مسقط - سعيد الهاشمي
أكد مسؤولون وخبراء تربويون ضرورة وجود مشرفين ومشرفات في حافلات المدرسة لتجنب الكثير من الإشكاليات ومنها رمي الأشياء خارج المركبة ونسيان أو ترك الأطفال داخل الحافلات، بالإضافة إلى أن وجود المشرفين والمشرفات يعزز مستوى الالتزام بالجلوس في المقاعد، ومنع الطلبة وبخاصة الصغار منهم من شغل السائق وتشتيت انتباهه، ومواجهة ظاهرة التنمر.
عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى سعادة ناصر العبري قال لـ»الشبيبة»: إن الحافلات المدرسية لها دور كبير في نقل الطلاب من منازلهم إلى مدارسهم والعكس أيضا، حيث إن أغلب الطلاب يأتون عن طريق الحافلات، والاهتمام بها هو اهتمام بطلابنا وطالباتنا، من حيث إجراءات اﻷمن والسلامة، فكثير من طلاب ذهبوا ضحية الإهمال في هذه الحافلات، فكم طالب دهس وكم من طالبة تم نسيانها في الحافلة وفارقت الحياة، وكم من طالب أصيب في الحافلة نتيجة التدافع بين الطلاب أو نتيجة اعتداء بعضهم على بعض، وكذلك ما ينتج من مشاكل لا أخلاقية في الحافلات.
وأضاف العبري: لابد من وجود مشرفين ومشرفات في الحافلات، من أجل ضبط سلوك الطلاب فيها، والمحافظة على أمنهم وسلامتهم.
واقترح العبري إلزام المدارس بتعيين مشرفات ومشرفين وخاصة لفئة الأطفال الذين عادة ما يكونون هم الضحية.
وطالب عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى بتنظيم دورات لتأهيل المشرفين والمشرفات في مجال اﻷمن والسلامة، وكيفية التعامل مع الطلاب والمراهقين.
مدير مكتب المتابعة وتقييم الأداء بوزارة التربية والتعليم رجب بن علي العويسي قال: إن الحديث عن وجود مشرفين في حافلات نقل طلبة المدارس، قد لا يكون الحل الوحيد المطروح للتعامل مع التحديات الناتجة عن مسببات الإهمال أو الخطأ في هذا المجال، ولكنه يستدعي المزيد من المراجعات والصياغات للعقود المالية المبرمة في الموضوع، وهو أمر سيكلف الوزارة الكثير من الموارد في ظل تقليل حجم المصروفات المالية وحجم الإنفاق المالي، وإن كانت هناك أطروحات أخرى كتركيب كاميرات مراقبة في المركبات تتفاعل مع كل المواقف التي تحدث داخل المركبة وخط سيرها المحدد بالزمان والمكان، وأماكن وقوفها وساعات الانتظار، ومستوى التزام السائق، وهي أطروحات وإن كانت ممكنة إلا أنها تحتاج إلى مزيد من الموارد المساندة لها، ولقد أدركت وزارة التربية والتعليم كل هذه البدائل، إلا أن الإشكالية في حاجتها إلى مزيد من الوقت والمال لتطبيقها بشكل يضمن لها نتائج ملموسة، مشيرا إلى أن الوزارة بدأت بتجربة تطبيق الكاميرات في حافلات مدرسة بمحافظة مسقط، وتعمل الجهات المختصة على تقييم التجربة ودراسة إمكانية التعميم التدريجي لها مع بعض الضوابط والاشتراطات في نوعية المدارس المستهدفة. وأكد العويسي أن هذه التوجهات والجهود التي انتهجتها الوزارة تنطلق من عدة مداخل: منها، القناعة بأن وجود المشرفين أو استخدام الكاميرات مع تحقيق مبدأ الخصوصية، سوف يسهم في حل العديد من الإشكاليات الناتجة عن لامبالاة الطلبة في بعض الأحيان في رمي الأشياء من خارج المركبة أو قلة مستوى النظافة فيها، أو منع نسيان أو ترك الأطفال منهم في الحافلات، أو تعزيز مستوى الالتزام بالجلوس في المقاعد، أو منعهم من شغل السائق وتشتيت انتباهه، أو حالة رفع الصوت التي قد تحصل من الطلبة، أو تنظيم جلوسهم في المقاعد المخصصة.
