هل استدرجت روسيا ترامب؟

الحدث الأحد ١٥/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
هل استدرجت روسيا ترامب؟

مسقط – محمد محمود البشتاوي

منذ دخول دونالد ترامب، إلى السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض، والجدل لم يتوقف حول علاقتهِ بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن ذروة هذا السجال، تحقق بعد فوزهِ على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، إذ فتح الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما النار على موسكو وترامب معاً، بعد أن اتهم روسيا بالقرصنة الإلكترونية للانتخابات الأمريكية لدعم المرشح الجمهوري.

لم تنحصر هذه القضية في حدود الولايات المتحدة، بل تجاوزت ذلك، ليخوض في تفاصيلها مسؤولون أجانب، فعلى سبيل المثال، قال المسؤول في الاستخبارات البريطانية السابق كريستوفر ستيل إن الحكومة الروسية، وعلى مدار السنوات السابقة، دعمت سرا دونالد ترامب، الذي خضع لموسكو بعد أن «ساومته» على «شريطين جنسيين» صورتهما المخابرات الروسية سرًا في مناسبتين ومدينتين مختلفتين.
المتحدث باسم الكرملين الروسي، ديميتري بيسكوف، قال: «انتهينا من مناقشة هذا التقرير الوهمي. لن نناقشه بعد الآن». وتابع بيسكوف: «تُنشر الكثير من التقارير المزيفة وهذه ليست أول مرة، وجودته متدنية للغاية. لا نحتاج إيلاء هذا القدر من الاهتمام له كما لو كنا وسط العاصفة العاطفية التي تسيطر على أمريكا الآن». صحيفة «روسيسكايا جازيتا» الروسية رأت أن الحملات الدعائية الأمريكية ضد موسكو، تهدف إلى إجبار الرئيس المنتخب ترامب على مواصلة نهج أوباما، مشيرة إلى أن الأسباب التي جعلت الإدارة الأمريكية الراحلة تبذل جهدها لإقناع الشعب الأمريكي بما يسمى «القرصنة الروسية» قد فسرتها بوضوح مجلة «وول ستريت»، حين كتبت إن «كلينتون خسرت في كل الأحوال ولأسباب لا ترتبط بالكرملين»، ولكن الديمقراطيين واليساريين يريدون بالحفاظ على خط «الانتخابات المسروقة» تقويض قدرة الجمهوريين على القيادة، وإجبارهم على التخلي عن إلغاء برامج أوباما».
الصحيفة الإسبانية «لافوس دي جاليسيا» قالت: «لا تستطيع أن تقول إن بلدك هو الأكثر أمانا وجبروتا في العالم في حين أن الهاكرز الروس يقوضون بين ليلة وضحاها الثقة بنظام الانتخابات الأمريكي». وأضافت الصحيفة أن «قمة السخافة في الأمر عندما تقتنع الأمة الأمريكية، التي تحدث الرئيس أوباما كثيرا عن «استثنائيتها»، بتلك السهولة. وخلصت الصحيفة إلى القول إن هذا في نهاية الأمر يضفي ظلالاً سلبية على المواطنين الأمريكيين، الذين وقعوا في شباك «الخداع».
موقع «روسيا ما وراء العناوين» استطلع في تقرير اطلعت عليه «الشبيبة»، آراء خبراء روس، حول هذه القضية، حيث استبعدوا أن يكون هنالك جهاز أمني أجنبي قادر على التحقق من وجود هذا الاختراق الإلكتروني للانتخابات الأمريكية، مؤكدين أن هذه الاتهامات هي «خطوة سياسية مدبرة من قبل إدارة الرئيس أوباما لزعزعة ثقة ترامب تجاه روسيا».

المسؤول السابق رفيع المستوى في جهاز الأمن الاتحادي الروسي FSB الكسندر ميخائيلوف رأى أن هذه الاتهامات «مزعومة وسخيفة»- قاصداً بذلك الأشرطة الجنسية، و«إدراجها ضمن سياق المساومة حالة خطيرة جدا، وتثير السخرية».

ميخائيلوف قال إن جهاز الخدمة السرية الروسي، يهتم في كثير من الأحيان، بجمع معلومات تتعلق بالشخصيات، ما تحبهُ، وما تكرههُ، نقاط قوته، وضعفهِ، وهو جهاز يتبع وسائل التجسس التقليدية، ويمكن لجهاز المخابرات الاستفادة منه، لكنهُ من غير المحتمل أن يتمكن هذا الجهاز من اختراق شخصية قوية مثل ترامب، لديه وسائل اتصال آمنة جدا، واختراقه غير سهل على الإطلاق.استخدمت الأجهزة السرية ما يسمى بـ«مصائد العسل»، وتعني كسب التعاون مع شخص ما من خلال الإغواء الجنسي، وبحسب المؤرخ الروسي والموظف السابق في القوات الخاصة السوفييتية، فاليري ماليفانج فإن الولايات المتحدة، والسوفييت، وألمانيا، استخدموا في الماضي الجواسيس الإناث لهذه المهام، وقد كانت تحقق في بعض الأحيان نتائج باهرة، كما كان الحال مع مارجريتا إيفانوفا التي تمكن الاتحاد السوفيتي من خلالها من الحصول على معلومات سرية حول المشروع النووي في الولايات المتحدة.

ومع ذلك لا يعتقد ماليفانج أن هذه الأساليب تم تطبيقها مع ترامب في عام 2013 عندما زار موسكو. وبحسب الخبراء، فإن ترامب كان لديه حماية فعالة، تراقبه بعناية جيداً.