الصرف الصحي أم العائق الصحي؟!

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٠٣/يناير/٢٠١٧ ٢٢:٠٤ م
الصرف الصحي أم العائق الصحي؟!

بقلم : ناصر العموري

يعد الصرف الصحي من المتطلبات الأساسية في كثير من الدول، حيث يستفاد منه في العديد من المجالات منها سقي المزروعات، والمساهمة في الحفاظ على البيئة من التلوث، وبالرغم من إيجابيات الصرف الصحي إلا أن له سلبيات قد تهدد المواطن المجاور لمحطات الصرف الصحي أو ما قد تخلِّفه مشاريع الصرف الصحي من أضرار في البنى الأساسية إن لم تكن بالشكل الأمثل والتي تتولاها غالباً شركات يتم التعاقد معها بشكل فرعي من قِبل الشركة الأم وتكون مع الأسف غير مؤهلة لمثل هكذا مشاريع والتي تتطلب الجودة قبل كل شيء خشية وقوع أضرار بيئية ومشاكل تودي إلى الإضرار بالبنية الأساسية وهذا ما هو حاصل الآن في عدد من ولايات محافظة مسقط ولديّ الإثبات وبالصور.

ورغم المشاريع الكبيرة التي تنفّذ لشبكة الصرف الصحي في محافظة مسقط والتي تشرف عليها شركة حيا ورغم تقدم التقنيات، لا زالت بعض المشاكل تظهـــر وبقــوة في أكثر من موقع تقام فيه مشاريع الصرف الصحي ومنها الروائح الكريهة، ظهور حشرات غريبة عجيبة، تأخر ردم وكبس الحفر التي بفناء المنازل.

وفي هذا الصدد نسلّط الضوء على مناشدة أحد المواطنين الذي عانى الأمرّين مــن مشروع الصرف الصحي، وإليكم المناشــدة كمـــا وصلتني بكل أمانة ومصداقية.
«أنا أحد سكان ولاية العامرات وتحديداً منطقة مدينة النهضة نناشد الجهات المختصة بالنظر إلى ما آلت إليه بيوتنا وشوارعنا ومحل إقامتنا من تخريب وتكسير من قِبل الشركة الفرعية المتعاقد معها لتمديد أنابيب الصرف الصحي.
نحن أصبحنا نعاني من مشاكل كثيرة لا تعد ولا تحصى من قِبل الشركة المنفذة للمشروع، حيث قامت الشركة بعمل حفر عميقة داخل بيوتنا وشوارعنا أشبه بالأنفاق في أماكن متعددة، ومع الأسف الشديد قبل البدء بالحفر أبلغنا المشرف على عملية الحفر بأن العمل لن يستغرق إلا عدة أيام، وها نحن نكمل ثلاثة أسابيع والوضع كما هو عليه لم يتغيّر، لا زلنا نعاني من مشاكل تلك الحفريات لعدم رجوع العمال لتكملة الأعمال وردم ما تم تخريبه في بيوتنا وشوارعنا وفي الأزقة، وحين قمت شخصياً بمخاطبة المشرف على عملية الحفريات أبلغني بعدم توفر الإسمنت ولا الطابوق ولا وقود الديزل للآلات التي تعمل بالمنطقة لديهم والسبب هو التأخير في دفع مستحقاتهم .
نناشد الجهات المعنية عبر هذا المنبر بالتدخل السريع في حل هذا الوضع من قِبل الشركة المتعاقد معها والتعجيل في عملية إتمام الأعمال الإنشائيــة والحفريات والأعمال الأخرى المناطة بها، علماً بأننا عانينا الأمرّين فأصبح التنقل صعباً داخل فناء المنزل من قِبل الأطفال وكبار السن حتى ذوو الاحتياجات الخاصة بات التنقل خطراً عليهم للغاية نتيجة ما آلت إليه الأمور من تكسير وتخريب وحفريات عميقة للغاية».
أعتقد أنها مناشدة شرحت واقع الحال بكل أبعاده ووضحت ما يعاني منه المواطن جرّاء المشاريع التي وإن كانت تقوم بها شركات فرعية فهي في النهاية تُحسب على الشركةا لأم، وهذه مناشدة توضح جزئية بسيطة من المشاكل التي يواجهها المواطن جرّاء هذا المشروع. لا يخفى على الجميع أن مشروع الصرف الصحي تأخر وكان من المفترض تطبيقه منـــذ أمـــد وقبـــل ازديــاد العمران واكتمال منظومة الشوارع والبنى الأساسية، فالشوارع أصبحت «مرقّعة» لعدم جودة المشاريع وبدا وكأن الواحد يمشي في شوارع من ستينيات القرن الفائت، والغريب هنا صمت الجهات الرقابية عن الموضوع.
نعم هو مشروع وطني ولكن ينبغي مراقبة الجهة المنفذة ومحاسبتها في حال الإخفاق أو القصور أو ظهور مشاكل، وما أكثرها هنا.