وأوضح العويسي أن الوزارة تشترط على مدارس الروضة والحضانة وجود مشرفة على الطلبة في حافلات النقل، تعمل على متابعة صعودهم أو نزولهم وعمليات تنظيمية أخرى، لذلك تبقى المسألة في مستوى الالتزام الحاصل من المشرفة أو مدى وجود من ينوب عنها في حالة تغيبها لعذر ما.
وأشار العويسي إلى أن مسألة التعاطي مع الموضوع تبقى بيد السائق فهو يمثل المؤسسة وفي الوقت نفسه مواطن يمثل أبناء مجتمعه وهو قائد مركبة مسؤول بشكل كامل عما يدور في مركبته وآلية الاستخدام ومستوى التزام الركاب (الطلبة)، ونعتقد بأن حرص السائق على تحقيق ذلك وسعيه المستمر نحو توجيه الطلبة، ومتابعته لعمليات الصعود والنزول ووقوفه في أماكن يسهل على الطلبة التنقل فيها، وتخيره للأماكن التي تمنع قطع الطلبة للطرق السريعة تفاديا لأي حوادث قد تحصل، وتبليغه المستمر لإدارات المدارس حول الإشكاليات التي تحصل له، ومستوى التزامه بالتعليمات، وفي الوقت نفسه إيجاد فريق من الطلبة يكلفون بمسؤولية متابعة زملائهم داخل الحافلة ومسؤوليتهم في مراقبة استقرار الأمور داخل الحافلات بالتنسيق مع إدارة المدرسة سيسهم في حل بعض الإشكاليات الناتجة، كما أن تفعيل المدرسة للجنة شؤون الحافلات المدرسية عبر رصد تقارير دورية للسائقين ومستوى التزامهم وبرامج التوعية، ستعزز من مستوى الالتزام وتقلل من حجم الإشكاليات.
الخبير الإداري في وزارة التربية والتعليم د.خميس المزروعي قال: تعد فترة الانتقال من البيت إلى المدرسة وبشكل يومي من الفترات المهمة في حياة أبنائنا الطلبة، والتي يمكن من خلالها غرس كثير من القيم منها قيم ثقافة التعامل في الأماكن العامة كاحترام الزملاء بإعطاء الفرصة لهم في صعود الحافلة المدرسية، والهدوء وعدم إزعاج الزملاء وقائد الحافلة المدرسية، والمحافظة على الممتلكات العامة، وطرق الحوار وتبادل أطراف الحديث فيما بينهم حول اليوم الدراسي، وعقد الاتفاقات لتحديد وقت الالتقاء لممارسة الرياضة وبعض الأنشطة الترفيهية والاجتماعية، إلا أنها تعد فترة حرجة إذا ما أسيء توظيفها خاصة مع غياب الرقابة.
واقترح المزروعي لتفادي التكلفة المالية المرتفعة من تعيين مشرف أو مشرفة لكل حافة مدرسية، طرح علاوة إشراف على الحافلة المدرسية لمن يرغب من المعلمين والمعلمات بمبلغ 100 ريال.
أخصائية الإرشاد والتوجيه، ونائبة المدير في مركز الإرشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس د. مها العاني قالت: هنالك أهمية كبيرة لوجود المشرفين والمشرفات لمختلف الفئات العمرية فمرحلة الطفولة تحتاج إلى متابعة ورعاية، أما مرحلة ما قبل المراهقة فتحتاج إلى رقابة لحدوث ظواهر عديدة يجب ضبطها مثل ظاهرة التنمر، أما المرحلة الأشد خطورة فهي مرحلة المراهقة، ففي هذه المرحلة تبدأ التهديدات الضمنية.
وأشارت د. مها العاني إلى أن دور الأسرة مهم جدا، فيجب على أولياء الأمور معرفة شروط السلامة المتوفرة في حافلات المدرسة قبل تسجيل أولادهم.