مسقط -
تعمل شركة تنمية نفط عُمان على تركيب آلاف من الألواح الشمسية في مواقف السيارات التابعة لها لتوفير الطاقة لمقرها الرئيسي في مسقط. وستوفر هذه الخطوة الصديقة للبيئة أكثر من 3.1 مليون متر مكعب من الغاز في العام، وهو ما يكفي لتوفير الكهرباء لنحو 1000 منزل، كما ستخفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 6662 طناً سنوياً، وهو ما يعادل ما تنفثه 1400 سيارة على الطريق أو زرع حوالي 173 ألف شجرة. وفور اكتمال المشروع سيولد 9480000 كيلوواط سنوياً، علماً أنه يمكن أن ينتج في ذروته 5.92 ميجاواط، وستربط الكهرباء المولدة بثلاثة من المباني الرئيسية في مجمع ميناء الفحل. وقال المدير العام للشركة راؤول ريستوشي في حديثه عن المشروع: «تعتمد الشركة -في الوقت الحالي- اعتماداً كلياً على غاز الوقود لتوليد الطاقة الكهربائية لتلبية احتياجات عملها، في الوقت ذاته، تُعد كثافة مستوى الطاقة الشمسية في السلطنة من بين أعلى المعدلات في العالم، لذا من المجدي مالياً وبيئياً الأخذ بزمام المبادرة وتطوير «طاقة خضراء» على مراحل».
وأضاف: «الاستدامة هي مفتاح كل ما نقوم به، ونحن ملتزمون بالحلول التي توفر المزيد من القيمة، سواء لأصحاب الشأن المباشرين أو السلطنة برمتها. ونحن نرى أن هناك الكثير من الإمكانيات لتسخير الطاقة الشمسية في أنشطتنا وفي السلطنة عموماً».
ويجري حالياً تركيب ما مجموعه 18500 من الألواح الضوئية الشمسية على مظلات 2400 موقف سيارة، ومن المتوقع الانتهاء من هذا المشروع في نوفمبر المقبل. ويعد هذا المشروع أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد في السلطنة، ويمتد على مساحة تبلغ 37 ألف متر مربع.
من جانبه قال مدير أنظمة البنية الأساسية للطاقة بشركة تنمية نفط عُمان محمد الأغبري: «هذا المشروع خال من المتاعب، ويعمل كلياً بشكل آلي، ولا يتطلب سوى تكاليف تشغيل ضئيلة». وأضاف: «في الوقت نفسه، يقلل المشروع من اعتمادنا على إمدادات الشبكة الكهربائية التقليدية، ونأمل أن تكون هذه المبادرة حافزاً للشركات الأخرى في قطاع النفط والغاز لاستكشاف مصادر الطاقة المتجددة واستخدام المزيد منها. واستطرد: «أنا أيضاً متحمس للفرصة التي يتيحها المشروع لتطوير القدرات العُمانية في مجال الطاقة الشمسية، وبناء سلسلة توريد محلية في هذا المجال المتنامي».
ويذكر أن شركة تنمية نفط عُمان تستخدم الطاقة الشمسية من قبل في إنارة الشوارع وتسخين المياه في مشروع تطوير منطقة رأس الحمراء، كما تعمل حالياً مع شريكها «جلاسبوينت سولر» لبناء أكبر محطة للطاقة في العالم من حيث ذروة الإنتاج، وذلك في حقل أمل جنوب منطقة الامتياز. وسيسخّر مشروع «مرآة» أشعة الشمس بدلاً من الغاز لتوليد البخار لاستخدامه في أنشطة الاستخلاص المعزز للنفط بالأسلوب الحراري.