"الذهب" يواصل تحقيق المكاسب

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٨/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٠٠ ص
"الذهب" يواصل تحقيق المكاسب

أولي هانسن

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً لتلامس أعلى مستوياتها منذ ثلاثة أسابيع بعد يومين من تحقيق المكاسب رغم بعض الضعف الأوّلي الناجم عن أسعارٍ أكثرَ قوةً للدولار الأمريكي. ولكن مجريات السوق وضّحت حجم التحديات التي يواجهها السعر الأكثر قوة للدولار الأمريكي، فيما قدّم التراجع الحاد في أسعار النفط الخام مزيداً من الدعم حيث تخطى معدل انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط 5% في غضون دقائق قليلة فقط! ووفّرت هذه العوامل الدعم للذهب الذي دفع نحو انعكاس المكاسب السابقة التي حققتها الأسهم والخسائر التي لحقت بالسندات.
ويرتبط الذهب بعلاقة وطيدة مع الين الياباني والعائدات الأمريكية الفعلية. وبعد عمليات البيع الأولية للسندات الأمريكية في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، رأينا قفزة كبيرة في العوائد الحقيقية الأمريكية المستحقة بعد 10 سنوات من 0.11% إلى 0.70%. ومع ذلك، وخلال الأسبوعين المنصرمين، انخفضت هذه العوائد إلى 0.45% مما أزال بعضاً من الضغوطات التي يعاني منها الذهب.
كما ساعد الضعف المتسارع لأسعار الين الياباني بعد 8 نوفمبر في رفع الدعم عن الذهب، وبدأنا خلال الأسبوع الفائت برؤية انهيار واضح لهذه العلاقة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الذهب مقابل الين الياباني نحو أعلى مستوياتها منذ أربعة أشهر تقريباً.
وتابعت موجة التصفية الطويلة التي ضربت الذهب، وخاصة بعد 8 نوفمبر، وتيرتها التصاعدية حتى نهاية العام 2016. وبعد سبعة أسابيع متتالية من البيع، استحوذت صناديق التحوّط على صافي تدفقات طويلة الأجل بمقدار 41247 جزءاً في الأسبوع المنتهي بتاريخ 27 ديسمبر. ويعدُّ ذلك أدنى انكشاف منذ تاريخ 2 فبراير ونحو 35% أقل من المتوسط لمدة خمس سنوات (بين العامين 2011 و2015). وانخفض صافي التدفقات طويلة الأجل بنسبة 85% منذ الذروة التي وصلها في شهر يوليو، مع بيع إجمالي على المكشوف عند أعلى مستوياته في عام واحد.
وبقيت حيازات منتجات الذهب المطروحة للتداول في البورصة مرتفعة ولكنها أظهرت بوادر استقرار في الأسبوع الفائت، وحافظت على وجودها سواءً كانت مدفوعة بانخفاض النشاط في فترة نهاية العام أو قيام المستثمرين بتخفيض انكشافهم إلى المستوى المطلوب.
ويسير الذهب في الصفقات الفورية نحو مزيد من الارتفاع منذ أن بلغ أدنى مستوياته في 15 ديسمبر عند 1123 دولاراً أمريكياً للأونصة، حين وصلت العائدات الحقيقية إلى أعلى مستوياتها. ورغم الانخفاض المحتمل لضغوطات البيع، لا يزال الذهب بحاجة إلى شرارة لتغيير المعنويات. وفي جانب متصل، ما يزال الطلب المادي من الصين والهند محافظاً على قوته. ويندفع الطلب في الصين بالمخاوف من تخفيض قيمة اليوان فضلاً عن الطلب في رأس السنة الصينية الجديدة. وفي الهند، أثارت أزمة السيولة الناجمة عن إزالة الأوراق المالية مرتفعة القيمة مزيداً من الطلب على الملاذ الآمن.
ولعب تجار "أوراق" الذهب، دور الباعة على مدى أسابيع وهناك حاجة لهذه الشريحة من أجل تحويل معنويات السوق مجدداً نحو الحيادية. ومن المرجح أن يدفع تخطي عتبة 1173 دولاراً أمريكياً للأونصة إلى استقطاب مزيد من تغطية عمليات البيع على المكشوف، فيما يتوقع أن يبقى تجار المال الحقيقي غير مقتنعين ما لم تتخطى الأسعار عتبة 1205 دولارات للأونصة.
رئيس استراتيجية السلع لدى "ساكسو بنك"