600 مشارك في مؤتمر الرعاية الصيدلانية السادس

بلادنا الخميس ٠٤/فبراير/٢٠١٦ ٢٣:١٥ م
600 مشارك في مؤتمر الرعاية الصيدلانية السادس

مسقط - ش

بدأت أمس الأربعاء بفندق قصر البستان جلسات المؤتمر السادس للرعاية الصيدلانية الذي تنظمه وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة للتموين الطبي تحت شعار "نحو التميز المهني في الممارسة الصيدلانية" على مدى يومين.
وكان المؤتمر قد افتتح مساء أمس الأول الثلاثاء برعاية وزير الصحة معالي د.أحمد بن محمد السعيدي وحضور عدد من أصحاب السعادة وكلاء الوزارة وسعادة رئيس اللجنة الصحية بمجلس الشورى وسعادة الرئيس التنفيذي للمجلس العماني للاختصاصات الطبية وعدد من المسؤولين بالوزارة.
وصرح وزير الصحة راعي المناسبة قائلا: يعتبر المؤتمر السادس للرعاية الصيدلانية ذا أهمية عالية جدا، وكما يعلم الجميع فان الادوية في تطور مستمر، وهذه الادوية التي تستخدم اليوم لعلاج الكثير من الامراض هي ادوية معقدة وربما لها اعراض جانبية ومضاعفات خطيرة جدا، لذا فإن دور الصيادلة ليس فقط إعطاء الادوية التي يصفها الاطباء للمريض وإنما هم صمام الأمان بين الطبيب والأدوية والمريض، عليهم توعية المرضى بما هي مخاطر استخدام هذه الأدوية وكذلك توعيتهم بأهمية استخدام الادوية كما توصف لهم لكي تكون الاستفادة منها ذات جدوى عالية جدا.
وأضاف معاليه: من المؤسف انه على المستوى العالمي ما زالت هناك وفيات بمئات الآلاف بسبب الأخطاء في استخدام الوصفات الدوائية. وهذا المؤتمر الذي يشارك فيه محاضرون من مختلف الدول ذوو كفاءة عالية ومن السلطنة، نعول عليه الكثير في رفع الجودة والكفاءة في القطاع الصيدلاني في السلطنة كي نتفادى الأعراض الجانبية والمخاطر التي قد تسببها الكثير من الأدوية.

فجوة كبيرة

وتضمن برنامج افتتاح المؤتمر كلمة ترحيبية للمديرة العامة للتموين الطبي، الصيدلانية نسيبة بنت محمد نصيب قالت فيها: يسرني أن أرحبَ بكم جميعا في افتتاح المؤتمر السادس للرعاية الصيدلانية الذي أصبح حدثاً سنوياً مهماً تنظمه وزارة الصحة وينتظره المختصون في الصيدلة لتبادل الخبرات والتطورات الحديثة في الممارسات الصيدلانية.
وأوضحت في كلمتها: أن ما نعانيه كصيادلة هو الفجوة الكبيرة بين علوم الصيدلة وبين ما نمارسه على أرض الواقع، ومن هنا يأتي انعقاد الدورة السادسة للمؤتمر منسجمة مع توجهات النظرة المستقبلية للنظام الصحي (2050) إيمانا بأن المرحلة القادمة تتطلبُ تكامل جميع فئات النظام الصحي وربطها ضمن سياسة صحية وطنية شاملة وفق منهجية علمية تأخذ في اعتبارها الخبرات والتجارب الوطنية وتجارب الدول المتقدمة ومعايير المنظمات الدولية بهدف الارتقاء بكفاءة الكوادر الصحية ورفع مستوى وجودة الخدمات العلاجية المقدمة للمرضى وذلك من خلال تطبيق برامج التعليم المهني المستمر لترقية وتنمية المهارات ليتمكن الصيدلي من خدمة مجتمعه بكفاءةٍ وأمانةً وأن يكون له الدور المكمل في إدارة العلاج للمرضى.
وأضافت قائلة: أصبح من الضروري أخذ مفاهيم التعريف الحديث لمهنة الصيدلة على محمل الجد لتطبيق الممارسة الجيدة للرعاية الصيدلانية على أرض الواقع والارتقاء بخريج الصيدلة ليكون قادراً ومتمكناً وذلك بإعتماد مخرجات تعليمية لا تتمحور حول المعلومة الدوائية فقط وأنما حول الممارسات والكفاءات والقدرات البحثية ومهارات التواصل والأخلاق المهنية.
وأشارت كذلك في كلمتها ان الأخطاء الدوائية تعتبر من بين أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً والتي تلحق الضرر بما لا يقلُ عن مليون ونصف مليون شخص سنوياً بالإضافة إلى الخسائر المالية الباهظة لمعالجة الأضرار الناتجة عنها وبناء على ذلك فإن العديد من المنظمات العالمية التي تعنى بسلامة المرضى والأمان الدوائي تدعم برامج السلامة الدوائية لتحقيق الهدف المتمثل في تحسين سلامة المرضى والوقاية من الأخطاء الدوائية قبل وصولها للمريض لذا قامت الوزارة بتطبيق معايير السلامة الدوائية ونظام الجرعة المفردة والوصفة الطبية الإلكترونية والملف الإلكتروني في معظم المؤسسات الصحية لضمان سلامة المرضى.

