دشنت وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في المديرية العامة للتنمية الأسرية وبالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات صباح أمس (الأربعاء الموافق 11 / 1 /2017 م) الخط المجاني لحماية الطفل 1100 تحت شعار "حماية الطفل مسؤولية الجميع"، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن سعيّد الكلباني وزير التنمية الاجتماعية، بحضور سعادة الدكتور حمد بن سالم الرواحي الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الاتصالات وعدد من أصحاب السعادة، بمقر هيئة تنظيم الاتصالات مقابل مطار مسقط الدولي.
وقد افتتح حفل التدشين بكلمة لوزارة التنمية الاجتماعية قدمها الشيخ الدكتور يحيى بن محمد الهنائي مدير عام التنمية الأسرية ذكر خلالها أن مشروع خط حماية الطفل من المشاريع الوطنية الرائدة لخدمة الطفولة بالسلطنة، ودليلا واضحا على اهتمام وزارة التنمية الاجتماعية المتزايد بمختلف القضايا التي تهم شؤون الأسرة والطفل في كل المجالات، ويسعى الخط في المقام الأول إلى دعم الأطفال دون سن الثامنة عشرة، واستجابة للاحتياجات المختلفة للطفولة في السلطنة عبر رقم هاتفي مجاني وموحد، بهدف توفير المشورة للأطفال أو مقدمي الرعاية لهم، ومتابعة توفير خدمات الرعاية والحماية عبر الجهات المسؤولة عن تقديم هذه الخدمات، وأضاف الهنائي بأن هذا الخط يهدف إلى التعامل الفوري مع الحالات الطارئة من خلال آلية الإحالة المباشرة للجهات المسؤولة ومتابعة بلوغ الخدمة للأطفال في الوقت المناسب، كما أن خط حماية الطفل (1100) سيعنى بدرجة كبيرة بالأطفال الذين يتعرضون لأى نوع من أنواع الإهمال أو الإساءة أو الحرمان أو الاستغلال أو التمييز، وفاقدي الرعاية الوالدية، والأيتام وغيرها من الحالات، مع إعادة تأهيلهم وأسرهم للاندماج في المجتمع مرة أخرى و ذلك من خلال لجان حماية الطفل في جميع محافظات السلطنة، وعبر فريق عمل من مندوبي حماية الطفل والباحثين الاجتماعيين والنفسيين المتدربين لإعداد خطة التدخل وتوفير الحماية للطفل بالتنسيق مع الشركاء المعنيين من المؤسسات الحكومية و الجمعيات الأهلية، وسيعمل الخط على مدار (24) ساعة حيث يقوم المختصون باستقبال البلاغات والتعامل معها.
التدشين الرسمي
بعد ذلك دشن معالي الشيخ محمد الكلباني راعي الحفل خط الحماية بالاتصال على الخط 1100 والحديث مع المختصين حول ماهية التعامل مع الحالات التي ترد إليهم، والاجراءات المتبعة للحماية، والجهات التي يتم التعاون معها من أجل التدخل وحماية الطفل.
خط حماية الطفل
بعدها قدمت ابتسام بنت محمد اللمكية أخصائية اجتماعية بدائرة الحماية الأسرية عرضا مرئيا حول خط حماية الطفل ذكرت خلاله بأن هذا الخط يعتبر ثمرة تعاون بين وزارة التنمية الاجتماعية وهيئة تنظيم الاتصالات وشركات الاتصال (عمانتل وأوريدو)، متطرقة إلى التعريف بالفئة التي يخدمها الخط وهي كل طفل يحتاج للمساعدة سواء كان مواطن أو مقيم على أرض السلطنة أو طفل عماني مقيم خارج السلطنة، وللمعنين من الأطباء و المعلمين و الأخصائيين من المؤسسات الصحية والتربوية، وكذلك للآباء و الأمهات و المجتمع عموماً،
كما ذكرت اللمكية في عرضها عدد من الإحصائيات والمؤشرات المتعلقة بالطفولة، حيث بلغ عدد حالات الأطفال المعرضين للإساءة التي تعاملت معهم لجان حماية الطفل بالمحافظات (299) حالة طفل لعام 2016م، بنسبة 53% من الذكور و47% من الإناث، تنوعت بين الإهمال والإساءة الجسدية والإساءة الجنسية إلى جانب الإساءة النفسية.
