الإنترنت أحدثت تغييرات جذرية في سوق البحث عن عمل

مؤشر الخميس ٠٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤٠ م
الإنترنت أحدثت تغييرات جذرية في سوق البحث عن عمل

.

مسقط - ش

أصدرت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب تقريراً جديداً يؤكد أن شبكة الإنترنت قد أحدثت تغييرات جذرية في سوق البحث عن عمل. ووفقاً للتقرير الذي تصدر نتائجه اليوم، يغيّر ما يقرب من 20٪ من الموظفين في جميع أنحاء العالم وظائفهم في كل عام. وقد أعربت نسبة 55٪ من هؤلاء الموظفين أنهم وجدوا وظائفهم الجديدة من خلال مواقع التوظيف على الإنترنت، وأشارت نسبة 33٪ إلى أن شبكة الإنترنت هي أكثر الوسائل فعالية للعثور على وظائف جديدة. وقد حمل التقرير الجديد عنوان ’سلوكيات الباحثين عن عمل 2015: القنوات ومدة البحث وتغيّر الدخل‘، حيث هدف إلى تسليط الأضواء على التغيرات الجذرية التي تشهدها أسواق التوظيف العالمية جراء الإنترنت.
ويستعرض التقرير نتائج دراسة استقصائية شملت أكثر من 13 ألف باحث عن عمل من 13 دولة، حيث يوفر رؤية شاملة لتوجهات عمليات البحث عن وظيفة في يومنا هذا. وتضم البلدان التي استهدفتها هذه الدراسة نحو 59٪، أو ما يعادل 1.7 مليار نسمة، من إجمالي الموظفين على الصعيد العالمي البالغ عددهم 3 مليارات نسمة، ما يجعل هذا التقرير واحداً من أكبر مسوحات التوظيف العالمية. وتثير النتائج تساؤلات هامة يمكنها أن تساعد أصحاب العمل على صقل استراتيجيات التوظيف والتعيين، وأساليب صياغة عروض العمل التي يقدمونها للموظفين المحتملين، وطرق إيصال رسائلهم عبر القناة الأفضل التي تخاطب الكفاءات المستهدفة وتلائم متطلباتها. كما يعرض التقرير بيانات من شأنها أن تساعد الوكالات الحكومية، والشركات ذات الصلة بقطاع الموارد البشرية، والباحثين عن العمل أنفسهم على تقييم حالة سوق البحث عن عمل المتطورة والمتبدلة باضطراد.
وبهذا الصدد قال الشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب والمؤلف المشارك للتقري كازوماسا ساكوراي، ر: "إن أحد أهم المزايا التي تتفرّد بها شبكة الإنترنت كقناة للبحث عن عمل مقارنة بقنوات الإحالة عن طريق العائلة والأصدقاء هي قدرة الإنترنت على استيعاب عدد أكبر بكثير من الطلبات. ونحن نعتقد أن هذا الفارق الهام سيدفع عجلة نمو وتطور قطاع البحث عن عمل عبر الإنترنت، ونتطلع قدماً إلى رؤية مساهمة التطورات التكنولوجية مستقبلاً في خفض الوقت الذي يمضيه الباحثون عن عمل لإيجاد وظيفة جديدة دون الحدّ من خيارات عملهم، لا بل على العكس، توسيع آفاقها بشكل كبير".
وقال المؤسس والمدير العام لمؤسسة "ركروت ووركسيوكيو أوكوبو،": "تشهد سلوكيات البحث عن عمل تغيّراً دائماً وملحوظاً في جميع أنحاء العالم، ولكن حتى وقت إصدار هذا التقرير، لم يكن لدينا سوى رؤية محدودة لمدى تغيره. وتساهم المؤشرات الفريدة الواردة في التقرير حول سلوك البحث عن وظيفة في مختلف البلدان في تعميق فهمنا لسوق العمل العالمي المعاصر".
