من يفوز بالمنافسة الاقتصادية بين إيران وتركيا؟

مؤشر الأربعاء ٠٣/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:٤١ م
من يفوز بالمنافسة الاقتصادية بين إيران وتركيا؟

إسطنبول - رويترز

بعد رفع العقوبات الإقتصادية عن إيران، ثمة خوف كبير بين الشركات التركية من المنافسة الإيرانية، وذلك بسبب الدعم الحكومي الذي تقدمه غيران للشركات الصناعية فيها، وبسبب الاكلاف المتدنية للنفط والطاقة.
وما زالت تركيا تشعر بالقلق من فتح الأسواق الإيرانية رغم أن تركيا تعتبر المحرك الاقتصادي في الشرق الأوسط ، ومازالت تتفوق اقتصادياً على إيران مع ناتج عام يبلغ 800 بليون دولار مقابل 425 بليون دولار للناتج الاقتصادي الإيراني، كما أنها مركز متقدم للصناعات التحويلية وأهمها صناعة أجهزة التلفزيون والسيارات والغسالات التي تصدر لأوروبا. ويعتبر اصحاب الأعمال الأتراك أن القلق مبرر بما إن ايران التي يقارب عدد سكانها عدد سكان تركيا يمكنها أن تسد الفجوة بين الاقتصادين بفضل حوافز حكومية والأيدي العاملة المدربة بالاضافة إلى احتياطيات النفط الضخمة التي تلغي الحاجة لاستيراد موارد الطاقة. وقال رجل الأعمال البر كانجا الذي كانت شركته تنتج قطع غيار محركات لشركات السيارات الايرانية على مدى 20 عاما قبل فرض العقوبات "إن للاقتصاد الإيراني إمكانيات هائلة، وتحظى الصناعة المحلية فيه بدعم استثنائي من الحكومة". علماً أن إيران أعلنت حتى الآن عن صفقات لا تقل قيمتها عن 37 بليون دولار في قطاعات من البناء إلى الطيران وصناعة السيارات.

منافسة صناعية
ومن المتوقع أن تستفيد صناعة السيارات التركية من السوق الإيرانية على المدى القصير، علماً أن الصادرات التركية للسيارات بلغت 22 بليون دولار في العام الفائت، غير أن محمد دودار أوغلو يقول "إن الحوافز المحتملة لدى طهران للصناعة بالإضافة إلى التكاليف الأقل قد تجعل من ايران المنافس التالي". لكن وزير الاقتصاد التركي مصطفى إليطاش طمأن المنتجين الاتراك معتبراً أن "تركيا ستكون من البلاد التي تحقق أقصى استفادة من الانفتاح الايراني".موضحاً أن التبادل التجاري بين تركيا وايران بلغ 22 بليون دولار في العام 2012 قبل أن ينخفض بشدة في السنوات التالية مع تشديد العقوبات. وقال إن أنقرة تهدف لرفع قيمة التبادل التجاري مع ايران إلى 30 بليون دولار بحلول عام 2023. وفي مقارنة أرقام الاستثمار اجتذبت تركيا استثمارات أجنبية مباشرة تتجاوز 12 بيلون دولار في عام 2014 في حين لم تستقبل ايران سوى بليوني دولار.

تشاؤم الشركات
ولبعض منتجي الصلب في تركيا رأي أقل تفاؤلا فيما يتعلق بإيران بسبب إلى احتياطياتها النفطية الضخمة. وتضطر تركيا إلى استيراد كل احتياجاتها من الطاقة تقريبا. وقال رئيس اتحاد مصدري الصلب الأتراك نامق اكنجي إن "صناعة الصلب في كل من البلدين متشابهة من حيث منتجاتها، ولدى الايرانيين القدرة على تصدير بعض ما ينتجون ومن الممكن أن ينافسوا الصلب التركي." والامر ذاته ينطبق على صناعة الإسمنت لأن التكلفة الأساسية في هذه الصناعة هي الطاقة، وبما إن اسعار الطاقة في إيران هي أرخص بكثير من تركيا فإن المنافسة ستكون لصالح إيران في المستقبل.