الجمعيات.. وأزمة "الوعي"

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٥ ص
الجمعيات.. وأزمة "الوعي"

محمد بن سيف الرحبي
www.facebook.com/msrahby
alrahby@gmail.com

طالبنا كثيراً، وطويلا، بجمعيات مؤسسةٍ مدنيًا، وأردناها بتسمية "اتحادات" أو "نقابات"، فجاءت الموافقات باسم "جمعية" وتتبع وزارة التنمية الاجتماعية، حيث مجال التعاطي مع الإعلام والمسرح والسينما والأدب يشبه ذات التوجه مع جمعيات أخرى مخصصة لفئات عمالية (مهندسين، مثلًا) أو تطوعية إنسانية (ذوي الإعاقة) أو أخرى توعوية، وفيها أمثلة عدة.
وبعد طول ترقب وانتظار ولدت الجمعيات، واحدة بعد أخرى، لكن بقينا نواجه أزمة وعي تجاه هذه الأشكال التي تدخل حياتنا للمرة الأولى، فتصرفنا معها، وبيننا الناقدون للأسلوب الحكومي في الخلود الوظيفي، فأدخلها البعض في ممتلكاته الخاصة، متصرفًا كأنها ميراث لا ينبغي "للدخلاء" الاقتراب منه!
لا أريد الإطالة، أو تكرار ما قيل كثيرًا، لكن ما يحدث من عثرات لا يأتي خارجًا عن السياق الذي رسخته الثقافة المجتمعية في شمولها، حيث من يأتي لا يذهب، لأنه مستحق للبقاء، وهو صاحب التضحيات ومن أفنى الجهد والوقت والعمر لأجل الصالح العام.. كأنما لا "صالح خاص" تحت بشته وهو يسحبه في المناسبات، عامّها وخاصّها.
وفيما أتابع أخبار جمعية السينما، وما صار فيها، وصلني خبر (انتشر لاحقًا انتشار النار في الهشيم) عن جوائز "جمعية الصحفيين العمانيين"، وشدتني إحدى الجوائز التي حصل عليها صحفي تميّز بعمل "صحفي" فإذا به يحصل على 100 ريال.. بالتمام والكمال، بينما كلفة تذكرة سفر واحدة لعضو مجلس إدارة تغطّي قيمة عدة جوائز (بعد موسم التخفيضات الذي أجرته الجمعية على جوائزها).
ربما، يرجع بقاء هذه الإدارة إلى الدعمَين المعنوي والمادي، ومن متابعة قريبة، أعرف كيف كانت عملية الاستحواذ من قبل (البعض) فيما بقي (الجدد) على هامش (القرار)، وإن كان هذا الكلام صدقًا فراجع إلى ما تنطقه ألسنتهم، وإن كذبًا، فعليهم وزره، وكما يقال "العهدة على الراوي" خاصة إن "شهد شاهد من أهلها".
بعيدًا عن هذه الأزمة، والتجربة على صعوباتها، فإن العمل المؤسسي "مدنيًا" ترجع نكساته إلى غياب "الوعي" بالأدوار، وليس ببعيد عن العمل المؤسسي "الرسمي" حيث طغيان الرؤية الفردية على "الوطنية" بمراحل، وسيادة "المصلحة" الذاتية على "العامة".. إنما من غرس ذلك الوعي، وكيف وصلنا إليه؟!
تلك هي القضية.