إن شبكة الإنترنت تغيّر كل شيء في يومنا هذا، ولكن التغيير الذي أحدثته في بعض القطاعات بدا أكثر عمقاً منه في قطاع البحث عن عمل. وقد كانت خيارات الباحثين عن العمل قبل 30 أو 40 عاماً محدودة إلى حدّ كبير ومقتصرة على وسائل الإعلام المطبوعة مثل الصحف والمجلات والتوصيات عن طريق العائلة والأصدقاء. ولكن في ضوء الربط واسع النطاق عبر الإنترنت والأجهزة المتحرّكة، والمتاح في القرن 21، فقد باتت تتوفر مصادر وأدوات جديدة في متناول الباحثين عن عمل. كما أن العملية برمتها أمست موحدة على مستوى العالم في يومنا هذا، وبات معظم الناس قادرين على جمع معلومات مهمة والبحث عن فرص العمل بطرق أسهل وأعلى كفاءة.وقد عمد نحو 55٪ من المشاركين في الاستطلاع إلى إيجاد فرص عمل جديدة من خلال قناة البحث على الإنترنت، مقارنة مع 36٪ ممن استخدموا وسائل الإعلام المطبوعة، و33٪ ممن اعتمدوا على الإحالات، و24٪ استفسروا مباشرة مع صاحب العمل المحتمل، و20٪ استخدموا الخدمات العامة، و17 ٪ وجدوا عملاً من خلال وكالات التوظيف الدائم.
ووفقاً للمشاركين في الاستطلاع، كانت مواقع التوظيف على الإنترنت وقنوات الإحالة الأكثر فعالية لإيجاد وظيفة، حيث أفاد 33٪ من أصل جميع المشاركين أن مواقع الإنترنت هي الأكثر فعالية، في حين قال 19٪ أن قنوات الإحالة هي الأكثر فعالية. في المقابل، يعتقد 10٪ من المشاركين في الاستطلاع أن وسائل الإعلام المطبوعة هي الأكثر فعالية، بينما يعتقد 5٪ فقط أن قنوات الخدمات العامة هي الأكثر فعالية. وعند النظر إلى هذه المعدلات كنسبة مئوية من عدد مستخدمي كل قناة، قال 60٪ من مستخدمي مواقع التوظيف عبر الإنترنت، و59٪ من مستخدمي قنوات الإحالة، وأقل من 33٪ من مستخدمي وسائل الإعلام المطبوعة والخدمات العامة، أن القناة التي استعملوها كانت الأكثر فعالية
السبب الرئيسي الذي يدفع الناس لتغيير وظائفهم هو الحصول على دخل أعلى. ولكن كيف ومتى ينجح الموظفون في تحقيق ذلك؟ أشار حوالي 57٪ من الموظفين الذين غيروا عملهم أن مدخولهم تحسن، في حين أفاد الموظفون الذين بدأوا البحث عقب فقدان وظائفهم بأن دخلهم تراجع بشكل عام. وليس من المستغرب أن نعلم أن مستويات تحسن الدخل كانت أقوى في البلدان التي تتمتع بمعدل نمو للناتج المحلي الإجمالي السنوي يبلغ 2٪ أو أكثر.و من المفارقات التي يكشف عنها التقرير أن تقدّم تقنيات التوظيف قد يساهم في إطالة أو تقصير زمن البحث عن وظيفة. وضمن هذا السياق، وفي حين تسمح إعلانات الوظائف على الإنترنت لأصحاب العمل بالوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور المستهدف بخطوات بسيطة من جهة، فقد بات بإمكان الباحثين عن عمل اليوم الاشتراك في التحديثات الآلية عن منشورات الوظائف، وبالتالي فهم قد يقضون وقتاً أطول في تصفح الوظائف من جهة أخرى. وفي المتوسط، استغرق تغيير العمل خلال العام 2014 على المستوى العالمي ثمانية أسابيع لاستكمال البحث وخمسة أسابيع في انتظار تلقي العرض.