزيارات المنتظمة على مستوى رفيع والتبادل هما سمة أساسية لهذه الشراكة.
حيث منحت الزيارات الناجحة منها زيارة وزير الدفاع الهندي في مايو 2016 ووزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند في ديسمبر 2016 دفعة جديدة للتعاون والتبادل الثنائي. كما شهد العام 2016 أيضا الجولة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين الهند وسلطنة عمان وكذلك الاجتماع الخامس لمجموعة العمل المشترك في القوى العاملة. ولا تزال الهند ملتزمة لتعزيز وتوسيع شراكتها الاستراتيجية مع سلطنة عمان من خلال تعزيز التعاون القائم وتحديد مجالات جديدة للتعاون الثنائي والإقليمي والعالمي وذلك بأهداف تلبية التطلعات لبلدينا.
ولا تزال العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الهند وعمان قوية ومزدهرة. وبالرغم من التراجع في حجم التجارة الثنائية من 5.77 بليون دولار في العامين 2013-2014 إلى 3.8 بليون دولار في العامين 2015-2016 فقد بدأ تحقيق الاستقرار ووصل إلى 1.88 بليون خلال أبريل - سبتمبر 2016. وقد بدأت التدفقات الاستثمارية القوية في كلا الاتجاهين، كما يتجلى في العديد من المشاريع المشتركة التي أنشئت في كل من الهند وسلطنة عمان. وهناك أكثر من 2900 من المشاريع الهندية العمانية المشتركة في سلطنة عمان. وكان قد بدأ تشغيل صندوق الاستثمار المشترك بين الهند وعُمان، حيث تمت الاستفادة من الحصة الأولى بقيمة 100 مليون دولار بالكامل. وقد جهز صندوق الاستثمار المشترك بين الهند وعمان شريحة أخرى مبلغ 220 مليون دولار كحصة ثانية استعدادا للاستثمار.
وقد اكتسب البرنامج الهندي للتعاون الفني والاقتصادي (ITEC) شعبية كبيرة في سلطنة عمان، حيث تقدم الهند بموجبه التدريب المهني ورفع كفاءة المهارات. مع الأخذ في الاعتبار العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وقد خصصت حكومة الهند مرة أخرى 150 دورة في إطار البرنامج الهندي للتعاون الفني والاقتصادي (ITEC) لسلطنة عمان للسنة المنتهية في 31 مارس 2017. والهند مستعدة لتقاسم تجربتها في تنمية المهارات وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
والسمة البارزة من التواصل الشعبي بين الهند وسلطنة عمان في الآونة الأخيرة هي التدفق السياحي المتزايد إلى "عجائب الهند" من سلطنة عمان. حيث تنتشر في الهند العديد من المواقع الثقافية والطبيعية والتاريخية الغنية بما في ذلك العديد من مواقع التراث العالمي لليونسكو. وقد وهبت الهند بالجمال الطبيعي الاستثنائي مثل الأنهار والجبال المغطاة بالثلوج والسهول الخضراء والصحاري وغيرها. وقد أنعم الله عليها بالتنوع الثقافي ومختلف اللغات والعادات والحرف والمهرجانات والمأكولات. وبطبيعة الحال فقد ظهرت الهند كوجهة سياحية للعمانيين وهذا ما يتضح في زيادة عدد التأشيرات الصادرة من السفارة، حيث وصل إلى أكثر من 95000 في العامين 2015 و 2016 بالمقارنة مع 59000 في العام 2013. وفي السنوات الأخيرة أصبحت الهند أيضا وجهة مفضلة للسياحة الطبية للعمانيين لتلقي العلاج على مختلف المستشفيات المرموقة بالهند. وقد أنشأت السفارة نافذة خاصة للبت في الطلبات للتأشيرات الطبية بشكل عاجل.
كما قامت السفارة الهندية بالتعاون من وزارة الثقافة الهندية بتنظيم أول "مهرجان الهند في سلطنة عمان" من نوفمبر 2016 حتى مارس 2017. وتضم فعاليات مهرجان الهند رقصات الباليه الهندية والرقصات الشعبية الهندية والموسيقى الهندية ومعرض الخط العربي الهندي ومهرجان المأكولات الهندية وعرض الأزياء الهندية. وقد تفضل الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله بافتتاح المهرجان في 15 نوفمبر 2016 في فندق قصر البستان. وقد حصل مهرجان الهند في السلطنة ردود فعل إيجابية من الشعب العماني والجالية الهندية في السلطنة.
وقد استدام وازدهر التواصل الشعبي والتبادل الثقافي المكثف بوجود الجالية الهندية النابضة في سلطنة عمان، والتي تقوم بترويج الثقافة الهندية في سلطنة عمان. وقد قدمت الجالية مساهمة كبيرة في نجاح الاحتفالات بمناسبة اليوم العالمي الثاني لليوجا مما أدى إلى مشاركة حوالي 3000 شخص في حفل اليوجا الذي أقيم في مسقط 21 يونيو 2016. وتقدم السفارة الهندية في مسقط دعما قويا للمنظمات المختلفة للجالية بما فيها النادي الاجتماعي الهندي في سلطنة عمان ومختلف فروعها وأجنحتها اللغوية التي تعمل في مجال تقديم الخدمات الاجتماعية وتنظيم الفعاليات الثقافية للجالية، كما تواصل السفارة القيام بذلك في المستقبل. كما تدعم السفارة (19) مدرسة هندية في سلطنة عمان والتي تقدم التعليم ذات جودة عالية لأطفال الجالية الهندية.
ولا تزال السفارة الهندية ملتزمة لتلبية احتياجات الجالية الهندية في السلطنة من خلال تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية ومختلف خدمات القنصلية والجوازات بطريقة ملزمة الكفاءة والوقت. كما بذلت السفارة جهودا للوصول إلى الجالية الهندية الذين يعيشون في المدن الأخرى البعيدة من خلال إقامة اليوم المفتوح. كما تقوم السفارة بتقديم المساعدة للعمال الهنود من خلال جلساتها القانونية المجانية كل أسبوعين. وقد وضعت السفارة خدمة خط المساعدة على مدار 24 ساعة للعمال وتواصل السفارة أيضا بذل جهود من أجل حماية الحقوق المشروعة للعمال الهنود والمهنيين وكذلك لرجال الأعمال وفقا للقوانين العمانية وذلك في التعاون والتنسيق مع حكومة السلطنة.
وفي هذه المناسبة السعيدة لذكرى الـ68 ليوم الجمهورية للهند أتقدم مرة أخرى بالتهاني الحارة لزملائي المواطنين في سلطنة عمان ونشكرهم على مساهمتهم في النمو والتطور لسلطنة عمان والهند. وأتطلع لتلقي التعاون المستمر من حكومة السلطنة وشعبها لمزيد من التعميق والتنويع في شراكتنا الاستراتيجية مع السلطنة. وأتمنى من الجالية الهندية في السلطنة الاستمرار في المساهمة في قصة النمو للهند. كما أتمنى للجالية الهندية مواصلة تقديم تعاونها التام للسفارة الهندية وتشارك معنا في تقديم مختلف الخدمات للجالية بشكل فعال وخلال الفترة الزمنية المحددة.