بعدها تم عرض فلم قصير عن حماية الطفل من تنفيذ دائرة الإعلام والعلاقات العامة بوزارة التنمية الاجتماعية، تناول الفلم عرض مقاطع تبين أنواع الإساءة واشكالها التي قد يتعرض لها الاطفال نتيجة لانشغال ولي الأمر أو اهماله لأطفاله، وكذلك التعريف بخط الحماية وكيف يمكنه المساهمة في حماية الاطفال في السلطنة.
وفي تصريح لمعالي الشيخ راعي الحفل أكد بأن تدشين خط حماية الطفل جاء بناءً على معطيات واقعية وحاجة فعلية لحماية الأطفال في المجتمع العماني، حيث أن ما نسبته 43% من اجمالي عدد السكان في السلطنة هم دون سن 18، ومن هنا فإن الوزارة تسعى بمختلف الطرق الاهتمام بهذه الفئة وتوفير مختلف أنواع الرعاية لهم ، موضحاً بأن هذا التدشين ما هو إلا ترجمة بالمواد المتعلقة بقانون الطفل والتي تقضي بتوفير سبل الرعاية المختلفة لهؤلاء الأطفال، حيث أن هذا الخط سيكون حلقة وصل مباشرة بين الطفل المتعرض لمختلف أنواع الإساءة وبين وزارة التنمية الاجتماعية ومختلف الجهات ذات العلاقة، وذلك من أجل حفظ حقوق الطفل.
الأطفال ومخاطر الاتصالات
وفي ختام حفل التدشين قدمت روزالين بشير البلوشي مديرة شؤون المستهلك اعلان هيئة تنظيم الاتصالات عن الحملة التوعوية الخاصة بالأطفال والتي تعتزم الهيئة تدشينها خلال الربع الأول من العام الحالي بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية وأصحاب العلاقة بقطاع الاتصالات وغيرها من القطاعات، بالإضافة إلى المجتمع المدني متمثلا في الجمعيات الأهلية وممثلين عن الجمهور من أولياء أمور ومعلمين، حيث تهدف هذه الحملة الى خلق وعي عام في السلطنة عن خدمات ووسائل الاتصالات التي من شأنها تعزيز وحماية حقوق الطفل ، وما قد يواجه الاطفال من مخاطر نتيجة هذا الاستخدام، بالإضافة إلى تدارس إمكانية إتاحة حلول فنية تمكن أولياء الأمور والمعلمين من متابعة ما قد يتعرض له الأطفال عند استخدامهم لتلك الخدمات لضمان سلامتهم.
يذكر أن خط حماية الطفل يهدف إلى تلقي البلاغات على الرقم 1100 عن حالات تعرض الأطفال للعنف والإساءة وتسجيلها ورصدها، والمساهمة في حماية الطفل من جميع أنواع العنف والإساءة وتقديم المساندة الاجتماعية والنفسية للطفل وأسرته، وتوفير خدمات الحماية العاجلة للطفل المعرض للعنف ومختلف أنواع الإساءة، وأيضا الاستفادة من المؤشرات الإحصائية في بحث الأسباب التي تؤدي إلى العنف والمساهمة في حلها، وإمكانية الإحالة للجهات ذات العلاقة لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الطفل وأسرته، إلى جانب وصول الخدمة للطفل في الوقت المناسب.
يذكر أن وزارة التنمية الاجتماعية ممثلة في دائرة الحماية الأسرية قد سعت إلى توفير الحماية لكل طفل على أرض السلطنة لضمان سلامته وصحته وأمنه واستقراره والحفاظ على حقوقه، حيث طوّرت الدائرة عدد من الآليات الهادفة في سبيل تحقيق مصلحة الطفل الفضلى، وفي هذا الإطار جاءت فكرة أنشاء هذا الخط لتلقي البلاغات عن حالات العنف والإساءة ضد الطفل، ووضعت الوزارة خطط مرسومة وسير عمل واضح من أجل النهوض بخدمة جديدة وحديثة تحت مسمى" خط حماية الطفل 1100" تماشيا مع مواد قانون الطفل والالتزام باتفاقية حقوق الطفل التي صادقت عليها السلطنة بموجب المرسوم السلطاني رقم (96/54).