فنزويلا تنقلب.. وسوري الأب لبناني الأم قد يتولى رئاستها.. فمن هو طارق العيسمي؟

الحدث الثلاثاء ١٠/يناير/٢٠١٧ ٢١:٠٧ م
فنزويلا تنقلب.. وسوري الأب لبناني الأم قد يتولى رئاستها.. فمن هو طارق العيسمي؟

لندن – ش
فنزويلا بدأت تنقلب في أزمة جديدة بعد تصويت برلمانها أمس الاثنين لصالح عزل رئيسها نيكولاس مادورو "لقصوره بأداء واجباته الوظيفية" وفقاً لما نقلت الوكالات، معبِّداً بذلك الطريق ليحل مكانه نائبه طارق العيسمي، السوري الأب واللبناني الأم، فيما لو لم تجر انتخابات بمهلة أقصاها 30 يوماً لاختيار خليفة له، ففي القانون الفنزويلي يتولى نائبه المنصب الأول في البلاد للعامين المقبلين والباقيين من ولاية الرئيس، تماماً كما حدث العام الفائت في البرازيل وجاؤوا بلبناني الأصل رئيساً بعد عزل رئيستها.
برلمان فنزويلا طالب مادورو بأن يترك منصبه وبإجراء انتخابات رئاسية، لنزع فتيل الأزمة "بحيث يعبّر الشعب عن رأيه عبر التصويت"، مؤكداً وفقاً لما راجعته "العربية.نت" مما بثته الوكالات بأن "الطريق الوحيد لتسوية المشكلات الحادة التي تضرب البلاد هو إعادة السلطة للشعب الفنزويلي، وبالتالي الدعوة لإجراء انتخابات حرة وتعددية" في قرار وافق عليه 106 نواب معارضين، بحسب ما نشرت صحيفة El Nacional المضيفة أن النواب الموالين للحكومة غادروا القاعة في بداية التصويت.
العيسمي، الذي كان حاكماً منذ 2012 لولاية Aragua المطلة بوسط الشمال الفنزويلي، على بحر الكاريبي، قبل تعيينه نائباً للرئيس، أبصر النور في 1974 باسم طارق زيدان العيسمي مدّاح في فنزويلا، كثاني 5 أبناء لأبيه السوري الأصل زيدان الأمين العيسمي، والشهير في فنزويلا بأنه كان "موالياً لصدام حسين" وبأنه هاجر من محافظة السويداء، وبالذات من "جبل حوران" المعروف أيضاً باسم "جبل الدروز" في الجنوب السوري. أما والدته، فلبنانية الأصل من عائلة مدّاح.
منذ أسبوع، أي في 4 يناير الجاري، عيّنه الرئيس مادورو نائباً له من 2017 حتى العام المقبل، فأثار بقراره غضب المعارضة التي فازت في ديسمبر الفائت بغالبية مقاعد البرلمان، والتي تتهم العيسمي من دون دليل، بالمتاجرة في المخدرات وتوابعها، كما وبعلاقته بإيران وحماس وحزب الله، وأيضاً بمعاداة السامية، وسريعاً انتفض هو على معارضيه، ووصفهم بأنهم "حفنة خونة، ينوون إلحاق الضرر بالوطن"، كما قال.
وكان العيسمي نشطاً في الماضي كقيادي طلابي خلال مرحلة دراسته في جامعة Los Andes حيث تخرّج بالحقوق، وبعدها اشتغل كمحامٍ متخصص بالجنائيات، ثم انضم في 1999 إلى "الحزب الاشتراكي الموحد" الحاكم الآن، وتقدم فيه إلى أن أصبح واحداً من قادته الكبار. كما سبق أن كان نائباً، ومن بعدها من 2008 إلى 2012 وزيراً للداخلية والعدل زمن حكم الرئيس الراحل في 2013 بالسرطان، هوجو تشافيز، والذي زار سوريا في 2009 ومنطقة "جبل الدروز" بالذات، وفيها أشاد بزعيم "الثورة السورية الكبرى" سلطان باشا الأطرش.

إذا هبّت الرياح كما في البرازيل
طارق العيسمي، الموصوف في الإعلام الفنزويلي بأنه مقرّب من إيران، تزوّج فنزويلية، والدتها سورية الأصل، من عائلة عامر، وهو أب لابنين، طارق أليخاندرو وسباستيان، من زوجته ريادا رودي عامر، البادية معه في صورة تنشرها "العربية.نت"، حين تسلّم منصبه كحاكم لولاية "أراجوا" عند ساحل فنزويلا من بحر الكاريبي. كما صورة لرئيس البرازيل اللبناني الأصل ميشال تامر.
وإذا هبت الرياح "العيسمية" كما تشتهي سفينته، فسيصبح طارق العيسمي ثاني سوري الأصل يتولاها في بلد بأمريكا الجنوبية، بعد الرئيس الأرجنتيني الأسبق كارلوس منعم، وثاني عربي الأصل رئيساً لدولة في القارة الأمريكية حالياً، بعد ميشال تامر، وهو من أصل لبناني وتسلّم منصبه في أغسطس الفائت خلفاً للرئيسة التي عزلها البرلمان، ديلما روسّيف، وكان هو نائبها.