تقرير إخباري مصر لا تزال تتساءل.. 25 يناير مؤامرة أم ثورة؟

الحدث الأربعاء ٢٥/يناير/٢٠١٧ ٠٠:٤٩ ص
تقرير إخباري

مصر لا تزال تتساءل.. 25 يناير مؤامرة أم ثورة؟

القاهرة- خالد البحيري

تحـــل اليـــوم الأربعاء الذكرى السادسة لثورة 25 يناير، والتي أدت عبر احتجاجات واسعة استمرت 18 يوما إلى الإطاحة بحكم الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك والحزب الوطني.

وخلال هذه السنوات الممتدة لم يتوقف الجدل حول هذه الثورة، ولا يزال المصريون ينقسمون حول تعريفها، وهل هي ثورة شعبية حقيقية؟ أم هي مؤامرة تم التدبير لها بليل في أروقة أجهزة المخابرات العالمية، وتمريرها ضمن مخطط كبير يستهدف زعزعة استقرار الشرق الأوسط، بدءا من تونس ومرورا بمصر ثم ليبيا وسوريا، تحت مسمى «الربيع العربي»؟
في البداية يقول المحامي محمود عطية مؤسس ائتلاف «مصر فوق الجميع»: هذه ليست ثورة بل نكسة وسبب ما نحن فيه من خراب ودمار وإرهاب، كانت مصر آمنة مطمئنة وكان لدينا احتياطي نقدي يتخطى 34 بليون دولار، وسياح يتجاوزون 15 مليوناً، كل هذا تبخر بسبب مجموعة من عملاء المخابرات الغربية، تدربوا على حرب اللاعنف والتغيير في الخارج، وقبضوا ثمن ذلك، والدليل التسريبات والمكالمات المخزية التي نسمعها ونشاهدها عبر الفضائيات ليل نهار.
وأضاف: أرادت الولايات المتحدة الأمريكية تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد وإعادة رسم الخريطة وتقسيم المنطقة إلى دويلات لصالح إسرائيل، لكن الله حمى مصر بثورة 30 يونيو وأفسدنا المخطط الجهنمي بفضل يقظة الجيش المصري وقياداته، ولم تتحول مصر إلى سوريا التي فقدت أكثر من نصف مليون من أبنائها في ثورة مزعومة أو ليبيا التي تقف فعليا على حافة التقسيم والانهيار. من جانبه قال د. إسماعيل إبراهيم رئيس قسم الإعلام بجامعة 6 أكتوبر: 25 يناير ثورة شعبية حقيقية شارك فيها ملايين المصريين ومن ينكر ذلك يعاند حركة التاريخ ويغض الطرف عن واقع شاهده العالم وانبهر به، ومن العيب أن نصف هذه الحشود الهائلة التي خرجت من أجل أهداف نبيلة بأنهم «حرامية».. لقد خرجوا رافضين لممارسات بعض رجال الشرطة ومطالبين بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي، رافعين شعار «عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية».
وأردف: على مدار 3 سنوات عاد فيها رجال مبارك مرة أخرى إلى الواجهة وتمت «شيطنة» 25 يناير والتنكيل برموزها، مع أن الدستور المصري الذي تم الاستفتاء عليه في العام 2014 يذكرها صراحة في ديباجته على أنها ثورة شعبية.. وقبل يومين أرسلت القوات المسلحة ومجلس الوزراء المصري برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية بمناسبة 25 يناير.. وتساءل: كيف يحترم جيش مصر وقياداتها ثورة 25 يناير ويتم إهانتها من جانب آخر على أيدي بعض الإعلاميين المحسوبين على الدولة؟
واختتم بالقول: لقد ثار المصريون ضد نظام مبارك الذي عمق الجهل وقضى على الكفاءات وانفرد بالحياة السياسية، وهمش دور الأحزاب وجعلها مجرد «ديكور سياسي» وكان الإعداد لتوريث مبارك الابن يجري على قدم وساق، فضلا عن فساد رجال كانوا يلتفون حول مؤسسة الرئاسة وكأنهم نباتات طفيلية تنهب أقوات الشعب المصري، والدليل هذا الكم من الأموال التي تم تهريبها للخارج والأموال التي يتنازل عنها أصحابها مقابل التصالح مع الدولة المصرية.
وفي السياق قال المخرج محمد هناء أحد شباب ثورة 25 يناير: إن المصريين قاموا بثورة عظيمة شهد لها العالم وأدركت القوات المسلحة أهميتها فلم تتعرض لها بسوء، بل حمت الثوار في ميدان التحرير، لكن هذا لا ينفي أنها بدأت ثورة وتحولت لاحقا إلى مؤامرة كبيرة، وقفز تيار الإسلام السياسي على الحكم واستفاد منها وانقسم الثوار على أنفسهم وتحولوا إلى «ائتلافات» كل يتحدث باسم نفسه بينما الشعب الذي ثار وأسقط نظاما قمعيا مستبدا بعيد عن هذه الأفعال والتصرفات.
وأضاف: ستظل ثورة يناير في قلوب المصريين حاضرة حتى وإن مرت ذكراها باهتة أو خافتة نتيجة المناخ السائد في البلاد، واختلاف جدول الأولويات لدى المواطن البسيط الذي طحنته الأزمات المتتالية، وستظل «حُبلى» بأسرار كثيرة لم يتم الكشف عنها بعد وتنتظر أنصافا من مؤرخين يكتبون الحقائق المجردة، لأنه كلما ترك التاريخ لكتبه المنتصر زاد التشويه ودبت في جنباته عدم المصداقية واتسم بالانحياز البغيض.