مسقط -
يزخر مهرجان مسقط في جميع دوراته بوجود العديد من المشاركات التي تتعلق بالمهن والحرف التقليدية، حيث توجد في جميع مواقع المهرجان المختلفة، ومن بين تلك الحرف، حرفة لها عبق من التراث البحري العتيق، ففي ركن من القرية التراثية بمتنزه النسيم، توجد مشاركة فعالة لحرفة صناعة مجسمات السفن التقليدية، وذلك من خلال عرض مجموعة من مجسمات السفن والقوارب بمختلف أنواعها وأحجامها.
ولمعرفة المزيد من تلك النماذج المعروضة، التقينا أحمد بن جمعة الحمداني، ليحدثنا عن مشاركته في المهرجان، حيث قال: أحرص على المشاركة في المناسبات والمحافل المحلية، كمهرجان مسقط، فقد شاركت في متنزه العامرات خلال الأعوام من 2014 إلى 2016، وأما بالنسبة لهذا العام فكانت مشاركتي في متنزه النسيم، حيث إنني أقوم بعرض العديد من مجسمات السفن الخشبية، وكذلك المصنوعة من سعف النخيل لزوار المهرجان، وذلك بعدما أقوم بصناعتها، فهذه الحرفة أخذت مني وقتاً لكي أتعلمها وأتقنها، ففي البداية واجهت بعض الصعوبة لأن هذه الحرفة تحتاج إلى دقة جيدة في الصنع، ولكن الحمد لله تمكنت بعد فترة من إتقان صنعها.
وعن المشاركات داخل السلطنة قال أحمد: شاركت في بعض المناسبات والمحافل التي تقام بولاية صحار، وفي مهرجان مسقط، ومهرجان خريف صلالة، وأما بالنسبة للمشاركات الخارجية، فكانت في دولة الأمارات العربية المتحدة، وكان ذلك في العام 2012م وفي البرازيل العام 2013 حيث كانت مشاركتنا من خلال الاحتفال الذي أقامته سفارة السلطنة لدى البرازيل، ونالت استحسان الحضور. وأضاف: مؤخراً شاركت في مهرجان المحامل التقليدية في دولة قطر الشقيقة العام الفائت.
وعن الأدوات المستخدمة في صناعة تلك المجسمات، حدثنا الحمداني: هناك أصناف من السفن والقوارب كالبوع والبدن، يستخدم في صنعها السدر والشريس والبيذام، ويوجد نوع آخر من السفن يصنع من سعف النخيل، واستخدم في صنعها الحبال والزور (جريد النخيل)، ولكل نوع من تلك الأنواع فترة معينة لصناعتها، تعتمد على الحجم، فالسفن الصغيرة تستغرق أسبوعاً والمتوسطة من 20 إلى 30 يوماً.
يذكر أن الحمداني لديه متحف أثري في منزله يحتوي على مقتنيات من الأثريات التراثية القديمة.