(5) ماذا لو استمر مبارك في حكم مصر؟ زيادة الاحتياطي النقدي عن وضعه الحالي

الحدث الأربعاء ٢٥/يناير/٢٠١٧ ١٩:٢٥ م
(5) ماذا لو استمر مبارك في حكم مصر؟ زيادة الاحتياطي النقدي عن وضعه الحالي

القاهرة - ش في 24 من يناير من عامنا الحالي 2017، وفي القاعة المهيبة بأكاديمية الشرطة الممتلئة عن آخرها بقيادات وزارة الداخلية المصرية، يبدأ الجميع في التصفيق الحاد، بينما يخرج الرئيس «حسني مبارك»، ليقف على المنصة، ويلقي كلمة في الاحتفال بعيد الشرطة المصرية، ومن خلفه أضواء خافتة مسلّطة على ستائر زرقاء كبيرة يتوسطها شعار الشرطة المصرية الأصفر بغصنيه الزيتونيين في قلب دائرة يتوسطها نسر يبسط أجنحته، ويرتكز الجميع على كلمة «وزارة الداخلية». كان خطابًا قصيرًا مقتضبًا لم يتجاوز الـعشر دقائق، أثنى فيه الرئيس على جهود الشرطة في دحر الاحتجاجات الشبابية عام 2011، وما وصفه بمحاولات قوى الإرهاب والفوضى زعزعة استقرار مصر، فالرجل في الـ89، ولم يعد يقوى على الحديث طويلًا.

ربما تظن أننا أخطأنا في التاريخ، أو عدنا لزمن غابر قبل ثورة 25 يناير 2011 التي خلعت حسني مبارك، لا؛ فنحن في الفقرة السابقة أمسكنا بالممحاة؛ لإزالة الحقبة التي بدأت منذ ثورة 25 يناير 2011 إلى 25 يناير 2017، لنتخيّل أن حسني مبارك لا زال يتشبث بالسلطة حتى عام 2017؛ وذلك بغية الإجابة على سؤال تخيّلي وهو: كيف سيكون شكل الاقتصاد المصري الآن في حال لو استمر مبارك في السلطة إلى وقتنا هذا؟

الاحتياطي النقدي المصري في نهاية عام 2010 تجاوز صافي 35 بليون دولار هي ملك للبنك المركزي المصري من غير قروض أو منح، في حين هبط الاحتياطي النقدي إلى ما دون 15 بليون دولار خلال السنوات الست السابقة، إلى أن بدأ الصعود مؤخرًا بفعل القروض من المؤسسات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الإفريقي للتنمية، والمنح والودائع، خاصةً من الدول الخليجية.

وتعتبر النتيجة الأبرز والأكثر وضوحًا بين فترة مبارك، إذا ما استمر في الحكم والواقع الحالي، هي تدفقات النقد الأجنبي، ففي نهاية عهد مبارك وصلت قنوات ضخ العملة الأجنبية، مثل إيرادات قناة السويس والسياحة، إلى أقصى مداخيلها: فبلغت إيرادات قناة السويس في العام المالي 2009/ 2010 نحو 5.5 بليون دولار، وهو الرقم الذي لم تصل إليه بعد ذلك حتى الآن، فوفقًا لرئيس هيئة قناة السويس، فإن القناة حققت 4.1 بليون دولار أول 11 شهراً من العام 2016، وذلك رغم التوسعة الجديدة للقناة.

على صعيد إيرادات السياحة، فقد حققت أعلى إيراد سنوي لها طوال تاريخها بمقدار 12 بليون دولار، في حين لم تتجاوز 3.4 بليون دولار عام 2016 وفقًا لمحافظ البنك المركزي، وهو ما يعني أنه كان من المقدر استمرار هذه التدفقات بنفس مستوياتها القياسية في حال استمرار مبارك في السلطة، وذلك بفرض استقرار جميع العوامل المؤثرة على تلك القنوات.