هكذا حلل الخبراء الروس ترامب و"فرقته الخارقة"

الحدث الثلاثاء ٢٤/يناير/٢٠١٧ ١٨:٠٧ م
هكذا حلل الخبراء الروس ترامب و"فرقته الخارقة"

مسقط – ش
من هو الرئيس ترامب وماذا تعني رئاسته بالنسبة للعلاقات الروسية الأمريكية؟ لقد نوقشت هذه الأسئلة بحماس من قبل الخبراء الروس في الشؤون الأمريكية، لأن التدقيق في الجوانب المختلفة لشخصية الرئيس الجديد تعطي الأمل في رؤية وجهه الحقيقي وراء ستار من التغريدات التويترية العاطفية والبيانات الفاضحة، بحسب ما ورد في مركز دراسات روسيا والعالم "كاتيخون".
في الفترة التي سبقت حفل الافتتاح، التقت مجموعة من الخبراء الروس في الشؤون الأمريكية في نادي فالداي في موسكو في 18 يناير الجاري في محاولة لمناقشة وفهم ظاهرة الرئيس ترامب من وجهة النظر الروسية للحياة الأمريكية السياسية والاجتماعية.

ما هو ترامب؟
السؤال الرئيسي الذي يطرحه الخبراء الروس ليس من هو ترامب، بل ما هو ترامب كظاهرة في سياق الحياة السياسية الأمريكية، وكيف ستؤثر هذه الظاهرة السياسية والثقافية على السياسة الخارجية لأكثر دول العالم قوة.
"هل ترامب هو ظاهرة دفع تاريخية أم ظاهرة خلل تاريخي؟" سأل إيفان سافرانشوك، وهو أستاذ مشارك في قسم العمليات السياسية العالمية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية (MGIMO).
على عكس ادعاء الحزب الديمقراطي فإن الخبراء الروس يميلون إلى الاعتقاد بأن ترامب لم يفز في الانتخابات الأمريكية بسبب الأخطاء التي ارتكبها معسكر هيلاري كلينتون، ولا بسبب تدخل الكرملين - وهي الفكرة التي سخر منها الروس كثيرا. لقد فاز ترامب، كما يقول الخبراء، بسبب قدرته الكبيرة على كشف التغيرات في بنية المجتمع الأمريكي، هذا المجتمع الذي يرى في ترامب رجلا يمكنه أن يدفع نحو الأفضل من خلال الإصلاحات الجذرية.
"تمكن ترامب من اقناع الشعب الأمريكي بفكرته بأن البلاد تخسر"، قال اندريه سوشينستوف، أستاذ في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية MGIMO ومدير البرامج في نادي فالداي. وهو يعتقد أن ترامب كان "شجاعا جدا" لصياغة أطروحة قوية وغير تقليدية.
الخبراء الروس، الذين شهدوا تفكك الاتحاد السوفياتي الذي كان يبدو بأنه لا يقهر، يعتقدون أن شعارات ترامب بأن الولايات المتحدة تخسر هي أكثر من مجرد شعارات انتخابية تهدف إلى التلاعب بالناخبين المحبطين. بدلا من ذلك، فهي موضوعية وقابلة للتطبيق ويمكنها ان تعود بالولايات المتحدة إلى دورها القيادي العالمي.
ويضيف سوشينستوف "تخيلوا ماذا كانت وفرت مثل هذه الأطروحة لحماية اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ".
قدرة ترامب لطرح هذه القضايا غير المريحة لدائرة القرار الحاكمة ناتجة عن عضويته في النخبة للدوائر الحاكمة الأمريكية، يقول أندري بيزروكوف، الذي كان عميلا روسيا سابقا وتم ترحيله من الولايات المتحدة ويعمل حاليا مستشارا لرئيس شركة النفط، روسنفت.
"لا يهم كيف ستتصرف رئاسة ترامب نحو الخارج، لقد فتح بالفعل الباب أمام الحوار الوطني حول ماهية الولايات المتحدة، وكيف ينبغي أن تنافس ضد المعارضين الرئيسيين في العالم، وماذا ينبغي على النخب الوطنية القيام به من أجل إعادة أمريكا رائدة على المستوى العالمي مرة أخرى، وبهذا المعنى فقد أنجز ترامب مهمته بالفعل ". يقول بيزروكوف ، والذي يعتقد أن مساهمة ترامب في سياسة الولايات المتحدة الداخلية أكثر أهمية من وجهات نظره المثيرة للجدل في الشؤون الدولية.
ويعتقد بيزروكوف أن رسالة ترامب الرئيسية هي جعل الولايات المتحدة قوة اقتصادية عظمى مرة أخرى.

"فرقة من الخارقين"
تأثير ترامب المحتمل على مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية لا يقل أهمية لدى الخبراء الروس عن المشاكل الداخلية في الولايات المتحدة.
لقد أسس ترامب "فرقة من الخارقين" الذين لم يجمع مثلهم البيت الأبيض مسبقا، فريق ذو إنتاجية عالية، وسجلهم ممتاز، وهم من الذين لم يكن لديهم في السابق طموحات سياسية" يقول سوشينستوف، منوها الى أن المجموعة الحالية المشكلة مؤخرا، هي كفرقة انتحارية.

"يجب علينا أن ننطلق من فرضية أن ترامب سوف يبتعد عن الخطاب الحالي فيما يتعلق بروسيا و[الرئيس الروسي فلاديمير] بوتين نحو برنامج أكثر واقعية وبراغماتية"، يقول مكسيم سوشكوف، وهو خبير في مجلس الشؤون الروسية الدولية وكاتب عمود في آل مونيتور بولس الروسية. هذا التغيير في اللهجة أمر لا مفر منه، نظرا للطبيعة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقة بين البلدين, يفسر سوشكوف.
وقال "الشيء الرئيسي هو عدم التركيز بشكل كبير على بناء العلاقات الشخصية الجيدة بين الزعيمين" يحذر سوشكوف. "لقد جربنا ذلك من قبل - مع صداقة بوريس [يلتسن] وبيل [كلينتون]، وصداقة جورج [جورج بوش] وفلاديمير [بوتين]، أو مع صداقة ديمتري [ميدفيديف] وباراك [أوباما]. هناك وهم بشهر عسل يستمر لفترة معينة من الزمن، ثم تضرب أزمة ما العلاقات التي تتدهور بسرعة"، لذا يتحدث الخبراء الروس بحذر عن فرص إحياء العلاقة بين موسكو وواشنطن.