مسقط –
رغمَ ما تحقق من إنجازات على صعيد العمل الإنساني في العام الفائت، الذي سجلَ أيضاً تدهورا على الصعيد الإنساني، إلا أن ثمة تحديات في العام 2017 قد تنعكس سلبا على ما أنجز في 2016.
اتفاق باريس للمناخ
وبحسب تقرير لشبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»، والذي اطلعت عليه «الشبيبة»، فإن «بعض النجاحات الأخيرة من العالم الإنساني» تواجه عدة محاذير، ومن ذلك «اتفاق باريس»، الذي «حطم عدداً من سجلات الاحترار العالمي التي لا يحسد عليها، بدا من المستحسن دخول اتفاق باريس لمكافحة تغير المناخ، الذي اعتمدته 195 دولة في العاصمة الفرنسية في ديسمبر 2015، إلى حيز التنفيذ وتطبيقه في الوقت المناسب»، والخطر الذي يهدد هذا الاتفاق يتعلق بـ»دونالد ترامب، الذي انتخب رئيساً للدولة التي كانت القوة الدافعة وراء اتفاق باريس»، حيث إنه ينكر وجود تغير في المناخ أصلا.
تراجع تنظيم داعش
أجبر تنظيم داعش على التراجع في ظل إصرار دولي وإقليمي للقضاء على التنظيم، الأمر الذي أسهم في طُرده من معاقله «الرئيسية في العراق - الرمادي والفلوجة - وخسر الشدادي في محافظة الحسكة السورية، ومنبج بالقرب من الحدود التركية. وفي الآونة الأخيرة، قضت قوات ليبية تدعمها الولايات المتحدة بضربات جوية على الجماعة في سرت، ولم يعد يحتل التنظيم أية أراض في البلاد، على الرغم من أن أعضاء تنظيم داعش لا يزالون نشطين»، إلا أن هذا الإنجاز لم يتحقق دون سقوط المدنيين خلال عمليات التحرير، ومن ذلك لجوء تنظيم داعش لاستخدامهم «كدروع بشرية أو يعدمهم بتهمة محاولة الفرار»، علاوة على الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في غاراتٍ جوية، ليكون بذلك القضاء على داعش، مقرونا بخسائر بشرية، تشكل تحديًّا أمام المجتمع الدولي.
السلام في كولومبيا؟
وافق الكونجرس في كولومبيا في شهر نوفمبر الفائت على اتفاق سلام مع الجماعة المتمردة المعروفة باسم القوات المسلحة الثورية الكولومبية «الفارك»، لينهي بذلك أكثر من نصف قرن من القتال. ويأمل أنصار الاتفاق أن يفسح المجال للبلاد ببدء عملية التعافي. لكن رغم ذلك لا تزال هنالك تحديات تواجه هذه العملية، ومن ذلك وجود «مخاوف حقيقية بشأن العدالة: المقاتلون الذين اعترفوا بارتكاب جرائم حرب لن يُزج بهم في السجن.
ومع وعد القوات المسلحة الثورية الكولومبية بقطع صلاتها بتجارة المخدرات، يخشى مزارعو الكوكائين في البلاد، الذين يصرون على أنهم يفعلون ما يلزم لتدبر أمورهم، من تهديد مصادر رزقهم.
بالإضافة إلى ذلك، أثبت التاريخ في كولومبيا أن إعادة الإدماج لن تكون سهلة على الإطلاق».
الكنديون يقومون برعاية اللاجئين
صدمت صورة إيلان الكردي، وهو طفل سوري مات مستلقياً على وجهه على شاطئ تركي، الشعب الكندي في سبتمبر 2015، حيث كانت كنــدا تتبــنى برنامج رعاية خاص منذ عام 1979 يسمح لمجموعـــات من الأفـــراد الكنديين بتمـــويل إعـــادة توطــين لاجئين محددين.
وإلى جانب الالتزام المالي، وفرت الجهات الراعية الدعم العملي والنفسي خلال استقرار اللاجئين في منازلهم الجديدة. وفي أواخر عام 2015 ومطلع عام 2016، تم توسيع نطاق البرنامج لتلبية الوعد الانتخابي الذي قطعه رئيس الوزراء جستن ترودو بتسريع إعادة توطين 25,000 ســوري في كندا بحلول نهاية فبراير 2016. إلا أن «التمويل المخصص للاجئين، سواء الخاص أو الذي ترعاه الحكومة، يدوم لعام واحد فقط، في حين يحتاج كثيرون إلى وقت أطول للاندماج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وقد دعت لجنة في مجلس الشيوخ حكومة ترودو لتخصيص المزيد من الموارد على سبيل الأولوية».