ترميم مساكن السوريين في لبنان لمواجهة برد الشتاء

الحدث الأحد ٢٢/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
ترميم مساكن السوريين في لبنان لمواجهة برد الشتاء

مسقط –
قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في تقرير اطلعت «الشبيبة» عليه، إن المفوضية وشركاءها يواصلون العمل من أجل توفير معايير الإيواء الدنيا للاجئين السوريين في لبنان بما يحافظ على حياتهم ويصون كرامتهم، إذ يعيش أكثر من نصف مليون سوري في مساكن غير لائقة، بما في ذلك الخيم ومرائب السيارات وفي مبان غير مكتملة وشقق مكتظة. ونظراً إلى هذه الأحوال المعيشية المتدنية، قامت المفوضية وشركاؤها، وبفضل التبرعات السخية المقدّمة من الجهات المانحة، مثل الصندوق السعودي للتنمية، بالعمل على ترميم بعض تلك المساكن.

ومن بين عشرات الحالات، ذكرت المفوضية قصة الزوجين كريم وبثينة، اللذين استأجرا شقة لعائلتهما في عاليه، في جبل لبنان. ولكن نظراً للإيجار الباهظ الذي تعيّن عليهم تسديده وحالة المسكن الذي يرثى له، اضطرت العائلة لتغيير مسكنها ثلاث مرات قبل أن تستقر في منزلها الحالي.
يقول اللاجئ السوري: «بالكاد يمكننا توفير المال لتسديد الإيجار»، أما بثينة فتقول: «يشتد البرد في هذا الوقت من العام في عاليه»، وهي بلدة واقعة على تلة مرتفعة فوق العاصمة بيروت، عادة ما تتساقط فيها الثلوج في فصل الشتاء. ومن أجل حماية المنزل من الرياح القوية، استبدلت بثينة الزجاج المكسور في الشقة بأكياس من البلاستيك وشريط لاصق. غير أن هذه الإصلاحات المؤقتة كانت هزيلة جداً ولم تتمكن من تأمين الدفء للأسرة في ظلّ انخفاض درجات الحرارة.
وقد تضمنت أعمال إعادة التأهيل التي استمرت طوال شهر إصلاح أو استبدال الزجاج المكسور والأبواب وتركيب مقابس للكهرباء. وتعليقاً على ذلك، أكدت بثينة بأنه «لم تعد الرياح تهب داخل المنزل منذ إصلاح النوافذ». تلقت العائلة مؤخراً عقداً جديداً من المالك يؤكّد تجميد إيجارها لمدة معينة مقابل أعمال الترميم التي نُفّذت. فبفضل إعادة تأهيل الشقة، لن يتمكن الوالدان اللاجئان من تربية أطفالهما في بيئة آمنة فحسب، لا بل سيضمنان أيضاً حصول أسرتهما على سقف يأويهم لفترة من الزمن.
ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان في ظروف غير مستقرة، ويقيم أكثر من نصفهم في مساكن متدنية المستوى تعاني من الاكتظاظ ومن أوضاع هيكلية خطرة وهي بحاجة إلى إصلاحات ملحة. كما أن العديد من اللاجئين عرضة لخطر الإخلاء، فمواردهم تتضاءل مع إتمام الأزمة عامها السادس، وتتقلص معها قدرتهم على تحمل نفقات عقود الإيجار.
ويهدف برنامج المفوضية المعني بالإيواء إلى تأمين المعايير الدنيا للوحدات السكنية كي ينعم اللاجئون بعيش كريم، وذلك من خلال ضمان حمايتهم من العوامل الطبيعية وتأمين الخصوصية لهم وإزالة المخاطر الصحية وتحسين وصولهم إلى مرافق المياه والصرف الصحي. يتم عادة تنفيذ أعمال إعادة التأهيل مقابل الإعفاء من الإيجار أو تجميده أو تخفيضه لفترة زمنية يُتفق عليها، ما يؤدي إلى تعزيز الشعور بالأمان والحدّ من نفقات الإيجار.