عدن - إبراهيم مجاهد
يمثل الطلاب في اليمن أحد أهم شرائح المجتمع اليمني الأكثر تضرراً من الحرب الدائرة في البلاد منذ قرابة العامين، فطلاب المدارس هم أحد أكبر شرائح المجتمع من حيث النسبة العددية، كما أنهم الأكثر تضرراً من الحرب، ففي الوقت الذي كانت وما زالت عدد من المدارس هدفاً عسكرياً سواءً بالقصف و التدمير أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية من قبل أطراف النزاع، كانت وما زالت المدارس ساحة مفتوحة لاستقطاب الشباب والأطفال للزج بهم في أتون الصراع الدائر في هذا البلد الفقير.
يقول المتحدث الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الأطفال «اليونيسيف» في اليمن محمد الأسعدي إن الأطفال بشكل عام يدفعون ثمناً باهظاً في كل الحروب. في اليمن الأطفال يذهبون للمدارس وهم يشعرون بالخوف والقلق على سلامتهم أو سلامة أهاليهم. مدارسهم تتعرض للقصف أو الاستخدام من قبل الجماعات المسلحة لأغراض عسكرية أو مأوى للنازحين. هناك قرابة ألفين مدرسة لم تعد صالحة لاستقبال الطلاب. ويشير الأسعدي في حديثه لـ«الشبيبة» إلى أن هناك 1363 مدرسة تعرضت لأضرار مباشرة وتدمرت جزئياً أو كلياً، كما أن هناك 23 مدرسة منها حالياً تستخدمها جماعات مسلحة لأغراض عسكرية. المدارس والجامعات اليمنية باتت تمثل اليوم ساحات مفتوحة لبث التحريض، فالمؤسسات التعليمية تضم الفئات الشابة والأحداث من السكان، وهو ما يجعل الأطراف المتنازعة على السلطة في اليمن تتسابق على استقطاب شباب هذه المؤسسات وتحريضهم على القتال في صفوفها. وهناك الكثير من طلاب المدارس تخلّوا عن الدفتر والقلم وتركوا فصولهم الدراسية وأصبحوا يحملون البنادق في متاريس وجبهات القتال، بعد أن تمكنت بعض الأطراف من استقطابهم أو أجبرتهم الظروف المعيشية لحمل السلاح للحصول على مرتب أو دخل شهري يعيل أسرهم.
بحسب إحصائيات تربوية فإن أكثر من مليوني طفل حرموا من الدراسة للعام الثاني على التوالي، بسبب إغلاق نحو 3600 مدرسة أبوابها جراء المواجهات التي تشهدها العديد من المحافظات اليمنية.
وطبقاً لتلك الإحصائيات غير الرسمية، فإن نحو مليوني طفل تضررت مدارسهم البالغ عددها 1495 مدرسة، سواء كان التدمير كليًا أو جزئيًا، أو تحولت إلى مراكز للنازحين، أو تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية.
وتنوه الإحصائيات إلى أن أكثر من 800 ألف طفل نزحوا مع أسرهم إلى مناطق أكثر أمناً داخل البلاد، وتلقوا تعليمهم في مدارس بديلة أو في مراكز تعليمية تفتقد للحد الأدنى من مواصفات البيئة المدرسية.
وفي السياق، يؤكد الأسعدي أن نسبة الانتظام في الصفوف الأساسية وصلت إلى 70% وهذا معدل متدني، كما يؤكد أن اليونيسيف نصبت مئات الخيام كفصول مؤقتة للأطفال النازحين كي لا يخسروا حقوقهم في التعليم.
ويرى المتحدث باسم اليونيسيف في حديثه لـ«الشبيبة» أن الحرب في اليمن أدت إلى تضرر جودة التعليم بشكل كبير في ظل الظروف الحالية، ويضيف: نظرًا للوضع المالي المتدهور وعدم قدرة الحكومة على توفير نفقات التشغيل وأجور التربويين والمعلمين - بالتالي يؤثر على مستوى التحصيل العلمي للطلاب، وهذا يؤثر على كفاءتهم التنافسية مستقبلاً في حال تأخر التوصل إلى حل سلمي.