اللاجئون ثمن الولاية الرابعة... هل تدفعه ميركل؟

الحدث الأحد ٠١/يناير/٢٠١٧ ٠٤:٥٠ ص
اللاجئون ثمن الولاية الرابعة...

هل تدفعه ميركل؟

مسقط – محمد البيباني

ارتبطت شعبية المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خلال الفترة الأخيرة بموقفها من تدفق اللاجئين على بلادها، حيث عادت شعبيتها للتزايد في الأسابيع الأخيرة مستفيدة من التناقص الحاد بأعدادهم وتراجع موضوع اللجوء خلف قضايا أخرى تصدرت المشهد الألماني. يأتي هذا بعد تراجع سابق في شعبيتها، حيث أشار استطلاع نشرت نتائجه في أواخر اغسطس، إلى أن 50 في المئة من الألمان يعارضون توليها السلطة لفترة ولاية رابعة.

وسلّطت سلسلة من الهجمات الإرهابية، الضوء على سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها ميركل مع المهاجرين، التي سمحت لمئات الآلاف من الشرق الأوسط وأفريقيا ومناطق أخرى، بدخول ألمانيا العام الفائت. وأضر العدد القياسي للمهاجرين بشعبية ميركل وغذى أيضاً تأييد حزب البديل من أجل ألمانيا. وجعلت ميركل التي تسعى للفوز بولاية رابعة، الأمن هو المحور الرئيسي للحملة الانتخابية لحزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

السؤال الأبرز الذي يفرض نفسه هو: كيف ستتمكن ميركل من حل المعضلة التي تواجهها؟

ثمة مؤشرات عديدة خلال الفترة السابقة ترجح تغيير سياسة الباب المفتوح التي تنتهجها ميركل إزاء اللاجئين إنقاذاً لشعبيتها ومستقبلها السياسي...

الأمن

آخر تلك الإشارات حدثت بالأمس حينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كلمة للأمة بمناسبة العام الجديد، إن الإرهاب الذي يمارسه متشددون يمثل أكبر اختبار تواجهه ألمانيا، وتعهّدت بسن قوانين من شأنها تحسين الأمن بعد هجوم مميت قبل عيد الميلاد في برلين.

وفي كلمتها قالت ميركل إن الحكومة ستتخذ إجراءات لتحسين الأمن بعد أن اقتحم تونسي لم يتمكن من الحصول على حق اللجوء، سوقاً لعيد الميلاد بشاحنة في العاصمة يوم 19 ديسمبر مما أدى إلى مقتل 12 شخصاً. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. وقتلت الشرطة الإيطالية منفذ الهجوم في ميلانو يوم 23 ديسمبر، ويحاول المحققون تحديد ما إذا كان لديه شركاء.
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة يوجوف بعد الهجوم، أن 73 في المئة من الألمان يؤيدون تعزيز موارد الشرطة، بينما يؤيد 60 في المئة زيادة المراقبة بالكاميرات في الأماكن العامة.

اعتراف

اعترفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بارتكاب ألمانيا أخطاء فيما يتعلق بسياسة اللاجئين. وقالت ميركل في تصريح لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية التي صدرت في آخر أيام شهر أغسطس الفائت: «نحن الألمان أيضا تجاهلنا المشكلة فترة طويلة بشكل مبالغ فيه وتغافلنا عن ضرورة البحث عن حل أوروبي شامل لها». ويأتي تصريح ميركل بعد عام من فتح الحدود الألمانية أمام اللاجئين.

وأضافت المستشارة الألمانية: «لقد جاء الكثير من اللاجئين لألمانيا عامي 2004 و2005 وتركنا لكل من إسبانيا وغيرها من الدول عند الحدود الخارجية تحديد طريقة التعامل معهم.. نعم، نحن أيضا رفضنا آنذاك توزيع اللاجئين على أساس المحاصصة».
وتابعت ميركل أن ألمانيا كانت سعيدة عقب قبول الكثير من اللاجئين من يوغسلافيا السابقة بأن دولاً أخرى هي المعنية بشكل رئيسي بالسيطرة على المشكلة، مضيفة: «لا أستطيع إنكار ذلك». ورأت ميركل أنه من الضروري بالنسبة لألمانيا أن يكون لديها «نفس أطول، للوصول في أوروبا إجمالاً لحل عادل» وأضافت: «لم نتعامل طويلاً مع الموضوع بالشكل المناسب»، وقالت إن ذلك ينسحب أيضا على حماية الحدود الخارجية لمنطقة شينجن.

لا يمكن تكرار الخطأ

في السادس من ديسمبر الفائت حظيت المستشارة الألمانية بالكثير من التصفيق من قبل مندوبي حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي وهي تلقي كلمتها أمام مؤتمر الحزب في مدينة إيسن. ميركل تعهّدت أمام نحو ألف مندوب للحزب، بعدم تكرار وضع تدفق اللاجئين على ألمانيا، مؤكدة أنه «لا يمكن ولا ينبغي تكرار الوضع الذي كان قائما في صيف العام 2015... كان ذلك ولا يزال هدفي وهدفنا السياسي المعلن». كما أبدت المستشارة الألمانية تأييدها لحظر النقاب، طالما أن ذلك لا يتعارض مع القانون. فما هي القراءة الأولية لما جاء في كلمة ميركل؟ وهل تعني هذا المواقف المعلنة حدوث تغيير في سياستها تجاه اللاجئين؟

«أنا المسؤولة»

في سبتمبر الفائت قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها «المسؤولة عن الهزيمة الانتخابية التي لحقت بالحزب المسيحي الديمقراطي بولاية ميكلنبورج شرق ألمانيا».

واعترفت ميركل أن هذه الهزيمة كانت بداية سيئة، وأنها كانت «غير سعيدة للغاية» من أداء حزبها، معترفة أيضاً بأن القضايا على الصعيد الاتحادي وبخاصة اللاجئين واندماجهم تصدرت الحملة الانتخابية.
ورغم ضآلة عدد سكان الولاية لكن الهزيمة اكتسبت بعداً رمزياً؛ لأنها جاءت في الولاية التي تقع دائرة ميركل البرلمانية فيها، وكانت أول انتخابات إقليمية بين 5 ستقام قبل الانتخابات التشريعية في شهر سبتمبر العام المقبل.
إلى ذلك، دافعت ميركل أمس بمدينة هانجتشيو الصينية عن سياسة اللاجئين التي تتبنّاها حكومتها والتي تعتبر أحد أهم أسباب الهزيمة، قائلة «بالطبع لهذا صلة بسياسات اللجوء، لذلك بالطبع أنا كرئيسة الحزب، وكمستشارة المسؤولة».

وأضافت ميركل «ومع ذلك، أعتقد أن القرارات التي اتخذت كانت صحيحة، وعلينا الآن مواصلة العمل».