العراق.. تقلص قدرات داعش الهجومية

الحدث الأربعاء ١١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
العراق.. تقلص قدرات داعش الهجومية

مسقط –
لا تبدو معركة تحرير الموصل سهلةً، إلا أنها مع ذلك تحقق بعض أهدافها، إذ لم يعد تنظيم داعش يمتلك قدرات هجومية كما كان في السابق، وفي سبيل تعويض هذه الخسائر، لجأ التنظيم إلى شن هجمات خارج العراق، لتخفيف الضغط عليه، ورغم ذلك، يواجه التنظيم صعوبات تتمثل في تناقص عدد السيارات المفخخة، وعدد الانتحاريين.

معركة تحرير الموصل انطلقت منتصف أكتوبر الفائت، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، ورغم التقدم البطيء الذي صاحب العملية مع تقادم الوقت، إلا أن التنظيم المتطرف يخسر يوماً بعد آخر قدراته على الهجوم، وهو ما أكدته صحيفة «إيزفيستيا» الروسية، التي أشارت إلى انخفاض عدد الانتحاريين في العراق إلى النصف، وبحسب رأي المراقبين فإن السبب يعود إلى «غلق الحدود التركية–السورية. ومع ذلك، هم يشيرون إلى أن التخلص نهائيا من هذا النوع من الإرهاب هو أمر في منتهى الصعوبة».
وبحسب التقرير الأسبوعي لمعهد دراسات الحرب الذي اطلعت عليه «الشبيبة»، فإن القوات العراقية تمكنت من السيطرة على الأحياء الشمالية والجنوبية من الموصل، وأفقدت تنظيم داعش العديد من البنى التحتية الرئيسية، وذلك خلال الفترة من 4 إلى 9 يناير.
تضاف هذه المكاسب السريعة إلى ما حققته القوات العراقية من تقدم منذ 29 ديسمبر الفائت وحتى 3 يناير الجاري، فيما تسعى القوات العراقية الآن إلى تعزيز السيطرة على جنوب شرق الموصل.
ورغم فقدانهِ السيطرة على بعض أجزاء الموصل، فإن تنظيم داعش، وفي سبيل التضييق على القوات العراقية، لجأ إلى قطع إمدادات المياه عن المناطق المحررة، بحسب ما جاء في موقع «المصدر نيوز» المتخصص بالنزاعات في العراق وسوريا، والذي اطلعت عليه «الشبيبة».
وفي العودة إلى «إيزفيستيا» الروسية، فقد أكدت عضوة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي إقبال الماذي في تصريحات للصحيفة أن عدد الانتحاريين في العراق انخفض كثيرا. وأضافت أن لتطور الأوضاع في منطقة الحدود التركية–السورية تأثيرا في الأوضاع داخل العراق، وأن دور القوة الجو– فضائية الروسية، وكذلك أخذ السلطات التركية تهديدات «داعش» على محمل الجد، أثمرا عن النتائج الحالية. لذلك يمكن الحديث عن حصول تغير نوعي في الوضع.
ومع هذا، ووفق رأي مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية والأمن، معتز محيي عبد الحميد، فإن التخلص من مشكلة الانتحاريين سيكون في منتهى الصعوبة. ويقول إن من الصعب جدا السيطرة على الحدود لأنها منطقة صحراوية، إضافة إلى أن الجزء الأكبر منها هو تحت سيطرة الإرهابيين الذين يتنقلون بحرية بين البلدين. يضاف إلى هذا عدم كفاية القوة للمحافظة على الأمن في منطقة الحدود الغربية. «كما يجب الاعتراف بوجود عدد كبير من الانتحاريين داخل العراق في الوقت الحاضر بين الإرهابيين وفي الخلايا «النائمة» أيضا».

«البنتاجون» أكد أن مقاتلي تنظيم «داعش» باتوا يرسلون أعداداً متناقصة من الشاحنات المفخخة لتفجيرها ضد القوات العراقية في الموصل، معتبراً أن هذا واحد من مؤشرات كثيرة على الصعوبات المتزايدة التي يواجهونها في محاولتهم إبقاء السيطرة على ثاني كبرى مدن العراق. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكابتن جيف ديفيس للصحفيين: «نرى أعداداً متناقصة من الشاحنات المفخخة بالمقارنة مع ما كنا نراه سابقاً في الموصل».

وأضاف أن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد الإرهابيين في العراق دمر منذ بدء معركة الموصل في منتصف أكتوبر 134 من هذه الشاحنات المفخخة. وأكد المتحدث أن المتطرفين يستخدمون وسائل بدائية للاستعاضة عن الجسور التي دمرها التحالف في اجتياز نهر دجلة، معتبراً أن التنظيم الإرهابي سيواجه «مقاومة داخلية» من أبناء الموصل ما إن تقترب القوات العراقية من أحياء المدينة الداخلية.