حسام بركات
يحل المدرب الإسباني الفذ بيب جوارديولا ضيفا عزيزا على الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم من بوابة مانشستر سيتي.
حلاوة الانتظار غلبت حفاوة الاستقبال الذي لن يكون إلا بعد نهاية الموسم وانتهاء عمل بيب الرسمي مع فريقه الحالي بايرن ميونيخ الألماني، وقد هلل الجميع ورحّب بقدوم مهندس التيكي تاكا الجديدة إلى البريميير ليج.
ولكن كما حصل مع جوارديولا قبل 3 سنوات (عندما وجد نفسه في ورطة كبيرة) قد يتكرر بكل بساطة، ذلك أنه لا شيء مستبعد في كرة القدم على الإطلاق.
نتذكر عندما تعاقد الفريق البافاري مع جوارديولا وأعلن ذلك في شتاء 2013، كيف هلل الجميع وطبّل لقدوم المنقذ الذي سيعيد الأمجاد المحلية والأوروبية لبايرن ميونيخ، فإذا بالمدرب العجوز يوب هاينكس ينسل من أرشيف الذكريات في آخر نصف موسم في مسيرته كمدرب ويحقق الثلاثية التاريخية.
وبدأ المدرب الإسباني مهمته في صيف العام نفسه محملا بحمل ثقيل، حيث لم يصبح دوره الإنقاذ بل المحافظة على الإنجاز، وهي المهمة التي فشل فيها موسمين متتاليين وأمامه فرصة ثالثة وأخيرة لمنح الجماهير البافارية نفس الشعور الذي منحهم إياه هاينكس.
والآن أعلن مانشستر سيتي بكل فخر أنه قرر عدم التجديد لمدربه الحالي الأصغر بسنوات قليلة من هاينكس وهو التشيلي مانويل بيلجريني عند نهاية الموسم والتعاقد رسميا مع جوارديولا لثلاثة أعوام.
غير أن التشيلي أمامه فرصة تاريخية لتقليد العجوز الألماني هاينكس، وذلك أنه ينافس بقوة على 4 جبهات، ومرشح شرس للفوز بالبطولات.
مانشستر سيتي بلغ نهائي كأس رابطة الأندية الانجليزية أمام ليفربول، كما ينافس بقوة على لقب الدوري الانجليزي الممتاز ويحتل المركز الثاني خلف ليستر سيتي بفارق 3 نقاط، وسيلتقي معه الأسبوع المقبل في مهمة الصدارة.
السيتيزينز أيضا تأهل لدور الـ16 في كاس الاتحاد الإنجليزي وسيلاقي تشيلسي، وأخيرا تصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه وسيلتقي دينامو كييف الأوكراني في دور الـ16 من البطولة.
وهنا نسأل.. ماذا لو أحرز مانشستر سيتي مع بيلجريني الثلاثية التاريخية؟ وهذا الأمر لن يكون معجزة تحققت بل هو أمر وارد الحدوث دون معوقات، فكيف سيكون موقف جوارديولا خصوصا وأنه واجه الموقف ذاته مع بايرن ميونيخ؟.
وكان بيلجريني قد تولى تدريب السيتي العام 2013 وقاده لثنائية الفوز بلقب الدوري وكأس الرابطة. وبالرغم من فوزه بـ 64 من 99 مباراة في منافسات الدوري إلا أن النادي قرر عدم تمديد عقده واختار أنجح مدربي البارسا الذي فاز بـ 14 كأس خلال أربع سنوات، من بينها الفوز بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا مرتين.
ويريد السيتيزينز أن يفوز مع جوارديولا بالشامبيونز ليج دون التخلي عن طموحاته المحلية، غير أنه قد يحقق ذلك حتى قبل وصول المدرب الإسباني الشاب.
ومنذ قدومه إلى بايرن ميونيخ العام 2013 فاز جوارديولا مع الفريق البافاري بلقب الدوري مرتين كما أنه يتصدر منافسات الدوري في الموسم الحالي، غير أنه فشل في تجاوز نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد وبرشلونة على التوالي.
أخيرا..
سيكون ممتعا مشاهدة جوارديولا في إنجلترا، وسيكون من الممتع أكثر عودة البرتغالي جوزيه مورينيو كما تقول الشائعات إلى البريميير ليج من بوابة مانشستر يونايتد، عندما سنشهد صداما يذكرنا بالأيام الخوالي.
husam@karmicholding.com