أخلاقيات المهنة

وأكدت المديرة العامة للتموين الطبي على أخلاقيات مهنة الصيدلة وضرورة مواكبتها للتطور العالمي، حيث قالت: إن مهنتنا مهنة إنسانية عريقة قادرة على العطاء والبناء من خلال إقامة مجتمع صحي لنا شرف الإنتماء إليه هذا الانتماء هو مسؤولية وطنية وأخلاقية تحتاج منا إلى التفاني والعطاء للعبور بمهنة الصيدلة إلى آفاقٍ جديدةٍ مدعومةٍ ببرامج علمية واجبٌ علينا مواكبتها أن المهنة التي لا تواكب التطور ستتراجعُ ويضعف دورها ويتدنى تقديرها ويقل مردود ممارستها أننا أمام تحول جذري وكبير في الممارسة المهنية لا بد أن نستعد له.
وأضافت: مما لا شك فيه أن الصيدلي يحمل عبئاً كبيراً في تطوير المهنة والارتقاء بها لتواكب ركب التطور الكبير الذي يجري في قطاع الدواء والعلوم الصيدلانية. وهذه المستجدات تحكمُ علينا كمهنيين سرعة الاستجابة ومتابعة التقدم السريع فيها ومواكبة التطورات الطبية المختلفة.

أكثر تعقيداً

من جانبه ألقى رئيس الجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي بالولايات المتحدة الأمريكية د.جون آرمستيد كلمة قال فيها: أصبح العلاج الدوائي أكثر تعقيدا، والصيادلة هم مقدمو الرعاية الذين يمكنهم تحويل هذا التعقيد إلى أكثر بساطة للمرضى، إضافة إلى انهم هم المهنيون الذين لديهم القدرة على اخذ المعلومات العامة للأدوية وتحويلها إلى معلومات محددة يمكن أن يستفيد منها المريض لتحسين حالته الصحية.
وأشار كذلك الى أن مهنة الصيدلة تركز على تحسين نتائج العلاج الدوائي من خلال الادارة المشتركة للعملية العلاجية مع مقدمي الرعاية الآخرين. وبالنظر إلى الدور المعاصر للصيدلي، فإننا بحاجة إلى تنمية السياسات الدوائية وتحسين نتائج العلاج من خلال متابعة وتقييم فعالية نظم العلاج المعتمدة.
وفي ختام كلمته أوصى رئيس الجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي بضرورة اعتماد المعاييرالدولية للمارسة المهنية للصيادلة والاستخدام الآمن والأمثل للدواء تحقيقا لسلامة المرضى ورفع مستوى الرعاية الصحية المقدمة.
وعلى هامش المؤتمر قام معالي راعي المناسبة بتكريم عدد من المشاركين والمنظمين، كما قام بعد ذلك بافتتاح المعرض المصاحب الذي تعرض فيه (27) شركة ومصنعاً محلياً وعالمياً أحدث ما توصلت إليه في مجال صناعة الأدوية والأجهزة والمواد الطبية ومعدات التشغيل الآلي.

أهداف المؤتمر

يهدف المؤتمر الذي يستمر على مدى يومين إلى الوقوف على آخر المستجدات الحديثة في مجال الخدمات الصيدلانية والاعتماد المحلي والدولي للخدمات والتعليم والتدريب الصيدلي، والتطرق إلى أنظمة صرف وتوزيع الدواء الآلية ومعايير تحضير الأدوية المعقمة وصرفها عن طريق أجهزة التشغيل الآلي، علاوة على التعرف على مختلف التخصصات الصيدلانية من خلال إدخال مسارات الممارسات الصيدلانية الإكلينيكية المتعددة.
يشارك في المؤتمر أكثر من (600) من منتسبي المهن الصحية من صيادلة وأطباء ممرضين ومساعدي صيادلة من مختلف المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الصحة والدفاع والشرطة وديوان البلاط السلطاني ومستشفى جامعة السلطان قابوس ومسؤولي الرعاية الصحية ومشاركين مد جميع دول مجلس التعاون وفرنسا وهولندا، بالإضافة الى مشاركة بعض المنظمات العالمية والهيئات المرموقة والمتمثلة في المجلس الأمريكي لاعتماد التعليم الصيدلاني والجمعية الأمريكية لصيادلة النظام الصحي ومعهد الممارسات الدوائية الأمنة في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي لصيادلة المستشفيات الأمر الذي سيثري هذا المؤتمر بالكثير من التجارب والممارسات والخبرات العالمية لتلبي متطلبات الممارسة العلمية لمهنة الصيدلة.

أوراق عمل

يناقش المؤتمر (17) ورقة عمل محلية وعالمية حول احدث المستجدات في الممارسة الصيدلانية خلال اليوم الأول في ثلاث جلسات علمية، و(14) حلقة عمل في اليوم الثاني تتخللها (3) جلسات حوار تفاعلية.
كما يسلط المؤتمر الضوء على العديد من الموضوعات، من بينها: الممارسة الصيدلانية المستقبلية المتطورة وإعطاء لمحة عامة عن مستقبل ممارسة الصيدلة ومجموعة من الخدمات المهنية التي يمكن أن يقدمها الصيادلة وتحديد المؤشرات الأساسية لقياس أداء الممارسة المهنية للصيادلة حسب توصيات اللجنة الامريكية المشتركة للاعتماد الدولي (JCIA)، والتحديات التي تواجه ممارسة مهنة الصيدلة، وتطبيق التكنولوجيا والتشغيل الآلي في مجال توزيع الأدوية، وأهمية تطبيق وتقييم تداخلات السلامة الدوائية، ودور الصيدلي في تحسين وتقديم أفضل رعاية صيدلانية، ومساهمته الفعالة في وضع الخطط العلاجية من خلال الصيدلة الإكلينيكية.
وتشمل قائمة المتحدثين الدوليين الرئيسين في المؤتمر عددا من خبراء الرعاية الصيدلانية من مراكز طبية دولية رائدة، من كل من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة ونيوزيلندا والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى المتحدثين المحليين.