ترامب.. قد يخيِّب آمال موسكو

الحدث الاثنين ٢٣/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٣١ ص
ترامب..

قد يخيِّب

آمال موسكو

مسقط – محمد محمود البشتاوي

تنتج ماكينة الإعلام الغربية، وحتى الروسية، جملة من الأحكام القطعية حول ازدهار علاقات موسكو - واشنطن، في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إلا أن «رياح السياسة» قد لا تأتي وفق تلك التقديرات، فالخبير الروسي المتخصص في الشؤون الأمريكية، إيفان سيفتكوف، الذي يُدرِّس في جامعة سان بطرسبرج السياسة الأمريكية المعاصرة، والعلاقات بين موسكو وواشنطن، يحذر في تحليل نشرهُ موقع «روسيا مباشر» باللغة الإنجليزية، الكرملين من الرهان الكبير على ترامب، مؤكدًا أن أمام موسكو فترة ما بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، وبعد ذلك يمكن تشكيل نظرة أكثر تعمقًا عن ما يمكن توقعه في العلاقات الأمريكية الروسية.

التحليل المطول الذي اطلعت عليه «الشبيبة» أكد أن فريق إدارة ترامب المستقبلي سيكون له دور مهم في ترسيم حدود تلك العلاقات، إذ أشار سيفتكوف إلى أن ترشيح ريكس تيلرسون للخارجية الأمريكية قد يجلب لموسكو المشاكل، ويثير التوترات، ما قد ينعكس على العلاقات الثنائية.
«روسيا المتعطشة» لمعرفة فريق ترامب حتى ما قبل التنصيب، والتي تبذل قصارى جهدها لبناء أفضل العلاقات مع واشنطن، قد تصطدم برهانٍ خاسرٍ قامَ على أملٍ كبير يتعلق بترامب، وفق سيفتكوف، الذي يستدركُ قائلًا: الكرملين لديه خطة احتياطية: البحث عن أصدقاء آخرين في أوروبا. على سبيل المثال، المرشح الرئاسي الفرنسي فرانسوا فيون لديه احتمالات جيدة للفوز في الانتخابات في العام 2017. وينظر إليه أيضًا على أنه صديق لروسيا. وعلاوة على ذلك، موسكو تتطلع إلى الانتخابات في ألمانيا وكذلك دول أوروبية أخرى.
وفي خضم هذا الجدل الذي يدور حول ما يسمى «أصدقاء الكرملين»، يرى الخبير المختص في الشؤون الأمريكية، أن قليلًا ما يتم الالتفاف في روسيا إلى مسألة واضحة في هذه المعادلة، الرهان على اكتفاء موسكو ذاتيًا، وتشكيلها لأمة قوية، وألا يقتصر الاعتماد لديها على المتغيرات الدولية، والقوى العظمى، وصعود قادة هنا، أو هناك.
مع ذلك، يقر سيفتكوف أن السياسة الخارجية في الكرملين تربط بين مستقبل روسيا وإخفاقها بالقادة الجدد للدول الأجنبية، ووفقًا لهذا المنطق، إذا ذهب فريق ترامب نحو خطاب معاد لموسكو في الكونجرس، واختار الشعب الفرنسي فيون الذي سيكون صديقا موال لروسيا، فإن كل شيء سيكون على ما يرام، الأمر الذي قد يقود إلى رفع العقوبات الاقتصادية والسياسية عن موسكو، وستكسب روسيا احترامًا واعترافًا دوليًا، أما إذا لم يهزم «أصدقاء روسيا» أولئك الخصوم، فإنه لن يكون هنالك نجاح عالمي للكرملين، ولا اعتراف جيوسياسي له.
علاوة على ما سبق، ثمة متغيرات غير متوقعة، قد تدفع نحو تصعيد العلاقات مع موسكو، وتعيد إنتاج معادلة جديدة معها، فلا تختزل الحكاية في صعود رئيس يعتبر «صديقًا لروسيا»، فظهور مسؤول يعتبر من الصقور المعادين لنهج الكرملين، قد يتسبب بصعوبات، وعوائق، أمام روسيا، كما حدث مع كرستيا فريلاند التي أصبحت وزيرة الخارجية الكندية، وهي صحافية من أصول أوكرانية، عملت سابقًا في «فاينانشال تايمز»، ويعرف عنها موقفها الصارم تجاه الكرملين، وسبق لها أن وجهت انتقادات لاذعة لموسكو عشية ضم شبه جزيرة القرم، الأمر الذي جعل الكرملين في حيرة حول كيفية التعامل مع كندا الآن.
يشبه سيفتكوف تلك المشاكل بكرة الثلج التي تكبر كلما تدحرجت، وهي لا تتعلق فقط بالشخصيات التي ستتبوأ المناصب، وإنما أيضًا يتعلق بالمبادئ السياسية للسلطة في ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا.
ويؤكد الخبير الروسي أن بلاده لا تدرك الواقع المرير، علاوة على أنها -أي موسكو- فشلت في التخلص من أوهام سياستها الخارجية، مع استمرار تركيزها على دور الشخصيات الصاعدة، الأمر الذي دفع سيفتكوف للقول متشائمًا: العام 2017 قد يكون عامًا مخيبًا لآمال الكرملين، على الأقل لأنه كان يتوقع بشغف التحركات الودية من النخب السياسية الجديدة في الدول الغربية، لكنه لم يحسب حسابًا للصقور المعادين لموسكو.