«جوتيريس».. هل يستطيع أن يجعل 2017 عاماً للسلام؟

الحدث الثلاثاء ٠٣/يناير/٢٠١٧ ٠٥:٢٦ ص

مسقط – محمد البيباني

مهمة معقدة تنتظر الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس وتركة ثقيلة ورثها عن سلفه بان كي مون.

إعلانه الأول بمناسبة العام الجديد بأن يجعله عاماً من أجل السلام، ليس سهل المنال في ظل تعدد البؤر الساخنة في العالم وتعقد المشهد الدولي بشكل غير مسبوق.. هل يستطيع جوتيريس أن يحقق ما أعلن عنه كأمنية؟ وهل يمكن تحقيق ذلك؟

رسالة حالمة

أعلن الأمين العام الجديد للأمم المتحدة انطونيو جوتيريس عزمه على أن يجعل من 2017 «عاماً من أجل السلام»، في رسالة بثت بمناسبة العام الجديد وتسلمه مهمات منصبه.

وخلف جوتيريس في الأول من يناير، بان كي مون على رأس الأمم المتحدة، ويرث ملف الحرب السورية المعقد.
وكتب جوتيريس «في هذا اليوم الأول على رأس الأمم المتحدة، يراودني السؤال: كيف نساعد ملايين الأشخاص الذين تحاصرهم النزاعات؟».
وأضاف «في هذا اليوم الأول من العام الجديد، أطلب منكم جميعاً أن تتخذوا معي هذا القرار: فلنلتزم بجعل السلام أولويتنا المطلقة». وأوضح الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أن «كل ما نقدره ونجله بصفتنا عائلة بشرية -الكرامة والأمل والتقدم والازدهار- رهن بالسلام. لكن السلام رهن بنا». وأضاف «قفوا إلى جانبي في خدمة السلام، يوماً بعد يوم. ولنجعل من 2017 عاماً للسلام».

تركة ثقيلة

في الرابع والعشرين من أكتوبر الفائت مرت الذكرى الحادية والسبعين لإقرار ميثاق المنظمة الدولية وهي مضرجة بالفشل والعجز في كل مناطق التوتر، حيث تقف مكتوفة الأيدي أمام الحسابات الخاصة للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن.

وبينما تعجز المنظمة الدولية عن أبسط تدخل عسكري وسياسي في بعض النزاعات، تلاحقها تهم الانحياز في بؤر أخرى، حيث ينتفض السكان للمطالبة برحيل جنودها عن مدنهم وقراهم.
في النزاع العربي الإسرائيلي، تلعب الأمم المتحدة دوراً هامشياً جداً إزاء هيمنة الولايات المتحدة على الملف. وفي الحرب الدائرة في سوريا، تبدو الأمم المتحدة مجرد هيئة خيرية صغيرة تناشد المحسنين التبرع لإغاثة المدنيين، ولا تملك حولاً ولا قوة إزاء ما يحدث لحلب. وإزاء ما يحدث بالعراق، يقتصر حضور الأمم المتحدة على نشر بيانات دورية تطالب بالاستجابة الإنسانية لتداعيات معركة الموصل. ولا تملك المنظمة الدولية في اليمن أكثر من مطالبة الأطراف المتحاربة بضبط النفس والإعلان عن هدن يتم التبليغ عن فشلها في الدقائق الأولى لسريانها. وفي أفريقيا حيث تقوى على التدخل عسكرياً لحفظ السلام، تواجه المنظمة الدولية سخطاً شعبياً ورسمياً ويستعجل السكان رحيل قواتها لفشلها في المهمات المنوطة بها.
ففي بانجي عاصمة أفريقيا الوسطى، يحتشد المتظاهرون للمطالبة برحيل قوات حفظ السلام الدولية بعد اتهامها بالاغتصاب والعجز عن حماية المواطنين والتواطؤ مع مرتكبي المجازر. وإلى جانب أفريقيا الوسطى، تلاحق تهم الاغتصاب والقتل جنود المنظمة الدولية في دارفور وشمال مالي وفي جنوب السودان.

سيرة ومسيرة

شغل جوتيريس، قبل انتخابه أميناً عاماً، منصب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين في الفترة من يونيو 2005 إلى ديسمبر 2015.

زادت أنشطة مفوضية شؤون اللاجئين نتيجة النزاعات في سوريا والعراق، والأزمات في جنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى واليمن، التي بدورها أدت إلى زيادة عدد المشرّدين بسبب النزاعات والاضطهاد من 38 مليوناً في العام 2005 إلى أكثر من 60 مليوناً في العام 2015.
وقبل أن ينضم إلى المفوضية، أمضى جوتيريس ما يزيد على 20 عاماً في العمل الحكومي وقطاع الخدمة العامة. فقد شغل منصب رئيس وزراء البرتغال من العام 1995 إلى العام 2002، وكان خلال تلك الفترة يشارك بكل عزم في الجهود الدولية من أجل حل الأزمة في تيمور الشرقية.
واضطلع بصفته رئيساً للمجلس الأوروبي في أوائل العام 2000، بدور قيادي في اعتماد «جدول أعمال لشبونة من أجل النمو وفرص العمل»، وشارك في رئاسة أول مؤتمر قمة بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا. وكان عضواً في مجلس دولة البرتغال من العام 1991 إلى العام 2002.
وانتُخب جوتيريس عضواً في البرلمان البرتغالي في العام 1976، حيث شغل هذا المنصب لمدة 17 عاماً. وخلال تلك الفترة، ترأس اللجنة البرلمانية لشؤون الاقتصاد والمالية والتخطيط، كما ترأس فيما بعد اللجنة البرلمانية لشؤون الإدارة الإقليمية والمجالس البلدية والبيئة. وقاد أيضاً المجموعة البرلمانية لحزبه.
وُلِد جوتيريس في لشبونة في العام 1949، وتخرّج بشهادة جامعية في مجال الهندسة. وهو يجيد البرتغالية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية.