الجوع قد يتضاعف في اليمن

الحدث الأحد ٠٨/يناير/٢٠١٧ ٠٤:١٠ ص
الجوع قد يتضاعف في اليمن

عدن - إبراهيم مجاهد

تشير التقديرات الأولية إلى أن العام الحالي سيكون الأكثر فتكاً بأطفال اليمن في حال استمرار الحرب، فالأطفال المحظوظون الذين كانوا يحصلون العام الفائت على وجبتين بدلاً عن ثلاث، قد لا يجدون إلا وجبة واحدة في اليوم الواحد خلال العام الجاري، سيما أن الأمم المتحدة تجري تقييماً جديداً للوضع الغذائي استعداداً لتوجيه نداء إنساني جديد في 2017 تطلب فيه من المانحين مساعدات لإنقاذ حياة ثمانية ملايين نسمة، ومع هذا قد لا يعلن رسميا عن وجود مجاعة.

وفي السياق، فإن وضع مناطق اليمن ما زال في حالة الطوارئ، وهو ما يعني وفاة شخص أو اثنين من بين كل 10 آلاف نسمة وهو ما يعني أن آلافاً ربما يموتون جوعاً يومياً.
من جانبه، يرى رئيس منظمة سياج -وهي منظمة غير حكومية- أحمد القرشي أن الأطفال هم المتضرر الأكبر من الحروب والصراعات المسلحة، حيث يمثل الأطفال أكثر من نسبة 60% من سكان اليمن.
ويقول القرشي في تصريح خاص لـ«الشبيبة»: انعكست هذه الحرب على الأطفال سلباً في جميع مناحي حياتهم ومعيشتهم. سواء في الحياة والبقاء أو الغذاء أو الصحة والتعليم والأمان.
ويضيف القرشي: يعد إقليم تهامة من الأقاليم الأشد تضررا في ظل نزوح مئات الآلاف من الأسر غالبيتهم من الأطفال والنساء، وهؤلاء لا تتوفر لهم أبسط مقومات الحياة. فيما عدا المساعدات الشحيحة والتي لم تستطع الوفاء باحتياجاتهم المعيشية فإن الأطفال يموتون من الجوع ويتعرضون للمخاطر الصحية وترك التعليم، حيث يقدر الأطفال غير الملتحقين به في أوساط النازحين بأكثر من 70% لم تتوفر لهم فرصة مواصلة تعليمهم.
ويذكر القرشي أن هناك معلومات ميدانية تفيد أن الأطفال الأكثر حظاً في تهامة يعيشون على وجبتين في اليوم بالكثير، الأمر الذي نتج عنه هزال شديد وجعلهم معرضين للأمراض الوبائية والحميات مثل الكوليرا والتيفوئيد والملاريا وغيرها من الأمراض في ظل ضعف وانعدام شبه كامل للخدمات الصحية.
ويشير رئيس «سياج» إلى أن هناك نقصاً كبيراً في حليب الأطفال والأغذية المكملة لغذاء الأطفال في تهامة وقد تسببت المجاعة في وفاة العديد من الأطفال. غير أن انعدام التوثيق الصحي الدقيق يتسبب في ضعف كبير بشأن المعلومات المؤكدة بأعداد الوفيات والمتضررين.
ويؤكد أن الأطفال الأكثر تضرراً في مديريات إقليم تهامة التابعة لمحافظات حجة، الحديدة، وتعز.. ومديريات حزم العدين والقفر بمحافظة إب باعتبارها محاذية لتهامة وتعيش ظروفا اقتصادية مقاربة لظروف أبناء تهامة.
وحتى قبل هذه الحرب يعتبر إقليم تهامة من أشد أقاليم اليمن فقراً وتخلفاً في التعليم والصحة مقارنة بمناطق أخرى في اليمن.
وعلى صعيد آخر، أعلن رئيس مجلس الوزراء اليمني، أحمد عبيد بن دغر انتهاء أزمة السيولة النقدية في الجهاز المصرفي للبلاد مع وصول نحو 200 بليون ريال يمني من العملة المحلية الجديدة التي جرت طباعتها خارج البلاد. وقام اليمن بطباعة العملة في روسيا.
وقال بن دغر في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء اليمنية: إن الحكومة تغلبت على كل العقبات المتعلقة بطباعة العملة المحلية، مضيفا أنه أمر «بالبدء الفوري بربط جميع مؤسسات الدولة المدنية بالبنك المركزي ومقره الرئيسي العاصمة المؤقتة عدن في كل أنحاء البلاد، وأمرنا وزارة المالية ومحافظ البنك المركزي في عدن بصرف المرتبات لجميع مرافق الدولة».
وأعلن البنك المركزي اليمني في مدينة عدن أواخر نوفمبر الفائت، نفاد سيولته النقدية. وقال البنك في تعميم نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «لا تتوفر أي سيولة في البنك المركزي اليمني، وسيتم استقبال الإيرادات فقط».
وأمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في سبتمبر بنقل مقر البنك من صنعاء إلى مدينة عدن الساحلية بجنوب البلاد، وعين محافظاً جديداً هو عضو في حكومته الحالية. وكان مسؤول حكومي قال في أواخر نوفمبر الفائت: إن محافظ البنك المركزي منصر القعيطي وقع رسميا في موسكو اتفاقا لطباعة 400 بليون ريال (1.6 بليون دولار) لمواجهة أزمة السيولة في بلاده، والتي أدت إلى عدم توفير مرتبات الجهاز الإداري للدولة منذ أربعة شهور.