نقلا عن موسوعة ويكبيديا الحرة
يعتبر مسجد الجزار أحد أهم مساجد شمال فلسطين لحجمه والفن المعماري الإسلامي الذي يبرز معالمه، مما جعله قبلة المسلمين من مدينة عكا وقضائها.
ويأمّ المسجد العديد من السائحين ليتمتعوا بجمال وعظمة هذا البناء ونوعية الكتابة الفاخرة لمختلف الآيات القرآنية التي تحيط بالقسم العلوي من الجدران.
وولد أحمد باشا الجزار الذي يحمل المسجد اسمه في البوسنة وهو مسلم متدين وعسكري، أطلق عليه اسم الجزار بسبب قسوته. وفي عام 1776 أصبح حاكم عكا بفضل مساعدته السلطان العثماني في إخضاع ضاهر العمر، وعُين واليًا على صيدا (كما عُين لاحقًا واليًا على دمشق). واصل الجزار المشروع العمراني الذي بدأه سلفه بقوة أكبر، فقد بنى جامع الجزار على انقاض جامع "يوم الجمعة" وكنيسة الصليب المقدس -وهو يعتبر أجمل جامع في البلاد بعد قبة الصخرة في القدس- كما بنى خان العمدان والجامع التركي وأقام مساجد وخانات أخرى وحصّن أسوار المدينة.
ويقع مسجد الجزار في مدخل مدينة عكا من الجهة الشمالية، عند الوصول إلى الجامع يشاهد عند مدخله (سبيل ماء) رممه سليمان باشا, وكان قد أقامه أحمد باشا الجزار. عند الصعود عددًا من الدرجات يتم دخول المسجد الذي يحتوي على ساحة واسعة بعضها مبلط، كما تحتوي الساحة على أشجار السرو والنخيل العتيق. وفي مركز الساحة يشاهد بناء له قبة خضراء وبالقرب منه بئر ماء ومزولة من الجهة الغربية دفن فيها أحمد باشا الجزار وبجانبه خليفته سليمان باشا الذي مات سنة 1819م. لقد أتم أحمد باشا الجزار بناء المسجد سنة 1782م، أما الغرف الصغيرة الموجودة في داخل المسجد فقد كان يسكنها طلاب العلم أيام كانت في جامع الجزار مدرسة إسلامية (وذلك حتى سنة 1948).
أما حجارة المسجد فقد جُلبَتْ من خرائب قيسارية وعتليت، إلا أنه تم ترميم المسجد حديثا.
أهم المساجد
ويعتبر مسجد الجزار من أهم المساجد في شمال فلسطين المحتلة بسبب حجمه والفن المعماري الإسلامي الذي يمتاز به حيث يعد تحفة سياحية نادرة، يأمّه السائحون ليتمتعوا بجمال وعظمة هذا البناء.
وإلى جانب المسجد بنى المدرسة الأحمدية –على اسمه– والمكتبة وسبيل الطاسات، والملجأ والبركة التي جلب إليها الماء من نبع الكابري حيث كانت توفر بركة الماء للمدينة في حالة الحصار، وظلت تنقل المياه من الكابري إلى عكا حتى عام 1948 ثم استبدلت بالأنابيب المعدنية، فبقيت القناة أثرًا تاريخيًا شاهدًا على عظمة الجزار واهتماماته المختلفة في التوسع العمراني إلى جانب التوسع العسكري. وقد امر الجزار قبل وفاته بدفنه بجانب المسجد.
وتعود أهمية جامع الجزار إلى موقعه ومكانته في نفوس المسلمين من جهة وإلى مساحته الهائلة وارتفاع قبته حيث لم يعرف المعماريون آنذاك الأسمنت المسلّح بالحديد ولذلك كان من الصعب إقامة أبنية واسعة لتعذر بناء السقوف الواسعة.
ويرتكز الجامع على أربع زوايا بما فيها الأروقة الجانبية، ويتخلل كل واجهة سبع نوافذ، وفوق النوافذ شريط كتابي بارز الحروف من الرخام الأبيض، وقد طلي ما بين الحروف والكلمات باللون الأزرق، فأكسبها ذلك روعة وجمالاً خاصّين.
تقوم فوق الأروقة الثلاثة: الشمالي والشرقي والغربي, سِدّة يُتوصل إليها من خلال بابين، أحدهما هو المدخل إلى المئذنة، والآخر في الركن الشمالي – الشرقي من الجامع. وتحوي السدّة الغربية مكانًا محتجزًا من قسمها الجنوبي يحيط به درابزين من الحديد وبداخله صندوق معدني بداخله زجاجة يقال إن فيها عدة شعرات من ذقن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان السلطان العثماني عبد الحميد الثاني قد أهداها إلى الشيخ "أسعد الشقيري" عضو مجلس المبعوثين العثماني.
أما رأس المئذنة فعليه عمود مدبّب من المعدن متصل بسلك موصل جيد للكهرباء ينتهي في أسفل بركة المياه تحت مصطبة المسجد وهي مانعة للصواعق لأنها كانت أعلى بناية في عكا وبالتالي هي معرّضة للصواعق وخطر الانهيار، حيث يقال إن المئذنة الأصلية كانت قد بنيت مباشرة مع بناء الجامع إلا أنها أصيبت بصاعقة عام 1821 وانهار قسم منها.