مسقط - محمد البيباني
جاء تحذير مؤسس «مايكروسوفت» بيل جيتس، من «الإرهاب البيولوجي» كأحد أخطر أنواع الإرهاب الذي قد يضرب العالم ليلقي الضوء على مخاوف دولية متصاعدة من مرحلة لو بدأت فسيدفع الجميع ثمنها بلا استثناء.
لا شك أن ما يحول دون حدوث هذا النوع من الإرهاب هو عدم قدرة المنظمات الإرهابية على تطوير أسلحة بيولوجية.
من هنا.. يثار السؤال هل يبقى العالم رهينة قدرة منظمات الإرهاب على تصنيع تلك الأسلحة؟
ثم يأتي السؤال الأكثر أهمية.. ماذا لو استطاعت القاعدة وداعش تصنيع تلك الأنواع من الأسلحة؟
التقرير التالي يلقي الضوء على أسباب الرعب من هذا الإرهاب الجديد:
1خطورة السلاح البيولوجي لا تكمن فقط في قدرته الفائقة على التدمير والقتل والإبادة فحسب، وإنما تكمن في المقام الأول في أنه رخيص نسبيا، ويتطلب معدات ومواد يمكن الحصول عليها بسهولة. ولا تحتاج إلى خبرات نادرة وتقنيات متقدمة
فتعتبر الأوبئة التي تظهر بشكلٍ طبيعي، أو تلك التي تطوّر وتنشر عمداً، في منتهى الخطورة، إذ غالباً ما تكون قاتلة بنسبة عالية، ومعدية عن طريق الهواء والتنفس أو اللمس أو شرب المياه الملوّثة أو الأكل الملوّث، وهذا ما يجعلها تنتشر على نطاق واسع وبطريقة سريعة أيضاً، لتصل لا إلى المئات، بل الآلاف أو حتّى الملايين.
2تأثير السلاح البيولوجي، هو الموت أو العجز الدائم والضعف الجسدي والذهني، بالإضافة إلى الشعور بعدم الأمان كذلك، يمكن أن يسبب أضراراً بسيطة بشكل تسمم ومعظمها يؤدي إلى تدمير هائل في البنية التحتية وعدد كبير من الضحايا، وهذا ما قد تستخدمه العصابات الإرهابية ذات الخبرة.
3تختلف الأسلحة البيولوجية عن التقليدية في صعوبة التحكم بها، حيث يصعب التحكم بها بعد إطلاقها، مما يؤدي احتمال إصابة مطلقها نفسه أو دولته، إذا لم تكن وسائل التأمين على أعلى مستوى.
4ويعد السلاح البيولوجي من أخطر أنواع الأسلحة التي تعرض كافة معالم الحياة للتدمير الشامل، بدءا من نشر الأمراض الوبائية، مرورا بتلوث مصادر المياه والغذاء، وصولا إلى الإبادة الجماعية لجميع الكائنات الحية. ويعرف هذا السلاح المدمر بالخطر غير المرئي، نظرا لاعتماده على استخدام أنواع فتاكة من الميكروبات الحية الدقيقة، بالإضافة إلى منتجاتها من المواد السامة والتي يكفي جرام واحد منها لقتل نحو مليون شخص في لحظات.
5 تشير منظّمة الصحة العالمية في تقرير لها صدر في شهر يناير من العام 2003، إلى أنّ ليس فقط الجدري والجمرة الخبيثة هما من الأوبئة التي يمكن استخدامها في الهجمات البيولوجية على الشعوب خلال النزاعات، بل يمكن أيضاً استخدام كلّ من الملاريا والكوليرا والزحار والحصبة وفيروس نقص المناعة المكتسبة (إيدز) وأمراض الجهاز التنفسي المعدية.
6على الرغم من غرابة الفكرة وقربها من الأفلام السينمائية ونظريات المؤامرة، فإنها حدثت بالفعل عبر التاريخ، لمرّات عدّة، كما خُصّصت لها مصانع، وفتكت بشعوبٍ ومجموعاتٍ كثيرة.
- في العصور الوسطى، كان يُستخدم الأشخاص المرضى بأمراض معدية كأسلحة بيولوجية لنقل العدوى إلى صفوف العدو.
- آخر الهجمات البيولوجية، فكانت أيضاً في الولايات المتحدة، وحصلت في العام 2001، بعد أن أُرسلت رسائل بريدية ملوثة ببكتيريا الجمرة الخبيثة إلى مجموعة من المسؤولين الفيدراليين في واشنطن ومدن أخرى، قتل جرّاءها 5 وأصيب 17، منهم عمّال في الخدمة البريدية، ولم تتوصّل التحقيقات إلى معرفة جميع ملابسات الجريمة ومنفّذيها.
7في أواخر العام 2015 أكد مصدر محلي في محافظة نينوى العراقية أن عناصر داعش أقدموا على إعدام رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة الموصل رميا بالرصاص مبينا أن عملية الإعدام جاءت على خلفية امتناعه عن التعاون مع داعش في تطوير أسلحة بيولوجية يسعى لامتلاكها واستخدامها في القتال ضد القوات الحكومية.
8في الوقت نفسه زعم تقرير صادر عن البرلمان الأوروبي تجنيد تنظيم داعش الإرهابي لأفضل خبراء الكيمياء والفيزياء وعلوم الكمبيوتر لشن حرب يستخدم فيها التنظيم أسلحة الدمار الشامل ضد الغرب.
ووفقا للتقرير يواصل داعش تجنيد مئات المقاتلين الأجانب، بما في ذلك الحاصلون على درجات علمية رفيعة في الفيزياء والكيمياء وعلوم الكمبيوتر، ممن لديهم القدرة على تصنيع الأسلحة الفتاكة من المواد الخام.
9منذ ما يقرب من العام أقام تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا مختبرات عديدة ضمن قسم جديد تم الكشف عنه مؤخرا خلال تحقيق تم نشره يهدف إلى تطوير وتسليح أعضاء التنظيم الإرهابي بأسلحة كيميائية فتاكة لاستخدامها في الحرب الدائرة حاليا على جبهاته.
10في أواخر العام الفائت قالت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية: إن تنظيم «داعش» يسعى في هذه الأيام لإنتاج أسلحة كيماوية على نطاق واسع، حيث يجلب التنظيم معداته من موردين له وفق تقرير مركز أبحاث تسليح النزاعات ومقره في لندن.